يحتفل الدولي المغربي إبراهيم دياز بعيد ميلاده الـ26 اليوم، في أيام يواجه فيها مستقبلًا ضبابيًا في ريال مدريد، مع ارتباطه بالخروج من النادي الملكي.
النجم المغربي كان مؤثرًا في العديد من اللحظات للنادي الملكي خلال الموسمين الماضيين، رغم أنه لم يكن لاعبًا أساسيًا مع المدرب كارلو أنشيلوتي.
ومع قدوم تشابي ألونسو، يحاول إبراهيم دياز أن يفرض نفسه، خاصةً وأنه في بطولة كأس العالم للأندية الأخيرة مع المدرب الإسباني، لم يكن لاعبًا أساسيًا أيضًا.
هذا الأمر يجعلنا نتذكر ما حدث مع ألفارو موراتا، في قصة تُشبه كثيرًا ما يحدث مع إبراهيم دياز في ريال مدريد الآن.
في صيف 2014، وبعد عام من تصعيد ألفارو موراتا للفريق الأول في ريال مدريد، وجد نفسه لا يستطيع فرض نفسه، في ظل تواجد كريستيانو رونالدو وجاريث بيل وكريم بنزيما في الهجوم.
قرر ريال مدريد بيع اللاعب إلى يوفنتوس مقابل 20 مليون يورو، ووقّع ألفارو للبيانكونيري، ولكن النادي الملكي وضع بندًا في عقده، يستطيع من خلاله إعادة شراء المهاجم الشاب مقابل 30 مليون يورو خلال عامين.
في موسم 2014-2015 كان يوفنتوس يخوض موسمه الأول مع المدرب ماسيمليانو أليجري، الذي وصل وقت وصول موراتا، ولم يطلب العديد من اللاعبين، حيث كانت إدارة البيانكونيري قد حسمت صفقات الصيف.
لم يكن موراتا لاعبًا أساسيًا في البداية، وتعرض للطرد في مواجهة روما المثيرة في أكتوبر 2014، قبل أن يشارك في التشكيل الأساسي لأول مرة ضد إمبولي في الجولة العاشرة.
أراح أليجري كارلوس تيفيز في تلك المباراة مع مجموعة من الأساسيين، واستغل ألفارو الفرصة وسجل الهدف الأول، من صناعة كارليتوس بعد دخوله.
مع مرور الوقت أقنع موراتا مدربه الإيطالي، وبدأ يسجل ويصنع في مباريات هامة، أبرزها كانت ضد ميلان وباليرمو.
في دوري أبطال أوروبا، أنهى دور المجموعات دون أن يسجل أي هدف، ولكن مع بداية دور الـ16، انفجر ألفارو، وتمكن من التسجيل والصناعة في مواجهة بوروسيا دورتموند ذهابًا، ثم هز شباك الجراد الأصفر إيابًا.
في ربع النهائي، سجل في مواجهة موناكو خلال مباراة الذهاب، الهدف الوحيد الذي قاد يوفنتوس لنصف النهائي، ليجد نفسه منافسًا لفريقه السابق.
في مباراة الذهاب، سجل ألفارو موراتا هدفًا في فوز يوفنتوس 2-1، وعندما دخل مواجهة الإياب، كان مثل المرشد السياحي في ملعب سانتياجو بيرنابيو، يُشير لزملائه على كل مكان ويخبرهم بنقاط الضعف والقوة في الملكي.
يتقدم كريستيانو رونالدو في الدقيقة 23، وينتهي الشوط الأول بتقدم النادي الملكي، الذي يكتفي بهذه النتيجة للتأهل إلى النهائي.
في الدقيقة 57، عرضية يُمهّدها بوجبا بالرأس، تجد موراتا الذي يُطلق صاروخية، تُشعل مدرجات يوفنتوس القليلة، ولكنه كان هادئًا ولم يحتفل، احترامًا لفريقه السابق.
كان ذلك الهدف سببًا في إقصاء ريال مدريد، وإقالة كارلو أنشيلوتي الذي سمح برحيله قبل أشهر قليلة، ليتأهل البيانكونيري إلى النهائي.
في المباراة النهائية، ورغم خسارة يوفنتوس، كان هدف الفريق الوحيد ضد برشلونة في برلين، عن طريق ألفارو، بعدما أكمل تسديدة تيفيز التي تصدى لها تير شتيجن.
أصبح موراتا مع نهاية ذلك الموسم، مهاجم يوفنتوس الأساسي، ليس اللاعب الشاب الذي وصل في بداية الموسم، وارتفعت قيمته السوقية إلى 30 مليون يورو.
ارتبط ألفارو بالعودة إلى ريال مدريد في صيف 2015، ولكنه استمر مع يوفنتوس، مع وصول سيموني زازا وتواجد باولو ديبالا، وانضمام ماريو ماندزوكيتش لتعويض رحيل تيفيز ولورينتي، كان هجوم البيانكونيري مرعبًا.
موسم جديد من السيطرة المحلية ليوفنتوس، عانى في بدايته ألفارو من الإصابات، وكانت المشاركة بين ماندزوكيتش وديبالا وزازا.
تعثرات يوفنتوس في البداية كانت تجعل البعض يرى أن البيانكونيري سيسلم الدرع لروما أو نابولي، على الرغم من ذلك كان في أوروبا كبير إيطاليا يسير بخطى ثابتة، بفضل ألفارو.
هدف قاتل ضد مانشستر سيتي، وآخر أمام إشبيلية، جعلا البيانكونيري يتصدر مجموعته، قبل الخسارة في الجولة الأخيرة ليحتل المركز الثاني خلف أزرق مانشستر.
قبل مواجهة بايرن ميونخ، كان يوفنتوس يواجه نابولي في الدوري الإيطالي، وفاز بهدف سيموني زازا، ليتصدر الكالشيو للمرة الأولى بعد سلسلة انتصارات وصلت إلى 15 مباراة.
تأتي مواجهة بايرن ميونخ في الإياب بعد التعادل 2-2 في الذهاب، ويوفنتوس يفتقد باولو ديبالا، وجورجيو كيليني، وكلاوديو ماركيزيو من بين آخرين.
قدم ألفارو ملحمة في ملعب أليانز أرينا أمام فريق بيب جوارديولا، وهدف كوادرادو الثاني في مرمى نوير، الجميع يتذكر انطلاقة موراتا من منتصف الملعب، وهدفه الملغي أيضًا.
استمر يوفنتوس في السيطرة مع التقدم 2-0، حتى خرج ألفارو موراتا في الدقيقة 72، ودخل بدلًا منه ماريو ماندزوكيتش العائد من الإصابة.
قد يهمك أيضًا: إنزاجي: ميتروفيتش سيغيب عن مواجهة مانشستر سيتي.. وجوارديولا الأفضل في العالم
بعد دقيقة واحدة، سجل ليفاندوفسكي، ثم تعادل مولر في الدقيقة 90، وفي الأوقات الإضافية، سقط يوفنتوس، لأن ألفارو موراتا قد خرج، في قرار هو الأسوأ للمدرب ماسيمليانو أليجري.
غادر يوفنتوس الأبطال من دور الـ16، ولكنه تُوّج ببطولة الدوري الإيطالي، وفي آخر مباراة واجه ميلان في نهائي كأس إيطاليا، لتذهب المباراة لأشواط إضافية، ويدخل موراتا في الدقيقة 108.
لم يحتج ألفارو سوى دقيقتين، ليسجل هدف الفوز ببطولة كأس إيطاليا، ويودع جماهير يوفنتوس في ملعب أوليمبكو، لأن موعد العودة إلى ريال مدريد قد حان.
في موسم 2016-2017، كان زين الدين زيدان مدربًا لريال مدريد، وطلب عودة ألفارو، وبالفعل دفع الملكي الـ30 مليون يورو لاستعادة لاعبه وتفعيل بند إعادة الشراء.
تُوّج ريال مدريد في ذلك الموسم ببطولتي الدوري ودوري الأبطال، واستغل زيزو تواجد عدد من اللاعبين في أكثر من مركز، وحسم الدوري بفريق يختلف عن الذي تُوّج بالأبطال على حساب يوفنتوس.
موراتا كان أحد عوامل الفوز بالدوري، بأهداف حاسمة للنادي الملكي، أبرزها ضد بلباو، وديبورتيفو لاكورونيا، من بين 15 هدفًا في بطولة الليجا و5 تمريرات حاسمة.
في صيف 2017، قرر تشيلسي تدعيم هجومه بطلب من كونتي، الذي رفض ألفارو في يوفنتوس قبل رحيله، لكنه مع البلوز، اقتنع بضمه بعد تألقه.
66 مليون يورو أنفقها تشيلسي للتعاقد مع موراتا، واستمر لمدة موسمين مع البلوز، لكن في تلك الفترة عانى من إهدار الفرص، قبل الانتقال إلى أتلتيكو مدريد.
انتهت علاقة موراتا بريال مدريد، بل وسجل في مرمى الملكي مجددًا مع الروخي بلانكوس، وهذه المرة احتفل، ومن ثم عاد إلى يوفنتوس معارًا، ثم انتقل إلى ميلان في 2024، والآن مع جالطة سراي مُعارًا حتى صيف 2026.
في 2019 تعاقد ريال مدريد مع إبراهيم دياز مقابل 17 مليون يورو من مانشستر سيتي، ولكنه لم يستطع الحصول على الفرصة، ليبدأ مالديني في اكتشاف كنز في سانتياجو بيرنابيو لم يُقدّره الملكي.
انتقل دياز إلى ميلان مقابل دفع نصف راتبه مع ريال مدريد، وكان باولو مالديني المدير الرياضي في ذلك الوقت بالروسونيري يثق في إمكانيات اللاعب الشاب.
في موسم 2020-2021، خسر ميلان لقب الدوري، لكنه اكتسب فريقًا يستطيع المنافسة مع المدرب ستيفانو بيولي، كان بقيادة دياز وتونالي وكيسيه في وسط الملعب.
في صيف 2021 قرر ميلان تجديد إعارة إبراهيم دياز، ودفع 3 ملايين يورو مقابل الحصول على دياز لمدة موسمين، ووافق ريال مدريد بشرط عدم وجود بند أحقية شراء.
في موسم 2021-2022، كان إبراهيم دياز أحد الأبطال مع ستيفانو بيولي، وأعاد لقب الدوري إلى ميلان بعد غياب 11 عامًا.
في الموسم التالي، كان إبراهيم دياز نجم ميلان الأول في وسط الملعب، سجل هدف الفوز ضد توتنهام ليتأهل الفريق لربع النهائي في دوري أبطال أوروبا، ثم يقود الفريق لتخطي نابولي.
وفي الدوري الإيطالي، كان دياز رجل المواعيد الكبرى، بعدما سجل في مواجهة يوفنتوس بالجولة التاسعة هدفًا رائعًا جعله محمولًا على الأعناق في ملعب سان سيرو.
وضد نابولي، ساهم في هدفين بالتسجيل والصناعة أمام الفريق الذي تُوّج باللقب، وفي ملعب دييجو أرماندو مارادونا، وساهم في إنقاذ موسم الروسونيري بالتأهل إلى دوري أبطال أوروبا.
في صيف 2023، قرر ريال مدريد الحفاظ على إبراهيم دياز، ومع رحيل مالديني عن ميلان، لم يكن هناك من يُقنع إدارة الملكي في ترك اللاعب، مع قناعة أنشيلوتي بعودته.
كانت مشاركة دياز ضعيفة للغاية في بداية الموسم، فلم يُكمل 20 دقيقة في أي مباراة خلال الجولات الست الأولى، قبل التسجيل ضد لاس بالماس في الجولة السابعة.
في ظل الإصابات التي عانى منها ريال مدريد في موسم 2023-2024، حصل إبراهيم دياز على الفرصة، وشارك في 4 مباريات ساهم خلالها في 3 أهداف.
وفي دوري أبطال أوروبا، كان هدفه الرائع ضد ريد بول لايبزيج سببًا في تأهل الملكي إلى ربع النهائي.
اللاعب المغربي أنهى الموسم بـ23 مساهمة تهديفية، رغم أنه كان بديلًا في معظم الوقت.
في الموسم الماضي 2024-2025، غاب دياز عن جزء كبير في بداية الموسم بسبب الإصابة، ورغم ذلك، كان في المباريات الكبرى دائمًا حاضرًا.
في مواجهة مانشستر سيتي في ملحق دور الـ16، سجل إبراهيم دياز هدف الفوز في ملعب الاتحاد بالدقائق الأخيرة، وضد أتلتيكو مدريد سجل هدف الفوز في سانتياجو بيرنابيو ذهابًا.
لم يحصل دياز على الفرصة التي يستحقها، وهاجمت الصحافة كارلو أنشيلوتي بسبب عدم إعطاء الفرصة للاعب المغربي كما يجب.
اللاعب المغربي الآن أمام طريقين، الأول هو الاستمرار وإقناع المدرب تشابي ألونسو أنه يستحق مكانًا أساسيًا في تشكيل الفريق، والحصول على الفرصة بشكل أكبر.
والثاني سيكون الرحيل مثل ألفارو موراتا، وترك البطولات شبه المضمونة في ريال مدريد، والبحث عن إنقاذ مسيرته من مقاعد البدلاء خارج سانتياجو بيرنابيو.