الإثنين, يوليو 28, 2025
الرئيسيةالرياضةإيتو وإبراهيموفيتش.. 16 عامًا على الصفقة التبادلية التي غيّرت خريطة أوروبا

إيتو وإبراهيموفيتش.. 16 عامًا على الصفقة التبادلية التي غيّرت خريطة أوروبا

“لن أقبل الشعار، لا يُمكن كسب الجمهور بالعاطفة ومن خلال مشاعر مُزيفة، أريد أن أكسب عاطفتهم وحبهم من داخل أرضية الملعب”.

في مثل هذا اليوم، منذ 16 عامًا، قال ذلك التصريح صامويل إيتو في تقديمه لاعبًا جديدًا لفريق إنتر ميلان الإيطالي، بعد صفقة تبادلية مع برشلونة، انتقل من خلالها زلاتان إبراهيموفيتش للنادي الكتالوني.

عندما تبحث تاريخيًا عن الصفقات التبادلية، لن تجد مثل هذه الصفقة، والتي كانت سببًا رئيسيًا في أفضل مواسم إنتر ميلان عبر التاريخ، وكسرت هيمنة برشلونة في نهاية الموسم.

صفقة تبدو أنها تبادلية، ولكنها كانت حجر أساس لجيل تاريخي لن ينساه جمهور إنتر ميلان، والثلاثية الوحيدة في تاريخ النادي، وآخر ألقاب دوري أبطال أوروبا للأندية الإيطالية.

في 23 يوليو 2009، كشفت صحيفة “لاجازيتا ديلو سبورت” الإيطالية، عن اهتمام برشلونة بالتعاقد مع زلاتان إبراهيموفيتش مهاجم إنتر ميلان، لتدعيم هجوم الفريق.

الأمور لم تكن على ما يرام بين صامويل إيتو وبيب جوارديولا، وأراد المدرب الإسباني التعاقد مع مهاجم والتخلي عن الكاميروني.

بعد أيام قليلة جدًا، حُسمت الصفقة، وبعد اجتماع لموراتي رئيس إنتر ومدير التعاقدات ماركو برانكا مع خوسيه ماريا ميساييس وكيل أعمال صامويل إيتو لمدة ساعتين، خرج وأعلن للصحفيين ليلة 26 يوليو، أن إيتو وافق على الانتقال إلى إنتر ميلان.

27 يوليو 2009، في مثل هذا اليوم منذ 16 عامًا، أعلن إنتر ميلان تعاقده مع صامويل إيتو، في صفقة تبادلية مع زلاتان إبراهيموفيتش.

أنفق برشلونة 46 مليون يورو بالإضافة إلى صامويل إيتو، والبيلاروسي ألكسندر هليب على سبيل الإعارة لمدة موسم، مع خيار الشراء للنيرازوري.

بينما انتقل زلاتان إبراهيموفيتش لفريق برشلونة، وجلب معه رفيقه الدائم، ماكسويل الظهير الأيسر البرازيلي، في ميركاتو تعاقد خلاله برشلونة مع لاعبين آخرين مثل شيجرينسكي من شاختار الأوكراني.

بطل أوروبا عزز صفوفه بالتعاقد مع زلاتان، مع امتلاكه لنجوم على رأسهم ليونيل ميسي تحت قيادة بيب جوارديولا، الذي كان يقدم كرة قدم مثالية هي الأفضل في العالم خلال ذلك الوقت.

على الجانب الآخر، تمكن إنتر ميلان من استغلال الأموال التي حصل عليها من صفقة بيع إبراهيموفيتش، فبالإضافة للتعاقد مع صامويل إيتو بعقد لمدة 5 سنوات، جلب الفريق الذي حقق اللقب في النهاية.

رحل عن إنتر ميلان في ذلك الوقت بجانب زلاتان وماكسويل، ليوناردو بونوتشي إلى جنوى، وريكاردو ماجيوريني، وكذلك أكوا فريسكا، والثنائي إيفان فاتيك وبولزوني، وجميعهم أنعشوا خزائن إنتر ميلان بـ 28 مليون يورو.

إنتر ميلان لم يحصل على ذلك المبلغ، ولكن قام بتبديل الخماسي من خلال التعاقد مع دييجو ميليتو الذي تألق في صفوف جنوى موسم 2008-2009.

بجانب إيتو ودييجو ميليتو، أنفق إنتر ميلان 15 مليون يورو للتعاقد مع ويسلي شنايدر من ريال مدريد بعدما فقد مكانه بملعب سانتياجو بيرنابيو، وذلك بعد انضمام كاكا وكريستيانو للملكي.

10 ملايين يورو أخرى أنفقها إنتر ميلان لجنوى، للتعاقد مع تياجو موتا، أحد أفضل اللاعبين مع المدرب جاسبريني في ذلك الوقت.

مع 14 مليونًا أخرى أنفقها أفاعي ميلانو، 7 ملايين ذهبت إلى بريشيا بالتعاقد مع فيفيانو، ومثلها لبايرن ميونخ لجلب المدافع المخضرم لوسيو.

46 مليون يورو كما ذكرنا حصل عليهم إنتر في صفقة بيع إبراهيموفيتش بالإضافة لضم إيتو، أنفق منهم 39 مليونًا فقط.

إنتر ميلان لم يكن يفكر في رحيل زلاتان إبراهيموفيتش، ولكن العرض الذي قدمه برشلونة كان مُغريًا للغاية، مما جعل النيرازوري يوافق على الفور ويتوصل لاتفاق مع إيتو خلال أقل من 72 ساعة.

صامويل هُنا كان أمام اختبار صعب للغاية. لقد انضم بدلًا من إبراهيموفيتش، خاصة وأنه دخل في صفقة تبادلية وكان الطرف الأقل ماديًا فيها، حيث قُدرت قيمته بـ 20 مليون يورو.

بينما زلاتان، فقد انضم لبرشلونة مقابل إيتو و46 مليون يورو، رغم أن في الموسم الذي سبق ذلك الميركاتو، كانت أرقام صامويل إيتو أفضل، ومؤثرة في الفوز بالثلاثية مع البلوجرانا.

إيتو رفض تقبيل شعار إنتر في مؤتمر التقديم لاعبًا للنيرازوري، وأكد في تصريحاته: “لا يمكنني إظهار الحب من خلال هذه الصور، عليَّ أن أقاتل في الملعب وتقديم كل ما لدي لهم، حينها يمكنني أن أصل لقلوبهم بكل سهولة”.

في ذلك الموسم سجل إيتو 16 هدفًا في 48 مباراة، رغم أنه في الموسم الذي سبقه مع برشلونة سجل 36 في 52 تحت قيادة بيب جوارديولا.

الاختلاف هُنا أن صامويل إيتو كان رهان جوزيه مورينيو، البرتغالي الذي كان يعطي أدوارًا تكتيكية للكاميروني، في أكثر من مركز خلف دييجو ميليتو، الذي كان اللاعب الذي يعوّض زلاتان وليس الأسد صامويل.

مع إجراء القرعة لدور المجموعات ببطولة دوري أبطال أوروبا، وقع إنتر ميلان مع برشلونة في مجموعة واحدة، ضمت أيضًا كلًا من روبن كازان الروسي، بالإضافة إلى دينامو كييف الأوكراني.

مباراة الذهاب في ملعب جوسيبي مياتسا انتهت سلبيًا، وفي الجولة قبل الأخيرة، فاز برشلونة 2-0 عن طريق بيدرو وبيكيه، وبفضل ذلك الفوز تأهل البلوجرانا في الصدارة.

تصفح أيضًا: يحيى عطية الله يهنئ أولمبيك آسفي بعد التتويج بكأس العرش

في دور الـ16، واجه برشلونة شتوتجارت الألماني، سجل زلاتان في التعادل 1-1 في ألمانيا، وجلس بديلًا في مباراة الفوز 4-0 في الإياب.

واجه إنتر ميلان نظيره تشيلسي، فاز 2-1 في إيطاليا وصنع إيتو هدفًا، وفي الإياب سجل صامويل هدف الفوز، ليتأهل النيرازوري لدور الثمانية.

كانت مهمة برشلونة صعبة في دور الثمانية، وتعادل 2-2 مع أرسنال في ملعب الإمارات، وسجل حينها زلاتان الهدفين، قبل الفوز 4-1 في الإياب بملعب كامب نو، عندما نثر ميسي سحره بسوبر هاتريك تاريخي.

مهمة إنتر ميلان كانت أسهل، فقد تجاوز سيسكا موسكو الروسي بسهولة بعد الفوز 1-0 في المباراتين ذهابًا وإيابًا.

20 أبريل 2010، مواجهة في ملعب جوسيبي مياتزا. وقبل 6 أيام من مواجهة إنتر ميلان وبرشلونة في جوسيبي مياتسا، تم إغلاق المجال الجوي في الدول الأوروبية من 15 أبريل وحتى 20 من الشهر ذاته.

رفض الاتحاد الأوروبي تأجيل المباراة رغم طلب برشلونة ذلك، ليضطر الفريق الكتالوني خوض رحلة إلى إيطاليا وصلت لـ 1000 كيلومتر، بالحافلة.

بدأت الرحلة في 18 أبريل، قبل المباراة بيومين فقط، واتجهت بعثة برشلونة إلى مدينة كان الفرنسية بعد 634 كيلومترًا، ومن ثم مكث الفريق الكتالوني 24 ساعة، قبل أن يتحرك إلى مدينة ميلانو برحلة بلغت 351 كيلومترًا.

وصل فريق بيب جوارديولا ليلة 19 أبريل، قبل أقل من 24 ساعة على مواجهة إنتر ميلان. بدأت المباراة بتقدم البلوجرانا في الدقيقة 19 عن طريق بيدرو رودريجيز، في إشارة من النادي الكتالوني بأنه لم يتأثر بالرحلة الطويلة، وجاهز لاستكمال رحلة الدفاع عن لقبه.

ولكن بعد هدف برشلونة، تعادل ويسلي شنايدر ثم مايكون ودييجو ميليتو بهجمتين مرتدتين على طريقة جوزيه مورينيو الخاصة تُكتب الثلاثية للنيرازوري.

28 أبريل 2010، الليلة التاريخية في ملعب كامب نو، عندما دخل مورينيو وحصل على صافرات الاستهجان، ضد الفريق الذي كان لا يُقهر في أوروبا.

في الدقيقة 28، تعرض تياجو موتا للطرد، ولعب إنتر ميلان ساعة كاملة بـ 10 لاعبين، ليظهر هنا دور صامويل إيتو في عمر الـ29، وهو أكثر اللاعبين ركضًا في الفريقين.

صامويل تحول لظهير أيسر مع دخول زانيتي للعمق في تلك المباراة، وكان يدافع بكل ما لديه من قوة، يحاول الرد على بيب جوارديولا الذي تركه، ويؤمن بنفسه وبما ينتظره منه جوزيه مورينيو.

المدرب البرتغالي لم يدفع بأي لاعب وسط أو مدافع حتى الدقيقة 67، وأخرج ويسلي شنايدر حينها، وهذا ما يوضح ثقته الكبيرة في صامويل الذي لم يعد المهاجم، بل كان المُحرك الرئيسي لأفاعي ميلانو.

خرج صامويل إيتو مرفوع الرأس في الدقيقة 86 ودخل بدلًا منه ماريجا، في تغيير دفاعي بعد هدف برشلونة عن طريق بيكيه.

ظهر مورينيو يتحدث لبيب جوارديولا عندما كان الأخير يُعطي تعليمات لزلاتان إبراهيموفيتش، مستغلًا توقف المباراة لعلاج بوسكيتس بعد طرد تياجو موتا.

أثارت تلك اللقطة الجدل بشكل كبير، ولكن مورينيو بعد 10 سنوات قال في تصريحات لصحيفة “تيليجراف” البريطانية: “في تلك اللقطة، عندما سقط بوسكيتس وهو يدّعي التمثيل، كنت واقفًا بين مقاعد البدلاء والمنطقة التي طُرد منها تياجو موتا، ولمحت مقاعد بدلاء برشلونة يحتفلون كما لو أنهم فازوا”.

وأضاف: “ذهبت إلى بيب جوارديولا عندما كان يُعطي التعليمات لزلاتان، أخبرته أن المباراة لم تنته بعد، عليهم ألا يحتفلوا الآن. لقد انتهت المباراة بهزيمتي، لكنها كانت الخسارة الأكثر روعة في حياتي”.

بعدما توّج بالثلاثية في 2009 مع برشلونة، ذهب إيتو إلى إنتر بألقابه، ليتوّج بالثلاثية التاريخية والأخيرة في تاريخ النيرازوري، قبل أن يرحل جوزيه مورينيو إلى ريال مدريد.

صامويل إيتو استمر وكان أبرز اللاعبين تحت قيادة رافائيل بينيتيز، وجلب للفريق بطولة كأس العالم للأندية 2010، واحتفل بطريقته الشهيرة عندما كان يحمل حقائب، في إشارة منه إلى أن الفريق ذهب إلى أبو ظبي للتسوق أكثر من المنافسة على اللقب.

لا يُمكن أن ننسى زلاتان، الذي لعب موسمًا واحدًا فقط مع برشلونة 2009-2010، لم يتحمل الجلوس بديلًا، ولم يكن الشخص الذي يتقبل فلسفة بيب جوارديولا.

وصف إبراهيموفيتش تجربة برشلونة بأنها الأسوأ في مسيرته، ولا يُريد أن يتذكرها بكل ما فيها، خاصة خروجه في الدقيقة 63 والفريق يحتاج لهدفين ضد إنتر، ودخول بويان كريكيتش بدلًا منه.

توّج إبراهيموفيتش بـ 4 بطولات مع برشلونة، لكنه كان يستهدف دوري أبطال أوروبا، البطولة التي لم يحصل عليها حتى اعتزل كرة القدم.

46 مباراة مع برشلونة خاضها زلاتان إبراهيموفيتش، وسجل 22 هدفًا وصنع 13، وبعد عام واحد فقط، انضم إلى ميلان على سبيل الإعارة من البلوجرانا.

وفي 2011، فعل ميلان بند الشراء في عقد السويدي، لينضم مقابل 24 مليون يورو، بالإضافة لـ 6 ملايين قيمة الإعارة في موسم 2010-2011.

30 مليون يورو كانت قيمة صفقة زلاتان إلى ميلان، بعدما كان قد انضم لبرشلونة قبل عامين مقابل 70 مليون (49 مليون + صامويل إيتو).

اليوم وعبر حسابه الشخصي على “إنستجرام”. نشر إيتو صورة له وهو يحمل قميص إنتر، ومثلها لزلاتان إبراهيموفيتش مع قميص برشلونة، وعلق عليها: “16 عامًا مرت بالفعل”. وأشار لـ إبراهيموفيتش بالإضافة لرموز تعبيرية ساخرة.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- اعلان -

الأكثر شهرة

احدث التعليقات