للوهلة الأولى قد يرى البعض أن ما يفعله ليفربول في صيف 2025 أمر اعتيادي على أندية أوروبا بشكل عام وأندية إنجلترا بشكل خاص، بل وأن معدل الصرف قد يكون أقل من أندية أخرى.
لكن بالنسبة للأشخاص المتعلقين بلعبة كرة القدم وعلى دراية بكل ما يحدث بها، وعلى دراية أيضًا بسياسة كل نادي وما هي طبيعة ملاكه واهتماماتهم فسوف ترى أن ما فعله ليفربول هذا الصيف درب من الجنون.
النادي الذي اعتاد بشكل بشكل أو بآخر على الاستعانة بلاعبيه الشبان، وأن يقوم بإبرام صفقة أو صفقتين بحد أقصى، فجأة وبدون مقدمات تعاقد مع عدة لاعبين وجميعهم من الصفوة في أوروبا في مراكزهم.
بلغت إيرادات ليفربول في موسم 2024-2023 حوالي 600 مليون جنيه إسترليني، وقد شارك النادي الإنجليزي ببطولة الدوري الأوروبي في هذا الموسم، ومع العودة إلى دوري أبطال أوروبا وتحقيق لقب البريميرليج الموسم الماضي تجاوزت إيرادات الفريق 700 مليون جنيه إسترليني.
والوصول إلى هذا الرقم إنجازٌ لم يحققه من قبل سوى نادي مانشستر سيتي وذلك عندما حقق دوري أبطال أوروبا قبل 3 مواسم.
وفي تقرير نشرته ذا أثليتيك، فقد تم استغلال هذا النمو بذكاء كبير، حيث استفاد النادي الإنجليزي من تحقيقه ربحًا قدره 181 مليون باوند، وسوف يستفيد من زيادة في دخل البث التليفزيوني بالموسم الجديد.
حيث من المتوقع تُحقق دورة الحقوق الجديدة 12.25 مليار جنيه إسترليني على مستوى الدوري خلال المواسم الثلاثة المقبلة.
هذا بالإضافة إلى العقد الذي أبرمه الريدز مع أديداس، التي تحل محل شراكة النادي الإنجليزي مع نايكي، تتجاوز صفقة أديداس متوسط العائدات التي كانت نايكي تمنحها للنادي.
تشعر وكأن ليفربول ليس فريقًا رياضيًا فقط، بل هي منظومة اقتصادية كبرى أدت إلى الوضع المالي الجيد الذي يمر به الفريق بالوقت الحالي، الوضع الذي سمح له بإبرام صفقات كبرى دون ضغوط خاصة بعد تتويج أرني سلوت بلقب الدوري في موسمه الأول.
تصفح أيضًا: موعد مباراة الهلال اليوم ضد مانشستر سيتي والقنوات الناقلة
ومن بين الأشياء التي ساهمت في تلك الإنجاز المالي هو ضبط حد الأجور في السنوات الماضية، بالإضافة إلى رحيل ترينت ألكسندر أرنولد الذي ساهم في تخفيف العبء المالي. وهو ما ساهم في تمويل رواتب النجوم الجدد.
في الوقت الحالي وبتواجد عدد كبير من نجوم الصف الأول فإن فاتورة أجور نادي ليفربول مرتفعة، ويأتي خلف مانشستر سيتي، ويصل راتب فيرتز إلى 200 ألف جنيه إسترليني أسبوعيًا، بينما يُقدر راتب إكيتيكي بما يتراوح بين 200 ألف و220 ألف جنيه إسترليني.
يعد صيف 2025 هو الأعلى في تاريخ نادي ليفربول، حيث تعاقد مع الألماني فلوريان فيرتز، قادمًا من صفوف باير ليفركوزن الألماني مقابل 150 مليون يورو، بالإضافة إلى ميلوس كيركيز وجيريمي فريمبونج وهوجو إيكيتيكي.
وذلك لتدعيم كتيبة المدرب الهولندي أرني سلوت، والذي يقود النادي لبناء جيل جديد قادرًا على تحقيق البطولات القارية، وذلك تمهيدًا أيضًا لنهاية حقبة جيل الأسطوري محمد صلاح، ويستهدف الريدز بتلك الصفقات السيطرة على الدوري الإنجليزي الممتاز وأيضًا محاولة الفوز بدوري أبطال أوروبا لكي يحجز مقعدًا في كأس العالم للأندية.
في صيف 2018 وبعد خسارة نهائي دوري أبطال أوروبا، دخل ليفربول السوق باحثًا عن تدعيم صفوفه من أجل العودة مرة أخرى لحمل ذات الأذنين، وهو ما حدث بالفعل بعد ذلك على حساب توتنهام في عام 2019.
فقد أنفق الريدز 192 مليون يورو، وهو ثاني أغلى سوق انقالات للنادي الإنجليزي، حيث قام خلاله بالتعاقد مع أليسون بيكر ونابي كيتا بالإضافة أيضًا إلى شاكيري، ونجح ليفربول بقيادة يورجن كلوب في قيادة كتيبة الريدز إلى نهائي الأبطال في العام التالي.
يعد من أحد أهم سوق انتقالات في تاريخ ليفربول بشكل خاص وبتاريخ الدوري الإنجليزي بشكل عام، حيث تمكن الريدز من التوقيع مع المصري محمد صلاح قادمًا من روما الإيطالي مقابل 42 مليون يورو.
بالإضافة إلى التعاقد مع المهاجم دومينيك سولانكي الذي رحل بعد ذلك، كما تم التعاقد أيضًا مع الظهير الأيسر أندرو روبرتسون.
نجح الريدز في صيف 2023 بتجديد دماء خط الوسط، وذلك بالتعاقد مع بطل العالم أليكسيس ماك أليستر قادمًا من برايتون مقابل 35 مليون يورو، بالإضافة إلى التعاقد مع دومينيك سوبوسلاي بـ 70 مليون يورو وريان جرافينبيرش، كما ضم أيضًا واتارو إيندو بالإضافة إلى التعاقد مع الحارس أدريان.
تعاقد ليفربول مع 7 لاعبين في صيف 2014 حيث ضم كلا من ديان لوفرين وديفوك أوريجي وآدم لالانا، بالإضافة أيضًا بالتعاقد مع لازار ماركوفيتش وريكي لامبرت وألبرتو مورينو بالإضافة إلى الألماني إيمري تشان.