الإثنين, يوليو 21, 2025
spot_img
الرئيسيةالاخبار العاجلةالفاشر المحاصرة تنازع القتال والجوع

الفاشر المحاصرة تنازع القتال والجوع

يزداد وضع المدنيين في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، غرب السودان، سوءاً في ظل معاناة الحصول على الطعام والشراب والعلاج، فالجوع واستمرار القتال يهدد مصير عشرات الآلاف من المحاصرين قسراً في المدينة منذ أبريل (نيسان) 2024. وتُغلق «قوات الدعم السريع» جميع المعابر والطرق التي تتدفق منها المواد الغذائية إلى المدينة، وتمنع أي محاولات لإمدادها بالسلع الغذائية الأساسية والوقود، وسط وضع إنساني يتدهور يومياً.

وقالت مصادر في الفاشر إن المدنيين يحصلون على الطعام بصعوبة كبيرة، بعد أن أغلقت الأسواق الكبيرة أبوابها بسبب القصف المدفعي الكثيف بشكل يومي من «قوات الدعم السريع» على الأسواق والمرافق الحيوية. وأضافوا أن «المدنيين يعتمدون على الأسواق الصغيرة داخل الأحياء السكنية لشراء المواد الغذائية الضرورية، مثل دقيق الذرة والسكر والزيت والصابون».

وعلى وقع الحصار المستمر تراجعت قدرات المواطنيين الشرائية، وباتوا عاجزين عن شراء القليل من الطعام بسبب الغلاء.

وأشار أحد السكان إلى أن الأسعار تتضاعف في حالة الدفع عبر التطبيقات البنكية، وتقل في حالة الشراء نقداً، وهو ما دفع أعداداً كبيرة من السكان للفرار من الفاشر بسبب الارتفاع الكبير في الأسعار. كما انعدمت أنواع كثيرة من الخضراوات والفواكه من أسواق المدينة لأكثر من عام.

سودانيون يلجأون لمخيم «أبو شوك» على مشارف الفاشر في شمال إقليم دارفور هرباً من الحرب (أ.ب)

وأفاد عدد من السكان بأن الطريق الوحيد لإدخال البضائع والسلع إلى الفاشر، عن طريق التهريب، عبر الدواب مثل الحمير والجمال، لكنه محفوف بالمخاطر بسبب اعتراضهم من قِبَل مقاتلي «الدعم السريع»، ينتهي الأمر غالباً بمصادرة البضائع.

ويعتمد غالبية أهالي المدينة على وجبة رئيسية في اليوم تصنع من دقيق الدُخن والذرة، وقد لا يتوفر معها أي شيء آخر.

وعلى الرغم من توفر مياه الشرب من الآبار الجوفية التقليدية بكميات كافية، فإن سعر البرميل الواحد يتجاوز 8 آلاف جنيه، وهو ما يزيد من معاناة المواطنيين.

اقرأ ايضا: النائب أيمن محسب: ثورة 30 يونيو أنقذت الدولة من الانهيار الكامل والفوضى

كما زاد عدد الأسر التي أصبحت تعتمد بشكل أساسي على «المطابخ الشعبية» التي توفر الطعام مجاناً وتُعرف باسم «التكية»، للحصول على وجبة واحدة في اليوم، وأحياناً لا يكفي الطعام لأعداد الأسر المحتاجة. وأفاد عدد من المواطنين في الفاشر بأن الوضع الإنساني في المدينة المحاصرة بلغ درجة خطيرة مع الصعوبة، خصوصاً بالنسبة للأطفال والنساء وكبار السن من الجنسين، ويظهر ذلك في أجسادهم النحيلة بسبب سوء التغذية.

كما أن الفرار من الفاشر غير آمن، بعد تعرض النازحين إلى انتهاكات جسيمة من «قوات الدعم السريع» وحلفائها من الحركات المسلحة، تصل إلى حد القتل. ويخشى السكان من تدهور الأوضاع إلى درك أسوأ، في حال استمرار الحصار، وعدم فتح منافذ لوصول المساعدات الإنسانية إلى الفاشر، مع دخول موسم الخريف، وعدم تمكن المواطنيين من الزراعة.

عناصر من «قوات الدعم السريع» في الفاشر عاصمة شمال دارفور (أرشيفية – تلغرام)

تشهد مناطق واسعة في الفاشر قصفاً مدفعياً مكثفاً وغارات بالمسيَّرات يستهدف بعضها المباني السكنية ومجموعات من السكان، ما تسبب في وقوع العشرات من القتلى والإصابات وسط المدنيين في الأيام القليلة الماضية.

وقالت مصادر محلية إن الجيش استطاع صد العشرات من الهجمات التي شنتها «قوات الدعم السريع» على الفاشر خلال الأشهر الماضية. وينتظر سكان الفاشر من الأمم المتحدة والمنظمات العاملة في مجال الإغاثة، ممارسة المزيد من الضغط على «الدعم السريع» للسماح بضمان وصول المساعدات الإنسانية على وجه السرعة إلى المدنيين المحتاجين.

وتطالب «تنسيقية لجان مقاومة الفاشر»، وهي جماعة محلية تطوعية، الجيش بالتحرك لفك الحصار عن المدينة لإنهاء معاناة عشرات الآلاف من الأبرياء العالقين وسط القتال.

ووافق رئيس مجلس السيادة القائد العام للجيش، عبد الفتاح البرهان، مؤخراً على هدنة إنسانية في المدينة لمدة أسبوع، بطلب من الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، لكن «قوات الدعم السريع»، قالت إنها لم تتلقَّ أي اتصالات بهذا الخصوص.

وبحسب «الدعم السريع» فإن مدينة الفاشر أصبحت خالية من المدنيين، وإن الموجودين فيها هم مقاتلون يتبعون للجيش والجماعات المسلحة المتحالفة معه.

وأصدر مجلس الأمن الدولي في يونيو (حزيران) الماضي قراراً بفك الحصار عن الفاشر التي تحاصرها «قوات الدعم السريع» لأكثر من عام، وهي آخِر معاقل الجيش في إقليم دارفور الكبير والكثيف بسكانه.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

الأكثر شهرة

احدث التعليقات