عرض الرئيس التونسي قيس سعيّد على مستشار الرئيس الأميركي للشؤون العربية والشرق الأوسط وأفريقيا مسعد بولص، صوراً لأطفال ورضع «على وشك الاحتضار» في قطاع غزة بسبب الجوع، مندّداً بما عدَّه «جريمة ضد الإنسانية».
وأظهر مقطع الفيديو الذي نشرته الرئاسة التونسية ليل الثلاثاء – الأربعاء سعيّد خلال استقباله بولس وبين يديه مجموعة صور، وهو يقول: «طفل على وشك الاحتضار لأنه لم يجد ما يأكله، ولديكم بالتأكيد الكثير من الصور الأخرى، وهذا غير مقبول على الإطلاق. هذه جريمة ضد الإنسانية».
وأضاف سعيّد بينما كان يدلّ على صورة قال إنها «لطفل لم يجد ما يأكل»، فحمل كومة من الرمل في يده لتناولها، «هل هذه هي الشرعية الدولة؟ إنها تتهاوى يوماً بعد يوم… هؤلاء الرضع ما ذنبهم؟».
ويعاني سكان قطاع غزة جوعاً مستشرياً في ظل تقييد إسرائيل دخول المساعدات منذ أشهر. وأكدت الأمم المتحدة أن القوات الإسرائيلية قتلت أكثر من ألف فلسطيني أثناء محاولتهم الوصول إلى مساعدات غذائية داخل القطاع المحاصر.
وحذّرت أكثر من مائة منظمة غير حكومية الأربعاء من خطر تفشّي «مجاعة جماعية» في غزة.
وأعلن مجمّع الشفاء الطبّي، الثلاثاء، أنّ 21 طفلاً توفّوا في غزة خلال الساعات الـ72 الماضية «بسبب سوء التغذية والمجاعة»، وحذّرت الأمم المتحدة من أن «المجاعة تقرع كل الأبواب».
اقرأ ايضا: الجيش الإسرائيلي يقول إنه «يسيطر عملياتياً» على 65 % من مساحة غزة
سيلا بربخ طفلة فلسطينية تبلغ من العمر 11 شهراً تعاني سوء التغذية – وفقاً للمسعفين – تحتجزها والدتها نجاح في مستشفى ناصر في خان يونس (رويترز)
وتقول إسرائيل إن هناك كميات كافية من المساعدات تدخل القطاع، لكن هناك عمليات نهب واحتكار.
وتشارك الولايات المتحدة في الوساطة، إلى جانب مصر وقطر، من أجل التوصل إلى هدنة في القطاع المحاصر والمدمّر.
وأعلنت واشنطن، الأربعاء، أن المبعوث ستيف ويتكوف سيتوجّه إلى أوروبا لعقد محادثات تهدف لوضع اللمسات الأخيرة على اقتراح لإنشاء ممرّ للمساعدات الإنسانية إلى القطاع.
وقال الرئيس التونسي لبولس: «صور صادمة لكل الإنسانية، تعبّر عن الوحشية والإجرام»، عادَّاً أنه «آن الأوان لأن تستفيق الإنسانية وتضع حدّاً للجرائم في حق الشعب الفلسطيني».
وتدعم تونس التي استضافت منظمة التحرير الفلسطينية بزعامة ياسر عرفات في الفترة الممتدة من 1982 إلى 1994، بقوة القضية الفلسطينية.
ووصل مسعد بولس الذي هو أيضاً صهر الرئيس الأميركي دونالد ترمب الأربعاء إلى طرابلس، قادماً من تونس، وفق وسائل إعلام ليبية.