الأحد, يوليو 20, 2025
spot_img
الرئيسيةالصحة واللياقة البدنيةاحذر تناول هذه الأدوية مع القهوة

احذر تناول هذه الأدوية مع القهوة

يبدأ الكثيرون منا يومهم بتناول فنجان القهوة. فهي تُعد أحد أكثر المشروبات استهلاكاً في العالم. ولكن، بينما قد يبدو مشروبك الصباحي آمناً، فإنه قد يتفاعل مع بعض الأدوية بطرق تُقلل من فعاليتها – أو تزيد من خطر آثارها الجانبية.

ومن أقراص نزلات البرد الشائعة إلى مضادات الاكتئاب، يتجاوز تأثير الكافيين على الجسم مجرد دفعة سريعة من الطاقة. يحتوي الشاي أيضاً على الكافيين، ولكن بتركيزات مختلفة عن القهوة، ولا يبدو أنه يؤثر على الناس بالطريقة نفسها.

إليك ما يجب أن تعرفه عن كيفية تداخل القهوة مع أدويتك – وكيفية الحفاظ على سلامتك، وفق ما أفادت به صحيفة «إندبندنت» البريطانية:

الكافيين مُنشِّط، مما يعني أنه يُسرِّع الجهاز العصبي المركزي. السودوإيفيدرين، وهو مُزيل للاحتقان موجود في أدوية البرد والإنفلونزا، مثل سودافيد، مُنشِّط أيضاً. عند تناولهما معاً، قد تتفاقم الآثار، مما قد يؤدي إلى الشعور بالتوتر، والصداع، وتسارع نبضات القلب، والأرق.

وتحتوي العديد من أدوية علاج البرد بالفعل على كافيين مضاف، مما يزيد من هذه المخاطر. كما تشير بعض الدراسات إلى أن تناول الكافيين مع السودوإيفيدرين قد يرفع مستوى السكر في الدم ودرجة حرارة الجسم، وهو أمر بالغ الأهمية لمرضى السكري.

وتُعدّ التأثيرات المنبهة مصدر قلق أيضاً عند دمج الكافيين مع أدوية علاج اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، مثل الأمفيتامينات، أو مع أدوية الربو، مثل الثيوفيلين، الذي يتشابه تركيبه الكيميائي مع الكافيين. قد يزيد استخدامهما معاً من خطر الآثار الجانبية، مثل سرعة ضربات القلب واضطراب النوم.

يُعد ليفوثيروكسين، العلاج لقصور الغدة الدرقية، حساساً للغاية للتوقيت، وقد تُعيق قهوتك الصباحية ذلك. تُظهر الدراسات أن شرب القهوة بعد تناول ليفوثيروكسين مباشرةً قد يُقلل من امتصاصه بنسبة تصل إلى 50 في المائة.

ويُسرّع الكافيين حركة الأمعاء (حركة الطعام والفضلات عبر الجهاز الهضمي)، مما يُقلل من وقت امتصاص الدواء، وقد يرتبط به في المعدة، مما يُصعّب على الجسم امتصاصه. تُقلل هذه التأثيرات من التوافر البيولوجي للدواء، مما يعني وصول كمية أقل منه إلى مجرى الدم حيث يحتاج إليها الجسم. يُعتبر هذا التفاعل أكثر شيوعاً مع أشكال أقراص ليفوثيروكسين، وأقل احتمالاً مع المستحضرات السائلة.

في حال ضعف الامتصاص، قد تعود أعراض قصور الغدة الدرقية – بما في ذلك التعب وزيادة الوزن والإمساك – حتى مع تناول الدواء بشكل صحيح.

ينطبق الشيء نفسه على فئة من أدوية هشاشة العظام تُسمى البيسفوسفونات، بما في ذلك أليندرونات وريزيدرونات، التي تتطلب أيضاً معدة فارغة، ونحو 30 – 60 دقيقة قبل تناول الطعام أو الشراب.

قد يكون التفاعل بين الكافيين وأدوية الصحة النفسية أكثر تعقيداً. فمثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية (SSRIs)، مثل سيرترالين وسيتالوبرام، هي نوع من الأدوية المضادة للاكتئاب تُستخدم على نطاق واسع لعلاج الاكتئاب والقلق وغيرها من الحالات النفسية. تشير الدراسات المخبرية إلى أن الكافيين يمكن أن يرتبط بهذه الأدوية في المعدة، مما يقلل من امتصاصها وربما يقلل من فعاليتها.

قد يهمك أيضًا: حمى الجفاف عند حديثي الولادة… ما أبرز الأعراض وطرق العلاج؟

ومضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات، مثل أميتريبتيلين وإيميبرامين، هي فئة من مضادات الاكتئاب القديمة التي تعمل عن طريق التأثير على مستويات النواقل العصبية في الدماغ. كانت من بين أوائل مضادات الاكتئاب التي طُوّرت، وهي أقل استخداماً اليوم مقارنةً بمضادات الاكتئاب الأحدث، مثل مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية (SSRIs)، نظراً لاحتمالية حدوث آثار جانبية أكثر وارتفاع خطر الجرعة الزائدة.

يتم تكسير مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات بواسطة إنزيم الكبد «CYP1A2»، ويمكن أن يؤدي التنافس بين الإنزيم والكافيين إلى إبطاء تكسير الدواء، مما يزيد من الآثار الجانبية، أو تأخير التخلص من الكافيين، مما يجعلك تشعر بالتوتر أو التوتر لفترة أطول من المعتاد.

يُعالج إنزيم «CYP1A2» أيضاً الكلوزابين، وهو مضاد للذهان. أظهرت إحدى الدراسات أن شرب كوبين إلى ثلاثة أكواب من القهوة يمكن أن يزيد من مستويات الكلوزابين في الدم بنسبة تصل إلى 97 في المائة، مما قد يزيد من مخاطر، مثل النعاس والارتباك، أو مضاعفات أكثر خطورة.

وتُصرف بعض مسكنات الألم من دون وصفة طبية، مثل تلك التي تحتوي على الأسبرين أو الباراسيتامول، وتحتوي على كافيين مضاف. يمكن للقهوة أن تُسرّع امتصاص هذه الأدوية عن طريق تسريع إفراغ المعدة وزيادة حموضة المعدة، مما يُحسّن امتصاص بعض الأدوية، مثل الأسبرين.

وفي حين أن هذا قد يُساعد مسكنات الألم على العمل بشكل أسرع، فإنه قد يزيد أيضاً من خطر الآثار الجانبية، مثل تهيج المعدة أو النزف، خصوصاً عند تناولها مع مصادر أخرى للكافيين. على الرغم من عدم الإبلاغ عن أي حالات خطيرة، فإنه لا يزال يُنصح بالحذر.

يمكن للكافيين أن يرفع ضغط الدم ومعدل ضربات القلب مؤقتاً، وعادةً ما يستمر ذلك من ثلاث إلى أربع ساعات بعد تناوله. وبالنسبة للأشخاص الذين يتناولون أدوية ضغط الدم أو أدوية تُسيطر على عدم انتظام ضربات القلب (اضطرابات نظم القلب)، فقد يُبطل هذا التأثير المقصود من الدواء.

هذا لا يعني أنه يجب على الأشخاص الذين يعانون من أمراض القلب تجنُّب القهوة تماماً، ولكن يجب عليهم مراقبة تأثيرها على أعراضهم، والنظر في الحد من تناولها أو التحول إلى مشروبات منزوعة الكافيين إذا لزم الأمر.

قد تكون القهوة جزءاً من روتينك اليومي، لكنها أيضاً مُركّب كيميائي قوي يُمكن أن يؤثر على كيفية معالجة جسمك للأدوية. إليك كيفية التأكد من عدم تأثيرها.

بعد تناول ليفوثيروكسين أو بيسفوسفونات على معدة فارغة مع الماء، انتظر 30 – 60 دقيقة قبل شرب القهوة أو تناول الإفطار.

وتنصح الصحيفة أن تتوخَّى الحذر عند تناول أدوية البرد والإنفلونزا، وعلاجات الربو، وأدوية اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، لأن الكافيين قد يُفاقم الآثار الجانبية. وإذا كنت تتناول مضادات الاكتئاب أو مضادات الذهان أو أدوية ضغط الدم، فناقش عاداتك المتعلقة بالكافيين مع طبيبك. ووفقاً لديبا كامدار المحاضرة في ممارسة الصيدلة بجامعة كينغستون، فإنها تنصح بالتفكير في تقليل تناول الكافيين أو اختيار مشروب خالٍ من الكافيين إذا كنت تعاني من آثار جانبية، مثل الأرق أو خفقان القلب.

ويختلف معدل تناول الكافيين من شخص لآخر، إذ يشعر بعض الأشخاص بالراحة بعد ثلاثة أكواب، بينما يعاني آخرون من آثار جانبية بعد كوب واحد فقط. وتنصح كامدار بضرورة الانتباه لكيفية استجابة جسمك، وتحدث إلى الصيدلي أو طبيبك العام إذا شعرت بأي خلل، فإذا كنت غير متأكد من مدى ملاءمة دوائك وقهوتك، فاستشر الصيدلي أو الطبيب. قد توفِّر عليك محادثة قصيرة أسابيع من الآثار الجانبية أو تقليل فعالية العلاج – وتساعدك على الاستمتاع بمشروبك براحة بال.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

الأكثر شهرة

احدث التعليقات