الجمعة, أغسطس 29, 2025

الأمطار والسيول

أدّت الأمطار الغزيرة والسيول الجارفة التي ضربت أنحاء واسعة من السودان، إلى مقتل 42 شخصاً وإصابة 31 آخرين، وانهيار أكثر من 4 آلاف منزل، في حين أجّلت السلطات مواطنين حاصرهم فيضان نهر في شرق البلاد.

وكان لافتاً أن مستويات نهر النيل الرئيسي ظلّت مستقرة من دون أن تتأثر بالسيول.

وقال اللواء قرشي حسين، مساعد المدير العام للدفاع المدني للطوارئ والكوارث لـ«الشرق الأوسط»، إن 42 شخصاً لقوا مصرعهم جرّاء الأمطار الغزيرة التي سقطت في العاصمة وولايات أخرى، وأدّت إلى إصابة 31 شخصاً، وتضرر 4883 منزلاً.

مشهد للسيول تحت أحد جسور الخرطوم (الشرق الأوسط)

وأوضح في حديثه أن «قوات الدفاع المدني صرفت مياه الأمطار المتراكمة في عدد من مناطق البلاد، وأن مناسيب نهر النيل الرئيسي ظلّت مستقرة، رغم تدفق مياه السيول».

والأسبوع الماضي، أجلت القوات المسلحة مواطنين في شرق البلاد عند مدينة كسلا حاصرتهم مياه فيضان نهر «القاش»، أحد الأنهار الموسمية التي تنبع من المرتفعات الإريترية.

ولا يُعد هطول أمطار غزيرة في السودان أمراً جديداً، فعادة ما يتأثر العديد من ولايات البلاد بالسيول التي تودي بحياة العشرات، وتدمر المنازل والمنشآت العامة، وهو ما حذّرت منه مصلحة الأرصاد الجوية، وأصدرت «إنذاراً برتقالياً»، ودعت المواطنين إلى الابتعاد عن مجاري السيول.

وأظهرت جولة قام بها الدكتور كامل إدريس، رئيس الوزراء، وعدد من أعضاء حكومته في الخرطوم، الأربعاء، تراكم مياه الأمطار في الطرق الرئيسية والداخلية، ما أدّى إلى تعطيل حركة السير.

ورافقت «الشرق الأوسط» رئيس الوزراء في جولته، التي كشفت عن التدهور الكبير في البيئة الناتج عن الحرب، وانتشار أكوام من النفايات والأشجار اليابسة والنباتات التي تسلّقت أعمدة الكهرباء.

اقرأ ايضا: الدبيبة يؤكد استعادة ليبيا لدورها الإقليمى ويقترح اجتماعا رباعيا مع قطر

رئيس الوزراء كامل إدريس يشارك في حملة نظافة الخرطوم (الشرق الأوسط)

وكان رئيس الوزراء قد افتتح ما سمّاها «نفرة نظافة العاصمة»، وشوهد وهو يُشارك في عمليات النظافة في عدد من الشوارع الرئيسية، وقال: «الخرطوم ستكون نظيفة في وقت وجيز».

من جهته، قال أحمد عثمان، والي الخرطوم في تصريح صحافي، إن المواطنين يشكون «مر الشكوى من انتشار البعوض والذباب»، مرجعاً الأمر إلى تراكم النفايات، وعدم تصريف مياه الأمطار خلال فترة الحرب، إضافة إلى زيادة النفايات بعد عودة المواطنين إلى العاصمة.

وتعهّد عثمان بالقضاء على الذباب والبعوض، بقوله: «مثلما دحرنا الميليشيات سندحر جيوش البعوض والذباب»، في إشارة لطرد «قوات الدعم السريع» من الخرطوم، وأضاف: «خلال أسبوع ستتم إزالة التراكمات الكبيرة للنفايات».

من جانبه، صرّح سيف النصر التجاني، وزير النقل، لـ«الشرق الأوسط» بأن الفترة المقبلة ستشهد نقلة نوعية في سلاسل النقل في السودان، من خلال استثمارات من دول شقيقة وصديقة، إلى جانب إنشاء مناطق إدارية جديدة في كل من الخرطوم وبورتسودان.

جانب من مبنى محترق وذيل طائرة تابعة لـ«الخطوط الجوية السودانية» وسط الحطام في مطار الخرطوم (أرشيفية – رويترز)

وأوضح أن العمل لإعادة تأهيل مطار الخرطوم الدولي، يجري بصورة جيدة، وأن «صالة الحجاج»، وهي إحدى صالات المطار، تمت صيانتها لاستيعاب حركة المسافرين داخلياً وخارجياً، فيما العمل يجري في الصالات الرئيسية التي تعرضت لتدمير كبير.

وتعرضت الخرطوم وعدد من مدن البلاد لدمار كبير بسبب الحرب، لا سيما المنشآت الحكومية والعامة، بما في ذلك المطار والقصر الرئاسي والوزارات.

ونهاية مارس (آذار) الماضي، استعاد الجيش العاصمة الخرطوم من قبضة «قوات الدعم السريع»، بعد أن كانت قد سيطرت عليها لأكثر من عامين، وبدأ الآلاف من المواطنين الذي فرّوا من القتال العودة إلى المدينة، بيد أنهم فوجئوا بحجم الدمار الذي أصاب مدينتهم.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- اعلان -

الأكثر شهرة

احدث التعليقات