دعت جامعة الدول العربية إلى تحرك عاجل لوقف «سياسة التجويع»، وكسر الحصار المفروض على قطاع غزة. وأدانت الجامعة، عقب اجتماع للمندوبين الدائمين الثلاثاء، «قيام إسرائيل بتحويل قطاع غزة إلى منطقة مجابهة، واستخدام سياسة التجويع سلاح حرب»، وعدت ذلك «صورة من صور الإبادة الجماعية، ضد الشعب الفلسطيني».
وطالبت المجتمع الدولي بـ«ضرورة التحرك الفوري بموجب القانون الدولي الإنساني، بوقف العدوان والاعتراف بالكارثة والمجاعة الحاصلة في قطاع غزة، وكسر الحصار المفروض على القطاع».
وطلبت الجامعة من العضوين العربيين غير الدائمين بمجلس الأمن، الجزائر والصومال، «مواصلة العمل لعقد جلسة طارئة بمجلس الأمن والمطالبة بإصدار قرار يلزم إسرائيل بإنهاء الحصار، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية».
اجتماع المندوبين الدائمين بالقاهرة جاء بناءً على طلب من دولة فلسطين (جامعة الدول العربية)
وبناءً على طلب من دولة فلسطين وتأييد الدول الأعضاء، عقد المندوبون الدائمون لجامعة الدول العربية اجتماعاً طارئاً الثلاثاء بمقر الجامعة العربية بالقاهرة لبحث «التحرك السياسي والدبلوماسي لمواجهة سياسة التجويع والحصار المفروض إلى قطاع غزة».
وأكدت الجامعة، في بيان بختام الاجتماع، «أهمية تنفيذ قرارات القمة العربية والإسلامية لإنهاء الحصار على قطاع غزة، وفرض إدخال قوافل مساعدات إغاثية إنسانية عربية وإسلامية ودولية، ودخول المنظمات الدولية إلى القطاع».
ودعت الجامعة «المجتمع الدولي، لا سيما الولايات المتحدة للضغط على إسرائيل، من أجل فتح المعابر كافة، وإدخال المساعدات الإنسانية والطبية». وأعربت عن رفضها وإدانتها لعمل «مؤسسة غزة الإنسانية»، وأي آلية مماثلة، بوصفها «آليات تفتقر إلى الشرعية القانونية والأخلاقية».
وعدّت سياسات وممارسات إسرائيل التي تستهدف تهجير الشعب الفلسطيني وترحيله خارج أرضه، صورة من صور جريمة الإبادة الجماعية، وفقاً لميثاق روما المؤسس للمحكمة الجنائية الدولية.
ورحبت بالبيان الصادر عن 28 دولة، بشأن الوضع في الأرض الفلسطينية المحتلة، وما تضمنه من مطالبة واضحة بإنهاء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والوقف الفوري لسياسة الإبادة الجماعية، وإنهاء سياسة التجويع الممنهج، وضمان محاسبة مرتكبي الجرائم بحق الشعب الفلسطيني، وفرض عقوبات على الاحتلال الإسرائيلي وقادته. وأكدت ضرورة الاعتراف الفوري بدولة فلسطين كون ذلك خطوة قانونية وأخلاقية تسهم في حماية حقوق الشعب الفلسطيني.
قد يهمك أيضًا: قائد عملية الشجاعية في سرايا القدس: استهدفنا 40 جندياً وضابطاً وأوقعنا قتلى وجرحى
وناقش الاجتماع المذكرة التي قدمها وفد فلسطين بشأن «الأوضاع الكارثية والحصار والتجويع والموت واستدراج المجوعين إلى نقاط توزيع لا إنسانية واستهدافهم في غزة»، إضافة إلى «مخطط إسرائيل بإقامة ما يسمى (المدينة الإنسانية) في جنوب قطاع غزة»، الذي عدته «تحولاً خطيراً نحو تنفيذ مشروع تهجير قسري جماعي بحق الفلسطينيين».
جانب من اجتماع المندوبين الدائمين لبحث التطورات في غزة (جامعة الدول العربية)
وقال مندوب الأردن الدائم لدى جامعة الدول العربية السفير أمجد العضايلة، في كلمته خلال الاجتماع، إن «إسرائيل تمعن متماديةً في مخططاتها الهادفة لتهجير الإنسان الفلسطيني والتعدي على حقوقه وسلب أرضه… وفرض واقعٍ غير قانوني قائم على الاعتداء وتغيير الوضع القانوني القائم».
ودعا العضايلة المجتمع الدولي إلى «تحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية، وإلزام إسرائيل وحكومتها وأي جهاتٍ استيطانية بالتراجع عن تلك المخططات، ووقف أي سلوكٍ تنتهجه من شأنه انتهاك الثوابت والحقوق التاريخية لفلسطين وأرضها وشعبها».
ولفت إلى ما يعانيه سكان قطاع غزة من ويلاتٍ منذ 21 شهراً، وقال: «وصلت الظروف الإنسانية إلى أسوأ حالاتها جراء سياسة التجويع التي أصبحت سلاح الاحتلال، الذي حوّل قطاع غزّة إلى أرض مشبعة بالدم وبيئة غير صالحةٍ للعيش البشري ومنطقة مجاعة».
وشدّد على أن مجلس الجامعة أمام هذا الواقع، مطالب ببحث سبل التحرّك السياسي والقانوني والدبلوماسي على المستويين العربي والدولي لوقف هذه المجزرة المروعة. وأضاف أن «هذه المعاناة بدأت تجد صدى دولياً»، مشيراً إلى البيان الصادر عن 25 دولة للمطالبة بالوقف الفوري للحرب.
في سياق متصل، رحب الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، بالبيان الذي أصدرته 28 دولة، من بينها دول أوروبية مهمة مثل بريطانيا وفرنسا، الذي يُطالب بوقف فوري للحرب على غزة، ويُشير إلى أن «معاناة المدنيين في غزة بلغت مستويات جديدة من العمق»، فضلاً عن إدانة البيان بوضوح «للقتل غير الإنساني للمدنيين، بمن فيهم الأطفال، أثناء محاولتهم تلبية احتياجاتهم الأساسية من الماء والغذاء».
وقال أبو الغيط إن «البيان يُمثل حالة من الإجماع العالمي الرافض لاستمرار مخطط التطهير العرقي الإسرائيلي، وبلوغه مستويات غير مسبوقة من التجرد من الإنسانية والضمير»، بحسب إفادة رسمية للمتحدث باسم الأمين العام جمال رشدي، الثلاثاء.
وطالب أبو الغيط بـ«تحويل الأفعال إلى أقوال وبذل ضغوط حقيقية على دولة الاحتلال من أجل وقف هذه المذبحة اليومية التي يتعرض لها الفلسطينيون في غزة، بعد أن تجاوزت أعداد الضحايا أمام مراكز توزيع المساعدات 800 شخص».
وشدد المتحدث الرسمي على أن «إسرائيل تتحرك بكل قسوة من أجل تطبيق مخطط التهجير القسري، عبر ممارسة القتل اليومي للفلسطينيين وجعل بقائهم في القطاع مستحيلاً بالتجويع والحرمان من المواد الأساسية وإصدار أوامر الإخلاء ومنع إدخال المساعدات». وقال إن «العالمَ مطالبٌ بتحركٍ فاعل من أجل إنهاء هذه المقتلة المتواصلة ووضع حدٍ لتحدي دولة الاحتلال لمبادئ القانون الإنساني الدولي على هذا النحو الفاضح والشائن وغير المسبوق من حيث الاستهانة بأبسط القواعد الإنسانية».