الثلاثاء, أغسطس 26, 2025
الرئيسيةالاخبار العاجلةالجيش السوداني يقود حملة لتفجير مخلفات الحرب في الخرطوم

الجيش السوداني يقود حملة لتفجير مخلفات الحرب في الخرطوم

دمر الجيش السوداني آلاف الأجسام غير المتفجرة من مخلفات الحرب في ولاية الخرطوم، التي يتوقع أن تكون أعدادها بعشرات الآلاف، تهدد المواطنين، الذين قتلت منهم العشرات حتى الآن.

وشهدت «الشرق الأوسط» عملية تفجير لنحو 4500 جسم متفجر من مخلفات الحرب، من جملة 50 ألف جسم خطر تم العثور عليها في منازل المواطنين والطرقات والمحال العامة، نفذها المركز القومي لمكافحة الألغام في ولاية الخرطوم.

وقال اللواء خالد حمدان مدير «المركز القومي لمكافحة الألغام» لـ«الشرق الأوسط» إن السلطات شرعت في جمع مخلفات الحرب ابتداء من أبريل (نيسان) الماضي، وبينها عبوات غير متفجرة، ومضادات دبابات وألغام أرضية، ينتظر أن يكتمل تفجيرها تباعاً. وأفاد اللواء حمدان بأن 49 شخصاً لقوا مصرعهم بمخلفات الحرب غير المتفجرة، من جملة 100 شخص أصيبوا من جراء هذه المواد الخطرة، وحث المواطنين على الابتعاد عن أي أجسام غريبة، وتبليغ السلطات لاتخاذ الإجراءات اللازمة، وعدم الاقتراب من «غابة السنط» بوسط الخرطوم لحين تنظيفها.

فريق التفجيرات يستعد لتفجير الألغام والمواد الخطرة (الشرق الأوسط)

وأوضح أن مركزه فجر 14 ألف جسم متفجر في شمال أم درمان في وقت سابق، وأن عملية التفجير التي تمت الأيام الأخيرة، هي المرحلة الثانية من مراحل التفجير المستمرة حتى التخلص من مخلفات الحرب كافة، وأضاف: «نشرنا فرق عمل في عدد من الولايات التي شهدت عمليات قتالية، بجانب فرق توعية بخطورة هذه المخلفات». ووفقاً للمسؤول العسكري فإن عملية التخلص من النفايات الحربية، تتم بتمويل من الأمم المتحدة، ووزارة المالية السودانية، وتعمل فيها العديد من منظمات مكافحة الألغام بالتنسيق مع المركز القومي لمكافحة الألغام.

اقرأ ايضا: الحبس وغرامة 100 ألف جنيه عقوبة إفشاء أسرار هيئة التأمنيات الاجتماعية

وفي السياق، قال الثري النعيم الريح، مشرف عمليات التفجير لـ«الشرق الأوسط»، إنهم عثروا على أسلحة محرمة دولياً، بينها «قنابل فسفورية» في صناديق، كانت «قوات الدعم السريع» تستخدمها في الحرب. وأضاف: «غالب هذه الأسلحة تم العثور عليها في مدينة أم درمان، وسيستمرون في تدميرها للحفاظ على المواطنين».

وفي مارس (آذار) الماضي، أعلن الجيش السوداني خلو الخرطوم من «قوات الدعم السريع»، وأن عمليات تفجير وإزالة مخلفات الحرب تأتي ضمن خطة لعودة المواطنين لبيوتهم، وفقاً لتصريحات اللجنة العليا لتهيئة المدينة لعودة المواطنين التي يترأسها عضو مجلس السيادة الفريق إبراهيم جابر، مصحوبة بتصريحات رئيس الوزراء كامل إدريس بعودة الحكومة من بورتسودان إلى العاصمة الخرطوم نهاية أكتوبر (تشرين الأول) المقبل.

الثري النعيم الريح مشرف عمليات التفجير متحدثاً لـ«الشرق الأوسط»

وتعد عملية إزالة وتفجير مخلفات الحرب بشكل عام واحدة من أعقد العمليات وأخطرها التي تنتظر السلطات في السودان، وتتطلب فرقاً متخصصة تمسح وتحدد مواقع «الألغام، القذائف غير المتفجرة، العبوات الناسفة المختلفة، وغيرها». ويتطلب التعامل مع هذه المخلفات وتحديدها جمعها ابتداء وتفجيرها في مناطق آمنة، أو تدميرها في مكانها إذا كانت غير مستقرة، وتتزايد خطورة العملية كلما قدمت الذخائر وتآكلت لتكون شديدة الحساسية لأي حركة قريبة منها.

وتعد إزالة مخلفات الحرب عملية مكلفة ومعقدة تحتاج لمعدات دقيقة وخبراء مدربين تدريباً عالياً، لكنها تكتسب بعداً إنسانياً كبيراً، لأن استمرار وجودها يشكل تهديداً مستمراً لحياة المواطنين، وعودة الحياة في الخرطوم لحياتها الطبيعية.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- اعلان -

الأكثر شهرة

احدث التعليقات