يروي الجراح المتطوع الدكتور نيك ماينارد، من واقع ما رآه داخل مستشفى ناصر في جنوب غزة، المأساة الإنسانية التي يعيشها القطاع، مؤكداً أن ما يحدث ليس مجرد أزمة غذاء، بل تجويع متعمد للأطفال الفلسطينيين.
في الوقت ذاته، أكد ماينارد أن الوضع يزداد سوءًا في غزة، مع فقدان العديد من الأدوية والمواد الأساسية مثل حليب الأطفال، حيث صادرت سلطات الاحتلال بعض المساعدات عند نقاط التفتيش.
وأشار إلى أن الاحتلال يتبع سياسة “تجويع” المدنيين، مما يزيد من معاناتهم.
في حديثه لوسائل إعلام دولية، كشف الطبيب ماينارد عن الصعوبات المروعة التي تواجهها الطواقم الطبية مع تزايد أعداد الأطفال المصابين بسوء التغذية الشديد، وقال إن العديد منهم يستشهدون نتيجة عدم قدرتهم على تحمل العمليات الجراحية بسبب ضعف أجسادهم.
اقرأ ايضا: الفصائل الفلسطينية: إيران تدفع ثمن مواقفها الثابتة في دعم فلسطين ومقاومتها
وشدد على أن الوضع في غزة يزداد كارثية، مع نقص حاد في المواد الأساسية مثل حليب الأطفال والمساعدات الإنسانية، بينما تستمر قيود الاحتلال الإسرائيلية في زيادة معاناة المدنيين.
وقال الطبيب ماينارد: “ما أراه هنا هو تجويع للأطفال بشكل ممنهج. العديد من الأطفال يعانون من سوء التغذية الشديد، وبعضهم يموتون أمام أعيننا نتيجة نقص الغذاء”. وأوضح أنه كان يعالج أطفالًا يعانون من سوء التغذية الحاد لدرجة أن بعضهم بدا أصغر من سنهم الفعلي.
وأشار إلى أن أربعة أطفال استشهدوا في المستشفى في الأسابيع الأخيرة بسبب الجوع، وليس بسبب القنابل أو الرصاص.
وأوضح ماينارد أن مستشفى ناصر هو المستشفى الوحيد الذي لا يزال يعمل في جنوب غزة، ولكنه يعاني من نقص حاد في المواد الأساسية، كما يتعرض للطاقة البشرية المجهدة بسبب الضغوط الهائلة. وأكد أن حصار غزة، الذي يفرضه الاحتلال، يهدد حياة آلاف المدنيين، مشددًا على أن العالم يجب أن يتخذ إجراءات عاجلة لإيقاف هذه الكارثة.
وطالب ماينارد في ختام تصريحاته بضرورة وقف إطلاق النار بشكل دائم، مع تأكيد على أن وصول المساعدات الإنسانية يجب أن يكون آمنًا ودون قيود، بالإضافة إلى رفع الحصار عن غزة بشكل كامل.
