الإثنين, أغسطس 11, 2025
الرئيسيةالاخبار العاجلةالصومال: انتصارات الجنوب ضد «الشباب» تنعش جهود مجابهة «الإرهاب»

الصومال: انتصارات الجنوب ضد «الشباب» تنعش جهود مجابهة «الإرهاب»

​تتواصل جهود مقديشو لتضييق الخناق على حركة «الشباب» الإرهابية، كان أحدثها تحرير مدينة بريري الاستراتيجية جنوب البلاد، بعد انتصار فارق، عقب أسبوع من المعارك أنهى سيطرة الحركة التي تجاوزت الـ5 أشهر، وسط صراع يفوق العقدين من الزمن بين الطرفين.

تلك الانتصارات التي تحققت في جنوب البلاد، يراها خبير في الشأن الصومالي تحدث لـ«الشرق الأوسط»، تعزز جهود الجيش وقوات حفظ السلام في مواجهة حركة «الشباب»، وإنهاء سيطرتها في مواقع أخرى، متوقعاً أن تلجأ الحركة لفترة كمون مؤقت مع تحركات في مناطق أخرى لإثبات وجود إعلامي.

وأفاد الجيش الصومالي، الأحد، بأنه «ألقى القبض على قيادات وعناصر من حركة (الشباب) خلال العملية العسكرية، التي أسفرت عن تحرير منطقة بريري الاستراتيجية في محافظة شبيلي السفلى»، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الرسمية للبلاد (صونا).

وتفقد قائد القوات البرية للجيش الصومالي، سهل عمر، منطقة بريري، الجمعة، عقب السيطرة عليها بعد أسبوع من المعارك المستمرة، مؤكداً «مضاعفة الجهود للقضاء على ميليشيات الشباب التي تسبب معاناة للصوماليين»، بحسب ما أوردته «صونا».

وعقب إعلان السيطرة من جانب الجيش بالتعاون مع قوات الدفاع الأوغندية المشاركة بقوات حفظ السلام، أكد وزير الدفاع، أحمد معلم فقي: «لقد انتصر جيشنا ورفعوا معنويات شعبهم، وستستمر الحرب حتى يتم تطهير الصومال بأكمله من (شأفة الإرهاب)».

وكانت حركة «الشباب» سيطرت في مارس (آذار) الماضي على المدينة «التي كانت تضم قاعدة عملياتية مهمة للجيش الصومالي، من دون قتال بعد انسحاب الجيش، ودمرت جسراً أساسياً لخطوط الإمداد العسكري»، فيما بدأ الهجوم من جانب الجيش وقوات حفظ السلام في مطلع أغسطس (آب) الحالي.

عناصر من حركة «الشباب» الإرهابية (أ.ف.ب)

نوصي بقراءة: اللواء رفعت قمصان يدلى بصوته فى لجنة الشيوخ بشيراتون ويؤكد أهمية المشاركة

الخبير في الشأن الصومالي، عبد الولي جامع بري، قال إن الانتصارات في الجنوب ضد «الشباب» خطوة مهمة في جهود مجابهة الإرهاب، باعتبار مدينة بريري موقعاً استراتيجياً يربط عدة مناطق زراعية وتجارية في إقليم شبيلي السفلى. ويعتقد أن «هذه الانتصارات تمنح دفعة معنوية للجيش الصومالي وحلفائه، خصوصاً العشائر الموالية، وتُظهر قدرة القوات على المبادرة الميدانية، وهو ما قد يعزز الثقة الشعبية ويدعم جهود تجفيف منابع تمويل وتجنيد حركة الشباب»، مستدركاً: «لكن، الفارق بين نصر تكتيكي مؤقت ونصر استراتيجي طويل المدى يعتمد على القدرة على مسك الأرض، وتثبيت الإدارة المدنية والخدمات».

وعقب هذه السيطرة، أوضح بري أن «الجيش الصومالي والقوات الموالية أصبحا يسيطران الآن على معظم المراكز الحضرية في شبيلي الوسطى والسفلى، وأجزاء واسعة من ولايات هيرشبيلي وغلمدغ، فيما لا تزال الحركة تسيطر أو تنشط في مساحات ريفية شاسعة، خصوصاً في جوبا الوسطى، وأجزاء من شبيلي السفلى، وبقع متناثرة في غلمدغ». ويرى أن «الاتجاه العام خلال العامين الأخيرين يُظهر تقلصاً بطيئاً في الرقعة الجغرافية للحركة، لكنهم ما زالوا قادرين على التحرك بحرية في مناطق ريفية كثيرة».

يأتي ذلك وسط صراع معقد بين الحركة والحكومة الصومالية، وتخوض مقديشو فيه معارك ضد الجماعة الإرهابية المسلحة، منذ بدايات الألفية، ومرَّت بفترات شهدت فيها انتصارات وانتكاسات.

وذكرت الحركة في بيان، قبل أيام، أنها سيطرت على بلدة محاس الواقعة على بُعد نحو 300 كيلومتر من العاصمة مقديشو والتي تعدّ مركزاً لوجيستياً استراتيجياً في وسط البلاد، بخلاف السيطرة على بلدة تاردو بمنطقة هيران وسط البلاد منتصف يوليو (تموز) الماضي، كما تشير تقارير نقلتها «رويترز» آنذاك. وينتشر في البلاد أكثر من 10 آلاف جندي من قوات الاتحاد الأفريقي، ورغم ذلك لا تزال حركة «الشباب» تشن هجمات، وفي نهاية يونيو (حزيران) الماضي، قُتل ما لا يقل عن 7 جنود أوغنديين في اشتباكات مع حركة «الشباب» بمنطقة شبيلي السفلى.

قوات من الجيش الصومالي تنتشر في مدينة بلدوين عقب هجوم سابق من حركة «الشباب» (أ.ب)

فيما أعلنت الحركة مسؤوليتها عن تفجير قنبلة كادت تصيب موكب الرئيس حسن شيخ محمود في 18 مارس الماضي، كما أطلقت عدة قذائف قرب مطار العاصمة مطلع أبريل (نيسان) الماضي، واستهدف تفجير انتحاري أكاديمية عسكرية جنوب العاصمة الصومالية مقديشو في يوليو الماضي. ولم تُعلن الحكومة حصيلة الضحايا.

وعن رد فعل حركة «الشباب»، يرى الخبير في الشأن الصومالي أن تجربة السنوات الماضية، توضح أن «الشباب» غالباً ما ترد بطريقتين؛ أولاهما الكمون التكتيكي عبر إعادة الانتشار في مناطق ريفية نائية، أو الاختباء وسط السكان لامتصاص الضغط العسكري، وثانيتهما التصعيد في مكان آخر عبر شن هجمات مباغتة على مدن أو مواقع أقل تحصيناً، أو استهداف العاصمة ومراكز الحكم لخلق حالة من الارتباك الإعلامي والسياسي. ويرجح أن الحركة ستلجأ إلى «الكمون الجزئي مع تنفيذ عمليات نوعية في مناطق أخرى مثل وسط الصومال أو ضواحي مقديشو، للحفاظ على حضورها الإعلامي».

ولا يعتقد إمكانية القضاء على حركة «الشباب» عسكرياً فقط، قائلاً إن الخبرة الدولية والإقليمية تشير إلى أن القضاء على حركة مثل «الشباب» عسكرياً فقط أمر شبه مستحيل، لأنهم ليسوا مجرد ميليشيا مسلحة؛ بل «شبكة عقائدية – اجتماعية – مالية لها امتداد داخل المجتمع»، مؤكداً أن «الحل يحتاج إلى مزيج من الحسم العسكري لشل قدرتها على السيطرة على الأرض، وتجفيف منابع التمويل ومعالجة المظالم المحلية التي تستغلها الحركة للتجنيد، وتفعيل برامج نزع التطرف وإعادة التأهيل».

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- اعلان -

الأكثر شهرة

احدث التعليقات