قفزت أسهم الصين وهونغ كونغ يوم الاثنين، مواصلةً موجة ارتفاعها، بقيادة قطاعَي المعادن النادرة والعقارات؛ حيث غذَّت وفرة السيولة استمرار المكاسب. ومع استراحة منتصف النهار، ارتفع مؤشر «شنغهاي» المركب بنسبة 0.9 في المائة ليصل إلى 3858.59 نقطة، وهو أعلى مستوى له في عشر سنوات.
وارتفع مؤشر «سي إس آي 300» الصيني للأسهم القيادية بنسبة 1.4 في المائة، متجاوزاً أعلى مستوى سجله في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، ليصل إلى أعلى مستوى له في 4 سنوات.
وتجاوز حجم التداول في بورصتي شنغهاي وشنتشن تريليوني يوان لليوم التاسع على التوالي، مواصلاً أطول سلسلة من هذا النوع على الإطلاق.
وارتفع قطاع المعادن النادرة بنسبة 5.6 في المائة، وقطاع الذكاء الاصطناعي بنسبة 3.5 في المائة. كما قفز قطاع العقارات بنسبة 5.8 في المائة، مع ارتفاع سهم شركة التطوير العقاري «تشاينا فانكي» بنسبة 10 في المائة كحد أقصى يومياً، وذلك مع تخفيف شنغهاي قيود شراء المنازل. وارتفع قطاع أشباه الموصلات بنسبة 1.1 في المائة عند استراحة منتصف النهار بعد ارتفاعه بنسبة 6 في المائة تقريباً في التداولات المبكرة. وقفز سهم شركة صناعة الرقائق «كامبريكون تكنولوجيز» بنسبة 5.5 في المائة، مسجلاً أعلى مستوى قياسي.
توقعات متفائلة
وصرح محللون في بنك «إتش إس بي سي» في مذكرة: «نتوقع استمرار هذا الارتفاع بفضل وفرة السيولة المحلية الناتجة عن هجرة الودائع، وإصدار الصناديق، وشراء صناديق التأمين». كما رفع البنك توقعاته لمؤشر «شنغهاي المركب» إلى 4000 نقطة، ومؤشر «سي إس آي 300» إلى 4600 نقطة، مع وفرة السيولة، مما يشير إلى إمكانية ارتفاع بنسبة 5 إلى 7 في المائة.
وصرح بنك «غولدمان ساكس» في مذكرة، بأنه «كان هناك قدر متزايد من الحماس والضجيج والنقاشات بين مستثمري التجزئة المحليين»، مضيفاً أن اهتمام المستثمرين الدوليين بأسهم الفئة «أ» قد يزداد تبعاً لذلك أيضاً.
وفي هونغ كونغ، ارتفع مؤشر «هانغ سنغ» القياسي بنسبة 2.1 في المائة ليصل إلى 25.866.49 نقطة، مسجلاً أعلى مستوى له منذ أكتوبر 2021. وارتفع مؤشر التكنولوجيا بنسبة 3.1 في المائة، وارتفع مؤشر الأسهم الصينية المُدرجة في هونغ كونغ بنسبة 2 في المائة.
اقرأ ايضا: رئيس «كوب 29»: التعاون الدولي ضرورة حتمية لمواجهة تغير المناخ
قفزة اليوان وحذر باول
من جانب آخر، قفز اليوان الصيني إلى أعلى مستوى له في شهر مقابل الدولار يوم الاثنين، مدفوعاً بسياسة رئيس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) جيروم باول الحذرة في التعاملات. وتزامن هذا الدعم للعملة الصينية وتحسن معنويات المستثمرين مع الارتفاع الملحوظ في أسواق الأسهم. وقال محللون في «غولدمان ساكس» في مذكرة: «يبدو أن الانفراج التجاري مع الولايات المتحدة آخذ في الاتساع، ويبدو أن المصدرين يحوِّلون مزيداً من أرباحهم بالدولار إلى العملة المحلية، كما أن السياسات الحكومية التي تشجع على (مكافحة التراجع) تدعم المعنويات والأداء».
وارتفع اليوان في الأسواق المحلية والخارجية في التعاملات الصباحية.
وزاد اليوان الصيني في السوق المحلية إلى 7.1569 للدولار، وهو أعلى مستوى له منذ 24 يوليو (تموز). وكان آخر تداول له عند 7.1587 بدءاً من الساعة 03:41 بتوقيت غرينيتش. أما نظيره في السوق الخارجية، فقد قفز إلى أعلى مستوى له في شهر عند 7.1574 للدولار، قبل أن يصل إلى 7.1591 يوان للدولار.
وصرح محللون في بنك «يو آو بي» في مذكرة: «نتوقع أن يبدأ سوق الصرف الأجنبي الآسيوي هذا الأسبوع بقوة مع تراجع الدولار، تماشياً مع انخفاض عوائد سندات الخزانة الأميركية».
وتعرض الدولار وعوائد سندات الخزانة الأميركية لضغوط، بعد أن أشار باول يوم الجمعة إلى احتمال خفض أسعار الفائدة في اجتماع البنك المركزي الأميركي الشهر المقبل، قائلاً إن المخاطر على سوق العمل آخذة في الارتفاع، ولكنه أشار أيضاً إلى أن التضخم لا يزال يشكل تهديداً، وأن القرار لم يُحسم بعد.
وقبل افتتاح السوق، حدد بنك الشعب الصيني (المركزي) سعر نقطة المتوسط عند 7.1161 للدولار، وهو أعلى مستوى له منذ 6 نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، وهو أعلى بـ390 نقطة من تقديرات «رويترز» البالغة 7.1551 يوان للدولار. ويُسمح لليوان الفوري بالتداول بنسبة 2 في المائة فوق نقطة المنتصف الثابتة يومياً.
وعلى صعيد منفصل، سيراقب المستثمرون مفاوضات التجارة والتعريفات الجمركية بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية والهند، وذلك لدراسة تأثيرها المحتمل على الأسواق المالية، وفقاً لما ذكره متداولون ومحللون، إلى جانب مؤشر التضخم المفضل لدى «الاحتياطي الفيدرالي»، وهي بيانات نفقات الاستهلاك الشخصي، يوم الجمعة.