شنّت قوات «الدعم السريع» الاثنين، هجوماً واسعاً ومتزامناً على مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، غرب السودان، من ثلاثة اتجاهات، عُدّ الأعنف من نوعه منذ شهور، بالتزامن مع قصف مدفعي مكثف على مواقع قوات الجيش السوداني في وسط المدينة، وفق مصادر محلية.
وقالت المصادر إن هجمات «الدعم السريع» المكثفة على الفاشر، تركزت عبر 3 محاور من الشمال والشمال الشرقي والغرب، مع مواصلة محاولاتها التمدد لإسقاط القاعدة العسكرية الرئيسية للجيش هناك.
وأضافت أن اشتباكات عنيفة دارت على طول الجبهة الممتدة في المناطق الجنوبية من المدينة، التي تضم عدداً من الأحياء السكنية، مع تبادل القصف المدفعي بالأسلحة الثقيلة في محاور عدة بالمدينة.
أرشيفية لعناصر من قوات «الدعم السريع» في الفاشر عاصمة شمال دارفور (تلغرام)
وأفادت مصادر إعلامية، بأن الجيش السوداني «استطاع صد الهجمات التي شنتها قوات (الدعم السريع)، والتي كانت الأعنف منذ بدء الحرب في أبريل (نيسان) 2023، وأوقع قتلى في صفوف المهاجمين، ودمّر عدداً من المركبات القتالية».
وبحسب المصادر، فقد «تم دحر هذه القوات، وإجبارها على التراجع، ولا توجد أي اختراقات أو تقدم حقيقي» لـ«الدعم السريع».
وتشهد مناطق واسعة في الفاشر قصفاً مدفعياً مكثفاً وغارات بالمسيَّرات، يستهدف بعضها المباني السكنية ومجموعات من السكان، ما تسبب في وقوع الآلاف من القتلى والإصابات وسط المدنيين.
حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي (فيسبوك)
قد يهمك أيضًا: رئيس وزراء لبنان يفتتح مراسم إطلاق اسم ضحايا انفجار مرفأ بيروت على أحد الشوارع
وهنأ حاكم إقليم دارفور، مني أركو مناوي، في منشور على منصة «فيسبوك»، القوة المشتركة التابعة للحركات المسلحة على الانتصار في المعركة رقم 227 على ميليشيا «الدعم السريع». وقال: «من يخبر ميليشيا الجنجويد أن محاولة دخول مدينة الفاشر ليست سوى تذكرة ذهاب من دون عودة؟».
وأضاف: «عزيمتنا لن تلين، ورايات النصر ستظل ترفرف حتى يطهر تراب الفاشر، وكل مدن السودان من هؤلاء المجرمين».
ونشرت القوة المشتركة المتحالفة مع الجيش السوداني مقاطع فيديو، تؤكد أن القوات المدافعة عن المدينة صدت الهجمات، وألحقت خسائر كبيرة بالقوة المهاجمة.
وقالت في بيان: «سطر أبطال الفاشر في القوات المسلحة والقوة المشتركة انتصاراً عظيماً ضد مرتزقة ميليشيا (الدعم السريع)».
وأضافت أن «الميليشيا هاجمت المدينة بحوالي 543 سيارة قتالية… وقتل في المعركة أكثر من 245 من قوات العدو، وتم حرق 16 عربة قتالية بكامل عتادها العسكري».
نازحون هاربون في الفاشر (أرشيفية – رويترز)
بدورها، قالت «تنسيقية لجان مقاومة الفاشر»، وهي جماعة محلية تطوعية، إن «المدينة انتصرت مجدداً على الرغم من الحصار والجوع». وطالبت الجيش «بالتحرك لفك الحصار عن المدينة لإنهاء معاناة عشرات الآلاف من الأبرياء العالقين وسط القتال».
وتحاول قوات «الدعم السريع» الاستيلاء على المدينة، والقاعدة العسكرية التابعة للجيش، وهي آخر معاقل الجيش في كل ولايات دارفور، لإحكام نفوذها على الإقليم، الذي باتت 4 من أصل 5 من ولاياته، تحت إمرتها.
وأفادت مصادر أخرى، بأن الهدوء الحذر عاد إلى الفاشر، وأن «الفرقة السادسة مشاة» في المدينة تمكنت من صد الهجمات، «وتكبيد قوات (الدعم السريع) خسائر كبيرة في العتاد والأرواح، واستعادة السيطرة على المحاور كافة».