عاد الإسباني لويس إنريكي الذي يعتبر واحد من أفضل مدربي كرة القدم في العالم وعلى مر التاريخ، لزيارة منصات التتويج الأوروبية مرة أخرى بعد غياب دام لعدة سنوات.
والزيارة الجديدة لإنريكي لهذه المنصات كانت اليوم الأربعاء 13 أغسطس، رفقة فريقه باريس سان جيرمان بعد حصده لقب كأس السوبر الأوروبي 2025/2026، على حساب نظيره توتنهام هوتسبير الإنجليزي.
وبنتيجة مباراة اليوم، ينجح فريق باريس سان جيرمان في حصد لقبه الأوروبي الثاني خلال هذا العام، بعد حصده بطولة دوري أبطال أوروبا منذ فترة على حساب إنتر ميلان.
ولم يحصد إنريكي لقب السوبر الأوروبي اليوم مع باريس سان جيرمان بالطريقة السهلة، بل بخسارته للمباراة وتأخره بهدفين حتى الدقيقة 85، وكان الجميع قد فقد الأمل في فوز العملاق الباريسي.
ولكن نجح لاعبو باريس سان جيرمان وبالتحديد الثنائي لي كانج إن وجونزالو راموس في تسجيل هدفي التعادل لفريقهما، والدخول بالمباراة إلى ركلات الترجيح والفوز.
وركلات الترجيح هي المصادفة الغير متوقعة لأن من كان يحرس مرمى باريس سان جيرمان هو لوكاس شوفالييه في أول ظهور له مع الفريق، ونجح في التصدي لأحد ركلات توتنهام.
وحتى شوفالييه كان بمثابة التحدي بالنسبة إلى إنريكي وأحد أسباب توتر أجواء السوبر، فقد أعلن جيانلويجي دوناروما حارس مرمى الفريق الأساسي رحيله عن النادي بشكل رسمي قبل ساعات قليلة من المباراة الهامة ضد توتنهام.
اقرأ ايضا: طباخ النصر يبكي بسبب لفتة كريستيانو رونالدو
وانتقد دوناروما نادي باريس سان جيرمان بتصريحات غامضة في رسالة وداعه للنادي متهمًا أحد الأشخاص داخل النادي بأنه سبب رحيله دون الكشف عن هويته، ثم خرج وكيل أعماله ليهاجم النادي هو الأخر.
وبالتالي دخل شوفالييه اليوم في المباراة والأنظار كلها تتجه ضده، وكان هذا بمثابة أحد التحديات التي واجهت إنريكي وساهمت في توتر أجواء فريقه، ولكنه نجح في التفوق على كل ذلك.
ورحيل دوناروما أحد نجوم باريس سان جيرمان بشكل مفاجئ، ثم قيادة إنريكي للفريق ليحصد بطولة أوروبية قد لا نراه مصادفة أو بالأمر الذي لم نراه من قبل في النادي.
فقد حدث الأمر ذاته في بداية الموسم 2024/2025 عندما طالب إنريكي برحيل كيليان مبابي نجم هجوم باريس سان جيرمان بشكل مجاني، ونجح الفريق في حصد لقب دوري أبطال أوروبا 2025 للمرة الأولى في تاريخه على الإطلاق.
لذلك يبدو أن الإطاحة بالنجوم لا تعتبر نقطة ضعف بالنسبة إلى إنريكي بل أثبت قدرته على تشكيل فريقه بلا أي نجوم، بل والطريف أنه في كل مرة يحصد لقب أوروبي مع باريس.
وبخلاف كل ذلك كان إنريكي يبدو عليه أنه يريد الثأر من فرق إنجلترا، بعد الخسارة الثقيلة بثلاثية على يد تشيلسي في نهائي كأس العالم للأندية 2025، بالرغم من تاريخ المدرب الإسباني المميز ضد الفرق الإنجليزية.
فقد لعب إنريكي قبل مباراة اليوم 6 مرات طوال مسيرته سواء مع برشلونة أو باريس، وجميعهم في أدوار إقصائية من بطولات دولية، والمباراة النهائية الوحيدة كانت ضد تشيلسي وكانت الخسارة الوحيدة له أيضا، لذلك لم يدع فرصة نهائي اليوم ليأخذ بثأره.
وبهذا يكون إنريكي قد أثبت أن رحيل النجوم لن يؤثر عليه، وثأر لنفسه من الخسارة من أحد كبار إنجلترا وعاد لفرض هيمنته في المواجهات المباشرة معهم، ولكن الآن يتبقى له الحفاظ على كل هذه الإنجازات في الموسم الجديد ومحاولة تكرارها وهو التحدي الأصعب بالطبع.