الثلاثاء, يوليو 22, 2025
الرئيسيةالاقتصاد والأعمالالصين تسابق الزمن لتحقيق هدف «الصلب الأخضر»

الصين تسابق الزمن لتحقيق هدف «الصلب الأخضر»

في ظل التزاماتها المناخية، تواجه الصين تحدياً حاسماً في قطاع صناعة الصلب؛ إذ بات لزاماً عليها خفض إنتاجها من الصلب المعتمد على الفحم بأكثر من 90 مليون طن متري مقارنة بعام 2024، وذلك لتحقيق هدف إزالة الكربون هذا العام، وفق تقرير صادر عن مركز أبحاث الطاقة والهواء النظيف في هلسنكي.

صناعة الصلب مسؤولة عن نحو 8 في المائة من الانبعاثات الكربونية العالمية، وتنتج الصين أكثر من نصف الإنتاج العالمي، مما يضعها في موقع حرج أمام تحديات المناخ. ويؤكد التقرير أن تحقيق هدف إنتاج 15 في المائة من الصلب عبر أفران القوس الكهربائي في عام 2025 قد يُسهم في تقليص انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بأكثر من 160 مليون طن، وهو ما يعادل تقريباً البصمة الكربونية الكاملة لقطاع الصلب في الاتحاد الأوروبي.

وعلى الرغم من أهميته البيئية، لا يزال استخدام أفران القوس الكهربائي في الصين متأخراً مقارنة بالدول الكبرى. ففي حين تبلغ الحصة العالمية نحو 30 في المائة، تصل النسبة في الولايات المتحدة إلى 71.8 في المائة، وفي الهند 58.8 في المائة، وفي اليابان 26.2 في المائة فقط. أما في الصين فقد انخفض معدل استخدام هذه الأفران من 58.9 في المائة عام 2021 إلى 48.6 في المائة في النصف الأول من 2025، مقابل ارتفاع في استخدام أفران الصهر التقليدية التي تعمل بالفحم.

تصفح أيضًا: «سوناطراك» و«إيني» توقِّعان اتفاق تقاسم إنتاج بـ1.35 مليار دولار

أنتجت الصين في عام 2024 أكثر من مليار طن من الفولاذ الخام؛ 90 في المائة منها تم عبر أفران الصهر العالية. ويعاني القطاع من فائض الطاقة الإنتاجية، مما أدى إلى انخفاض الأسعار محلياً ودفع دولاً كثيرة إلى اتخاذ تدابير حمائية تجاه واردات الصلب الصينية. وعلى الرغم من كون أفران القوس الكهربائي أنظف بيئياً، فإنها تواجه عراقيل جدية تتمثل في ارتفاع تكاليف الطاقة، وتقلب إمدادات الخردة، وتصاعد الخسائر التشغيلية.

وأشارت المحللة في المركز البحثي، بليندا شايب، إلى أن «استراتيجيةً موثوقةً للحد من الإنتاج كثيف الانبعاثات والسيطرة على الطاقة الإنتاجية الفائضة لن تُعالج المشكلات الهيكلية للقطاع فحسب، وإنما ستُخفف أيضاً من التوترات العالمية». وهذا التصريح يعكس الحاجة الملحة لإصلاحات عميقة تشمل السياسات الصناعية والطاقة، لتوفير بيئة أكثر تنافسية ومرونة لصناعة الصلب النظيفة.

وتبدو الصين أمام مفترق طرق، وعليها الاختيار إما المضي قدماً في خفض إنتاج الصلب التقليدي وتوسيع حصة الأفران الكهربائية، وإما مواجهة تحديات بيئية وتجارية متزايدة. ويراقب المهتمون تطورات هذا القطاع من كثب، خصوصاً أن نجاح التحول نحو «الصلب الأخضر» سيشكل معياراً رئيسياً في تقييم مدى جدية الصين في التزاماتها المناخية.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -

الأكثر شهرة

احدث التعليقات