أعلنت منصة «إنستغرام» التابعة لشركة «ميتا»، إطلاق مجموعة من الميزات الجديدة التي تهدف إلى تعزيز التفاعل الاجتماعي الحقيقي بين المستخدمين، وإعادة التركيز على العلاقات القريبة والمحتوى المرتبط بالأصدقاء. تأتي هذه الخطوة ضمن رؤية استراتيجية لتحويل التطبيق من مجرد وسيلة ترفيهية إلى مساحة تفاعلية تجمع بين الإبداع والتواصل الإنساني.
تأسست «إنستغرام» في أكتوبر (تشرين الأول) من عام 2010 كموقع لمشاركة الصور، وسرعان ما حققت انتشاراً واسعاً بفضل بساطتها واعتمادها على الصور الفورية والتصميم الجذاب. وفي عام 2012، استحوذت شركة «فيسبوك» التي أصبحت لاحقاً «ميتا» على المنصة مقابل مليار دولار، لتبدأ مرحلة من التطوير المستمر وإضافة ميزات مثل القصص (Stories) ومقاطع الفيديو القصيرة (Reels) والرسائل المباشرة. ومع دخول عام 2025، تعمل «إنستغرام» على إعادة تشكيل تجربتها لتواكب تغيرات سلوك المستخدمين الذين باتوا يبحثون عن روابط اجتماعية أعمق وتجارب أكثر خصوصية وتفاعلية.
1. مشاركة المشاركات و«إعادة النشر» (Repost):
أصبحت الآن إمكانية إعادة النشر لمقاطع «ريلز» والمشاركات العامة متاحة لجميع المستخدمين، حيث يتم عرضها في علامة تبويب «إعادة النشر» داخل الملف الشخصي بقسم منفصل. ويمكن للمستخدم إضافة تعليق ضمن فقاعة تفكير قبل إعادة النشر. المحتوى المُعاد نشره سيُنسب دائماً إلى مُنشئ المحتوى الأصلي، مما يمكنه من الوصول إلى جمهور أوسع عبر مستوى مشاركة الأصدقاء والمتابعين.
2. خريطة «إنستغرام»:
تُتيح هذه الميزة للمستخدمين مشاركة آخر موقع نشط لهم ضمن قسم «الرسائل المباشرة»، من خلال خيار تفعيل المشاركة بشكل اختياري فقط. يمكن للمستخدم تحديد من يراه سواء من يتابعهم ويتابعونه، أو قائمة «الأصدقاء المقربين»، أو مجموعة مختارة فقط. كما يمكنهم تعطيل المشاركة في أماكن معينة، وإيقافها في أي وقت. وأولياء الأمور يمكنهم الإشراف على مشاركة المواقع لحسابات المراهقين مع إطلاق إشعارات عند التفعيل.
3. علامة تبويب «الأصدقاء» في «الريلز»:
تُتيح هذه الخاصية للمستخدمين رؤية المحتوى الذي تفاعل معه أصدقاؤهم سواء بـ«إعجاب» أو «تعليق» أو «إعادة نشر» أو حتى إنشاء الفيديو «ريلز» خاصة بهم. ويمكن بدء محادثة مباشرة عبر الرد الفوري على تلك التفاعلات. كما تمت إضافة إعدادات خصوصية تتيح للمستخدمين إخفاء نشاطاتهم أو كتم نشاطات مستخدمين محددين من تبويب الأصدقاء.
تصفح أيضًا: وزراء خارجية السعودية ومصر وقطر والأردن يبحثون جهود استئناف وقف النار بغزة
ميزة إعادة النشر تعرض المشاركات المعاد نشرها في قسم مخصص بصفحة المستخدم مع تبويب جديد يُظهر تفاعلات الأصدقاء بشكل منظم (إنستغرام)
• زيادة التفاعل الاجتماعي المبني على العلاقات القريبة
تتعارض هذه التحديثات مع طبيعة «إنستغرام» السابقة التي اعتمدت بشكل كبير على المحتوى المُوصى به من حسابات غير معروفة؛ حيث كُشف خلال محاكمة مكافحة الاحتكار عام 2025 أن النسبة المئوية للوقت الذي يقضيه المستخدمون في مشاهدة محتوى الأصدقاء لا تتجاوز 7 في المائة.
• الانتقال من «المشاهدة السلبية» إلى «المشاركة الفاعلة»
وفقاً لما صرّح به المدير التنفيذي، آدم موسيري، فإن «إنستغرام» تسعى لأن تكون منصة لا تقتصر على المتعة فقط، بل مساحة يشارك فيها المستخدم محتواه، واهتماماته، وتفاعلاته بشكل فعّال.
ميزة «الخريطة» تمكن المستخدمين من مشاركة مواقعهم الجغرافية داخل الرسائل مع تحكم كامل في الخصوصية والإشراف العائلي للمراهقين (إنستغرام)
الضوابط والخصوصية
تولي «إنستغرام» اهتماماً كبيراً بخصوصية المستخدمين؛ ولهذا تم تصميم الميزات الجديدة بحيث تعتمد على مبدأ «الاختيار الطوعي»، أي أن للمستخدم كامل الحرية في تفعيل أو تعطيل مشاركة موقعه الجغرافي عبر ميزة الخريطة، مع إمكانية تحديد من يمكنه رؤية هذا الموقع، سواء من المتابعين المتبادلين، أو من الأصدقاء المقربين، أو من قائمة محددة يختارها بنفسه. كما تتيح المنصة أدوات تحكم ذاتي تمكّن المستخدم من إخفاء نشاطاته مثل الإعجابات أو التعليقات أو إعادة النشر، أو كتم نشاطات مستخدمين آخرين ضمن تبويب الأصدقاء، بما يمنح تجربة أكثر خصوصية وراحة. وبالنسبة للمراهقين، توفر «إنستغرام» نظام إشراف عائلي يُمكّن أولياء الأمور من التحكم الكامل في مشاركة المواقع الجغرافية، مع إمكانية تلقي إشعارات عند تفعيل هذه الميزة، مما يعزز من بيئة استخدام آمنة ومسؤولة داخل التطبيق.
إن تحديثات «إنستغرام» الجديدة تعكس محاولة واعية لإعادة تركيز المنصة على العلاقات الحقيقية ونوعية التفاعل، من خلال تمكين المستخدمين من إعادة نشر المحتوى، والتواصل الجغرافي عبر الخريطة، والتعرف على ما يقوم به الأصدقاء في مقاطع «الريلز» بشكل خاص. وهذه التحولات تأتي في وقت مهم، تمثل فيه الرسائل الخاصة البوابة الرئيسة للتعبير والإبداع في المنصة.