الأربعاء, يوليو 23, 2025
الرئيسيةالاخبار العاجلةالعائدون للخرطوم... العيش مع ضمور الخدمات أفضل من النزوح

العائدون للخرطوم… العيش مع ضمور الخدمات أفضل من النزوح

عادت بلقيس عيسى إلى الخرطوم بعد عامين من النزوح، قضتهما في ولاية كسلا شرق السودان. بكت كثيراً، ثم حمدت الله «على أن الحرب اللعينة توقفت» في العاصمة، على أمل أن تنتهي في ولايات أخرى، لينعم المواطن بالأمن والاستقرار، «لأن الحرب لا خير فيها».

وقالت المرأة الستينية لـ«الشرق الأوسط»: «كنت أشاهد عبر نافذة الباص آثار الدمار الكبير الذي خلفته الحرب». وأضافت: «لا شيء أفضل من العيش في سلام… أعلم أن الحياة ستكون صعبة لأن الكثيرين فقدوا وظائفهم، وتحولت حياة الناس للأسوأ بسبب الحرب، لكن العودة إلى الديار والعيش وسط الأهل ستخفف علينا آلام الحرب ومعاناة النزوح».

المواطنة بلقيس عيسى ترفع يديها استبشاراً بالعودة إلى دارها (الشرق الأوسط)

وبلقيس عيسى واحدة من 852 شخصاً عادوا الأحد إلى الخرطوم من ولاية كسلا، وفقاً لرئيس «الهلال الأحمر السوداني» الدكتور محمد عبد الله في إفادته لـ«الشرق الأوسط»، التي كشف فيها تسيير منظمته لرحلات مماثلة من ولايات أخرى إلى العاصمة، لأن آلاف النازحين يرغبون في العودة إلى الديار بعد انتهاء الحرب.

معاناة العائدين

تواجه العودة إلى الخرطوم مشكلات عدّة، على رأسها ارتفاع تكاليف المعيشة، ونقص الخدمات، وعدم توفر العلاج في العاصمة التي دُمّرت أغلب مؤسساتها الصحية.

ورغم ذلك، أكدت السلطات عودة 600 ألف أسرة في الآونة الأخيرة، ليبلغ عدد المواطنين الذين هم بحاجة لمساعدات غذائية 6 ملايين شخص في ولاية الخرطوم وحدها.

وتتجاوز هذه التقديرات لأعداد العائدين، تقديرات «منظمة الهجرة الدولية»، التي توقعت فيها خلال أبريل (نيسان) الماضي، عودة 2.1 مليون شخص إلى الخرطوم خلال 6 أشهر.

حنين للديار

نوصي بقراءة: مداخل الباص سريع التردد.. ألوان تعريفية وإشارات أرضية وشواخص مرورية.. صور

لم يترك اللصوص شيئاً في منزل المواطن أحمد أبكر، لكنه قال لـ«الشرق الأوسط: «لا مانع لدي من أن أنام في تراب منزلي، وهو بالتأكيد أفضل من العيش في دور إيواء، فالحياة صعبة في معسكر الكرامة بكسلا، كنا نتلقى المساعدات من المنظمات هناك، لكنها كانت قليلة».

المواطن أحمد أبكر: الحياة لن تكون سهلة لكنها أفضل من النزوح (الشرق الأوسط)

وممسكاً بلحيته المخضبة بالمشيب، أضاف أبكر: «عدت الآن إلى الخرطوم المدمرة، وأنا أعلم أن الحياة ليست سهلة في ظل عدم توفر الماء والكهرباء وقلة فرص العمل، لكنها بالتأكيد أفضل من العيش نازحاً».

ومثله أبدت هنادي صالح سعادتها بالعودة إلى منزلها في حي السجانة الشهير، بعد أن كانت قد غادرته منذ الأيام الأولى للحرب. تقول لـ«الشرق الأوسط»: «أنا أشعر براحة نفسية، ستكون زادي في التغلب على المصاعب التي تواجهني في مقبل الأيام». وتتابع: «بيتي نهب وأنا الآن بلا وظيفة، والخدمات ضعيفة».

هنادي صالح حضّت السلطات في الخرطوم على تسريع توفير الخدمات، والاهتمام بعيش المواطنين، الذين فقدوا كل ممتلكاتهم في الحرب، بينما قالت رقية محمد، وهي عائدة أخرى لم تستطِع بعد الوصول إلى دارها: «اشتقت جداً لرؤية منزلي، ولا أعرف إذا تمت سرقته أو لا، وفي كل الأحوال سأعيش فيه».

السيدة هنادي صالح تقول إن بيتها نهب لكنها تشعر براحة نفسية بوجودها فيه (الشرق الأوسط)

وعود حكومية

وتعهد وزير التنمية الاجتماعية الخرطوم صديق فريني، بتوفير سلال غذائية للعائدين، رغم أعدادهم الهائلة، وبعودة الخدمات تدريجياً لتخفيف معاناة المواطنين، وقال: «الميليشيات المتمردة – يقصد قوات الدعم السريع – شردت المواطنين بشكل ممنهج، لكنهم عادوا الآن بعد أن حررتها القوات المسلحة والقوات المساندة لها».

وأعلنت سلطات ولاية الخرطوم في وقت سابق، عودة بعض محطات مياه الشرب إلى العمل، وقالت إن الفنيين يعملون على إصلاح شبكات المياه المدمرة، وتوقعت عودة تدريجية لخدمة الكهرباء.

وتعرضت البنية التحتية في الخرطوم لدمار كبير، بسبب الحرب، وتشير التقديرات غير الرسمية إلى أن عمليات إعادة إعمارها، قد تحتاج لما يزيد على 200 مليار دولار أميركي.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- اعلان -

الأكثر شهرة

احدث التعليقات