يتأهب الجيش المصري لاستضافة فعاليات التدريب المشترك «النجم الساطع 2025» مع القوات الأميركية، بمشاركة قوات عدة دول. وتفقد رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية، الفريق أحمد خليفة، الخميس، الاستعدادات النهائية لاستضافة فعاليات التدريب بقاعدة محمد نجيب العسكرية.
ويُعد «النجم الساطع» من أكبر التمارين العسكرية متعددة الجنسيات في المنطقة، بمشاركة عدة دول ومنظمات دولية، ويهدف إلى رفع مستوى الكفاءة القتالية، وتعزيز الشراكات العسكرية بين الدول المشاركة.
ووفق إفادة للمتحدث العسكري المصري، الخميس، استمع رئيس أركان حرب القوات المسلحة خلال الجولة التفقدية إلى شرح مفصل لكافة الإجراءات التي عكست الاستعداد والتخطيط الراقي لاستضافة هذا التدريب الضخم، الذي يعد واحداً من أكبر التدريبات العسكرية المشتركة على مستوى العالم، كما قام بالمرور على عدد من الأنشطة التدريبية التخصصية التمهيدية التي تسبق البدء الفعلي لأنشطة التدريب، معرباً عن تقديره وترحيبه بالقوات المشاركة.
وأثنى خليفة على أداء القائمين على التدريب لتكون هذه النسخة من التدريب «نسخة متميزة على كافة المستويات»، وأوصى بـ«مضاعفة الجهود وتعظيم الاستفادة من كافة القدرات والإمكانات لتحقيق الهدف المنشود من التدريب وظهوره بالمظهر المشرف، بما يتماشى مع مكانة القوات المسلحة المصرية التي تنال ثقة واحترام نظائرها على الصعيدين الإقليمي والدولي». وحضر الجولة عدد من قادة القوات المسلحة.
وبحسب المتحدث العسكري المصري، الثلاثاء الماضي، يشارك في تدريب «النجم الساطع» في هذه النسخة 43 دولة، 14 منها بصفة «مشارك»، بأكثر من 8 آلاف مقاتل، فضلاً عن 29 دولة بصفة «مراقب».
رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية يثني على أداء القائمين على التدريب (المتحدث العسكري المصري)
وقالت القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم) في بيان سابق عبر منصة «إكس»، إن «القوات الأميركية انضمت إلى القوات المصرية والدول المشاركة في مناورات (النجم الساطع)»، مضيفة أنها تمثل «امتداداً للشراكة الاستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة».
قد يهمك أيضًا: «الحزم» يعلن استمرار قادري مدرباً في الموسم الجديد
وكانت وحداتٌ من القوات المسلحة السعودية وصلت إلى مصر للمشاركة في «النجم الساطع 2025». وأوضح رئيس هيئة تدريب وتطوير القوات المسلحة السعودية، اللواء الركن عادل البلوي، أن هذه المشاركة جاءت ضمن التوجيه التدريبي للقوات المسلحة للتمارين المشتركة والمختلطة داخل المملكة وخارجها، مبيناً أن «التمرين يهدف إلى تعزيز التوافق العملياتي، وتكامل القوات المشتركة متعددة الجنسيات، ورفع مستوى الجاهزية للقوات المسلحة».
وأشار البلوي إلى أن القوات المسلحة السعودية تشارك في التمرين بقوات فعلية من أفرعها الرئيسة «البرية، والبحرية، والجوية، وقوات الدفاع الجوي»، مؤكداً أن هذه المشاركة تأتي استكمالاً لسلسلة تمارين مشتركة مع الدول الشقيقة والصديقة، بما يسهم في تعزيز التعاون والمواءمة العملياتية وتطوير العمل العسكري المشترك.
وحدات من القوات المسلحة السعودية بعد وصولها إلى مصر للمشاركة في التدريب (واس)
وانطلقت مناورات «النجم الساطع» عقب توقيع معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل، وأصبحت حدثاً دورياً كل عامين منذ 1981، لكنها توقفت عام 1992 في أعقاب الغزو العراقي للكويت، كما توقفت مرة أخرى عام 2003 في ضوء ما سُمي «الحرب الأميركية على الإرهاب»، وكذلك توقفت لمدة 8 سنوات منذ عام 2009 وحتى عام 2017، لأسباب مختلفة. ومنذ عودة التدريبات وهي تتم بانتظام، باستثناء إرجائها عاماً واحداً بسبب انتشار فيروس «كورونا».
وشهد تدريب «النجم الساطع 2023» تنفيذ عدد من الرمايات النمطية و«غير النمطية» بالذخيرة الحية لمختلف الأسلحة من أوضاع الرمي المختلفة، كما جرى تنفيذ التدريب «SOF-09» لتبادل الخبرات في مجال القوات الخاصة، واستعراض معدات الحرب الكيميائية من الدول المشاركة في التدريب. أيضاً شملت الأنشطة التدريبية «تنفيذ مشروع مراكز القيادة المشتركة (CPX) الذي تضمن الكثير من المحاضرات النظرية والعملية، وإجراءات التحضير والتنظيم للمعركة، وأعمال القيادة والسيطرة، وتبادل الخبرات والمعلومات، والتدريب على صنع واتخاذ القرار»، وفق بيان المتحدث العسكري المصري حينها.
جانب من تدريب «النجم الساطع 2023» في مصر (المتحدث العسكري المصري)
ويشار إلى أنه في سبتمبر (أيلول) 2024 انطلقت فعاليات التدريب البحري المشترك المصري – الأميركي «النسر المدافع» بنطاق الأسطول الجنوبي بالبحر الأحمر في مصر. وفي سبتمبر 2022 نفذت القوات البحرية المصرية والأميركية تدريباً بحرياً عابراً بنطاق الأسطول الشمالي، وذلك باشتراك حاملة المروحيات «جمال عبد الناصر» والفرقاطة «الجلالة» مع المدمّرة الأميركية «USS DELBERT D.BLACK». وفي نوفمبر (تشرين الثاني) 2021 نفذت القوات البحرية المصرية ونظيرتها الأميركية «تدريباً بحرياً عابراً بنطاق الأسطول الجنوبي في البحر الأحمر». كما نفذت القوات البحرية المصرية والأميركية في العام نفسه 3 تدريبات في البحر الأحمر.