الخميس, أغسطس 28, 2025
الرئيسيةالاخبار العاجلةالسودان: وفاة أكثر من 600 وإصابة 12 ألفاً بالكوليرا في دارفور

السودان: وفاة أكثر من 600 وإصابة 12 ألفاً بالكوليرا في دارفور

تشهد ولايات دارفور السودانية تفشياً هو الأشد من نوعه منذ سنوات لوباء الكوليرا؛ حيث سجلت حتى أمس (الثلاثاء)، 615 حالة وفاة تأثراً بالمرض، ونحو 12 ألف إصابة منذ تفشي الوباء في 4 ولايات من ولايات الإقليم الخمس، بينما يتواصل انتشار المرض يومياً في ظل حرب طاحنة دمرت المنظومة الصحية، وأدَّت لانعدام الغذاء ومياه الشرب النظيفة.

إديم وسورنو مديرة قسم العمليات والمناصرة بمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية تزور مركزاً لعلاج الكوليرا في العاصمة السودانية الخرطوم (أرشيف منظمة الصحة العالمية)

وقالت منظمة «أطباء بلا حدود»، في آخر تقاريرها، إن تفشي الكوليرا في دارفور هو الأخطر في السودان منذ زمن طويل، موضحة أنّ النزوح الجماعي جرّاء الحرب أدى إلى «حرمان الناس من المياه النظيفة، وإجراءات الوقاية الأساسية، وبات إيصال المساعدات الإنسانية شبه مستحيل».

من جهتها، حذرت «منظمة الصحة العالمية»، في تقرير لها، منتصف الشهر الحالي، من المرض، الذي قد يكون مميتاً خلال ساعات، إذا لم يجد المصابون العلاج في الوقت المناسب، ووفقاً للمنظمة الأممية المهتمة بالصحة، فإن الإصابة بالكوليرا قابلة للعلاج إذا توفرت السوائل الوريدية والفموية والمضادات الحيوية.

وأوضحت المنظمة أنها أنتجت هذا العام نحو 40 مليون جرعة من لقاح الكوليرا الفموي، تذهب الحصة الأكبر منها إلى السودان، الذي يواجه أزمات إنسانية كارثية.

تحولت مخيمات النازحين، التي تضم مئات الآلاف من النازحين، إلى بؤر للمرض؛ ففي مخيم كلمة، بولاية جنوب دارفور، على سبيل المثال، سُجّلت نحو 450 إصابة و64 وفاة بالكوليرا، بينما سُجلت في مخيم عطاش، قرب مدينة نيالا، أكثر من 200 إصابة، مع 50 حالة وفاة. أما في مخيمات أخرى في شرق إقليم دارفور، مثل صابرين، وخزان جديد، فلا يقل الوضع خطورة.

أحد مراكز العزل في دارفور (منسقية اللاجئين)

وقال آدم رجال، المتحدث باسم منسقية النازحين واللاجئين في دارفور لـ«الشرق الأوسط»، إن الإقليم «يعيش ظروفاً قاسية، ويواجه سكانه أوضاعاً إنسانية في غاية السوء؛ حيث يعانون نقصاً حاداً في الغذاء والدواء، وشح مياه الشرب، وانعدام الأمن، واستشراء عمليات النهب، فضلاً عن مخاطر القتال والقصف الجوي والمدفعي».

نوصي بقراءة: إخلاء سبيل رياض سلامة مقابل أكبر كفالة في تاريخ لبنان

وأضاف رجال موضحاً: «لم تنجُ قرية أو مدينة في دارفور منذ اندلاع الحرب في أبريل (نيسان) 2023؛ حيث انهارت مظاهر الحياة كافة، وتشرد الملايين من قراهم، لينضافوا إلى أولئك الذين نزحوا منذ الحرب الأولى في 2003»، مؤكداً أن الكوليرا والملاريا، وأمراض سوء التغذية، تنتشر في الإقليم بشكل سريع.

بحسب أطباء وممرضين، يموت المئات من المصابين على الطرقات قبل وصولهم لمراكز العزل ذات الإمكانات المحدودة، ويديرها متطوعون، في ظل نقص حاد في الكوادر الطبية المؤهلة.

في هذا السياق، يقول رجال إن الكوليرا ظهرت أول مرة في بلدة طويلة وسط دارفور، ثم انتشرت إلى بلدة روكيرو، ومن ثم إلى مخيمات اللاجئين حول مدينة نيالا عاصمة جنوب دارفور، ثم انتقلت بعد ذلك إلى مدن وبلدات شرق الإقليم، مثل العاصمة، الضعين، وبلدات أبو كارنكة وخزان جديد، وفي أكثر من 20 مدينة وبلدة ومخيم نازحين.

مريضة بالكوليرا وإلى جانبها تقف مسؤولة طبية حائرة (منسقية اللاجئين)

وأوضح رجال أن المعدلات اليومية لحالات التفشي الجديدة بلغت 199 حالة في منطقة واحدة، في وقت لا تتوفر فيه معلومات عن كل المناطق، التي لا تحدّث بياناتها بسبب الحرب وانقطاع الاتصالات، ما يشير إلى اتجاه تصاعدي حاد للوباء.

ووفقاً للإحصائيات التي أوردها رجال، فإن معدلات الوفاة بسبب المرض تقدر بنحو 5.2 في المائة، وهو معدل مرتفع مقارنة بالمعدل العالمي للكوليرا (أكبر من واحد في المائة)، الأمر الذي يجسد سوء الرعاية الصحية، وانعدام ونقص الأدوية.

وحذر رجال من كارثة إنسانية «لا تبقي ولا تذر»، ووجه نداء عاجلاً لمنظمات الإغاثة الإنسانية للتدخل بشكل عاجل، قائلاً: «الوضع قد يخرج عن السيطرة تماماً، ما لم يحدث أي تدخل، وما لم يتم توفير الأدوية ومياه الشرب النظيفة ومراكز العزل»، مضيفاً أن الأزمة الصحية في دارفور «لم تعد مجرد تفشٍّ وبائي، بل كارثة إنسانية شاملة، تهدد حياة مئات الآلاف في إقليم مزقته الحروب منذ عقدين».

يُذكَر أن أكثر من 95 في المائة من إقليم دارفور تقع سيطرة «قوات الدعم السريع»، فيما تسيطر القوات الحكومية وشركاؤها على النسبة المتبقية من الإقليم، بينما يشن «الدعم السريع» معارك طاحنة للاستيلاء على مدينة الفاشر، العاصمة الوحيدة من بين ولايات الإقليم التي لا تزال تحت سيطرة الجيش، بينما تشهد بعض مناطق الإقليم عمليات قصف جوي، ينفذها الطيران الحربي والمسير التابع للجيش.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- اعلان -

الأكثر شهرة

احدث التعليقات