تشهد لعبة Subnautica 2 المنتظرة فوضى غير مسبوقة في كواليس تطويرها، ليس بسبب حالتها التقنية، بل بسبب صراع محتدم بين مطور السلسلة “Unknown Worlds” وشركته المالكة “Krafton”، ففي شهر يوليو وحده، تم فصل مؤسسي الاستوديو والمدير التنفيذي، وتأجيل إطلاق اللعبة إلى عام 2026، ورفع دعوى قضائية ضد Krafton للمطالبة بإعادة السيطرة الإبداعية وتعويض مالي ضخم قد يصل إلى 250 مليون دولار.
بدأت القصة عام 2001 عندما أسّس “تشارلي كليفلاند” استوديو Unknown Worlds أثناء عمله على تعديلات لعبة Half-Life، وبحلول 2014، أطلق الاستوديو نسخة الوصول المبكر من Subnautica، التي تطوّرت لاحقًا بفضل دعم المجتمع حتى الإصدار الرسمي عام 2018، وحقق الاستوديو نجاحًا واسعًا مع Subnautica ونسختها الفرعية Below Zero.
في عام 2021، استحوذت شركة Krafton، الناشرة للعبة PUBG، على الاستوديو مقابل 500 مليون دولار، مع وعد بدفع مكافأة إضافية تصل إلى 250 مليون دولار إذا تم تحقيق أهداف الأداء قبل نهاية 2025. كانت هذه الصفقة بداية التوترات التي تصاعدت لاحقًا.
• 2 يوليو 2025: أعلنت Krafton فجأة عن إقالة مؤسسي الاستوديو الثلاثة: كليفلاند، وماكس ماكجواير، وتيد جيل، دون توضيح الأسباب.
• 4 يوليو: نشر كليفلاند تدوينة شخصية أعرب فيها عن خيبة أمله، مؤكدًا أن Subnautica 2 كانت جاهزة للإطلاق المبكر، لكن القرار سُلب من أيدي المطورين.
• 9 يوليو: أعلنت Krafton رسميًا تأجيل اللعبة إلى عام 2026، وفي نفس اليوم، كشف تقرير من Bloomberg تفاصيل المكافأة المرتبطة بأداء الاستوديو، ما أوضح أن التأجيل قد يُفشل تحقيق شروط الدفع.
• 10 يوليو: Krafton اتهمت قادة Unknown Worlds السابقين بالتخلي عن مهامهم والتركيز على مشاريع شخصية، وادّعت أنهم أرادوا الاستحواذ على المكافأة لأنفسهم.
• نفس اليوم: رد كليفلاند برفع دعوى قضائية رسمية في ولاية ديلاوير، يتهم فيها Krafton بطرده بشكل غير قانوني وتأجيل اللعبة عمدًا لتجنب دفع المكافأة.
• 16 يوليو: تم الكشف عن نص الدعوى، التي تضمنت تفاصيل تفيد بأن العلاقة بين الطرفين بدأت في التدهور منذ أبريل 2025، بعد تقديم توقعات مالية إيجابية تُظهر أن إطلاق اللعبة في 2025 سيُحقق شروط المكافأة.
قد يهمك أيضًا: طريقة تحميل كل معلوماتك القديمة من فيسبوك بخطوات بسيطة
تشير الدعوى إلى أن Krafton بدأت بالتضييق على قادة الاستوديو بعد تقديمهم لهذه التوقعات، وأمرت بوقف تطوير اللعبة، وسحبت صلاحيات الاتصال من الاستوديو، وبدأت حملة توثيق داخلية تتهم المؤسسين بالإهمال، قبل أن يتم فصلهم رسميًا في 1 يوليو.
من جانبها، تحاول Krafton تهدئة الموقف عبر تمديد فترة المكافأة لعام إضافي، ووعدت بدفع جزء من حوافز الأرباح لموظفي الاستوديو في 2025، لكن هذه الخطوات لم توقف الدعوى القضائية.
الخلاف الأساسي يتمحور حول سؤال واحد: هل كانت Subnautica 2 جاهزة فعلاً للإصدار المبكر في 2025؟
الإجابة على هذا السؤال تُحدد مصير مكافأة ضخمة، ومكانة الاستوديو، ومصير واحدة من أشهر ألعاب البقاء تحت الماء، في حين يقول المطورون إن Krafton تعمدت التأخير لتفادي الدفع، تصر الشركة على أن القيادة السابقة كانت “غير متعاونة”.
كل الأطراف تؤكد أنها تسعى لمصلحة Subnautica 2 ومجتمع لاعبيها، لكن الحقيقة قد تكون مزيجًا من الطموح، الخلافات الإدارية، والرغبة في السيطرة على ملايين الدولارات.