الإثنين, يوليو 21, 2025
spot_img
الرئيسيةالوطن العربيالماء والكهرباء في شمال شرقي سوريا... مشكلة عابرة للحدود

الماء والكهرباء في شمال شرقي سوريا… مشكلة عابرة للحدود

منذ أعوام، تعاني مدينة الحسكة وريفها والمخيمات القريبة منها، بما فيها مخيم «الهول»؛ أكبر المخيمات في سوريا على الإطلاق، من أزمة في شح مياه الشرب، التي تعتمد على محطة «علوك» القريبة من مدينة رأس العين، والخاضعة لسيطرة الجيش التركي وفصائل سورية مسلحة منذ 2019، بعد مرور أشهر من تسلم الإدارة الانتقالية السلطة بالبلاد في ديسمبر (كانون الأول) 2024، وتربطها علاقة متبادلة متينة مع الحكومة التركية.

وفي إطار جهودها لإعادة استئناف عمل هذه المحطة الحيوية، زارت فرق اللجنة «الدولية للصليب الأحمر» ومنظمة «اليونيسف» للطفولة، بالتنسيق مع وزارة الطاقة الحكومية، محطة «علوك» في 24 من هذا الشهر، ونفذت جولة تقييمية ودراسة إمكانية وصل كهرباء هذه المحطة بالشبكة التركية.

نازحة سورية تغسل أطفالها في مخيم الطلائع الخاص بنازحي رأس العين ويقع شرق مدينة الحسكة

وعلى الرغم من أن إعادة تشغيل هذه المحطة سيستغرق وقتاً، ويتطلب توافقاً دولياً سورياً محلياً؛ أكدت ياسمين بدير المتحدثة الرسمية لـ«اللجنة الدولية للصليب الأحمر»، التزامها بالعمل مع جميع الأطراف على إعادة تأهيل هذه المحطة؛ بغية ضمان الوصول المستدام إلى المياه التي تغذي مئات الآلاف من الأشخاص في مدينة الحسكة، إلى جانب المخيمات التابعة لها وآلاف النازحين القاطنين هناك.

وقالت بدير خلال حديثها لـ«الشرق الأوسط»، إن اللجنة تدرك صعوبة الوصول المستقر إلى المياه النظيفة والكهرباء وسط التقسيمات العسكرية، «يشكل تحدياً بالغاً للمجتمعات في شمال شرقي سوريا، ويتطلب التزاماً واستثماراً طويلي الأمد».

وبحسب هذه المتحدثة الرسمية، شملت الزيارة تقييماً فنياً ميدانياً وتنسيقاً مع السلطات المحلية والشركاء، إلى جانب التخطيط لحلول عاجلة وطويلة الأمد، وذكرت بدير: «نفذنا هذه المهمة المشتركة عبر خطوط التماس مع منظمة (اليونيسف)، وأسفرت عن تقديم مقترح لخطة من 3 مراحل لإعادة التأهيل والتشغيل التدريجي للمحطة».

خبراء يعاينون محطة «علوك» القريبة من مدينة رأس العين (الشرق الأوسط)

تصفح أيضًا: اعتقال أذربيجاني في قبرص للاشتباه بتعاونه مع الحرس الثوري الإيراني وتخطيطه لهجوم إرهابي

ومنذ سيطرة الجيش التركي وفصائل مسلحة موالية لها على مدينة رأس العين، حيث تقع محطة «علوك» للمياه، في إطار عملية عسكرية عرفت آنذاك بـ«نبع السلام» أكتوبر (تشرين الأول) 2019، تعاني مدينة الحسكة الخاضعة لسيطرة «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد)، والمدعومة من تحالف دولي تقوده الولايات المتحدة، ويقطنها أكثر من مليون إنسان، من انقطاع مياه الشرب في ظل ظروف مأساوية يعيشها سكان المنطقة، مع ارتفاع درجات الحرارة وموجة حرارة غير مسبوقة تتعدى فيها 45 درجة مئوية.

وأشارت ياسمين بدير إلى أن زيارة فرق «الصليب الأحمر» للمحطة بمثابة التزام بإعادة توفير المياه بشكل موثوق للمجتمعات الهشة في الحسكة، «لتعزيز قدرة البنية التحتية على الصمود، وتقديم حلول مستدامة في إطار هذا البرنامج الممتد لعدة سنوات»، ونوهت بأن الزيارة جاءت خطوة أساسية ضمن البرنامج الممتد لعدة سنوات: «بهدف إعادة تأهيل 7 منشآت مائية حيوية في أنحاء مختلفة من سوريا، بينها محطة (علوك) لتحقيق الاستقرار في إمدادات المياه لأكثر من 12 مليون شخص».

من جهتها؛ أعلنت منظمة «اليونيسف» على معرفاتها بمنصات التواصل الاجتماعي، مشاركتها في هذه المهمة البارزة، لتقييم إمكانية ربط محطة مياه «علوك» الواقعة في ريف مدينة رأس العين شمال سوريا، بشبكة الكهرباء التركية، بهدف إعادة تأمين المياه النظيفة لمئات الآلاف من السكان، غالبيتهم من النساء والأطفال.

نساء وأطفال في القسم الخاص بالأجانب بمخيم «الهول» شرق محافظة الحسكة… وتظهر خزانات مياه وزعتها اللجنة الدولية للصليب الأحمر (الشرق الأوسط)

وبحسب بيان المنظمة الأممية، تعدّ هذه المهمة الأولى من نوعها التي تنفذ بالتعاون بين عدة أطراف محلية ودولية، «شملت العمل عبر خطوط النزاع وحدود الدول، إذ تمتد من سوريا إلى تركيا، بدعم متبادل من جميع الجهات المعنية، بما فيها الحكومة السورية الجديدة».

وتشكو منظمات إنسانية دولية ومحلية تعمل في المنطقة، من أن بدائل ضخ المياه من محطة مياه «علوك» غير كافية، حيث توزّع المياه عبر الصهاريج بشكل متقطع، لكنها تستغرق وقتاً طويلاً، وتواصل اللجنة الدولية للصليب الأحمر بالتعاون مع فرق الهلال الأحمر السوري، استجابتها لأزمة المياه في الحسكة منذ عام 2020، والتي نشأت نتيجة الانقطاعات المتكررة والتوقف المستمر لمحطة مياه «علوك».

وسجلت الطواقم الطبية المحلية خلال النصف الأول منذ هذا العام، ازدياد حالات التسمم بين الأهالي، بسبب نقص المياه وشربها من مصادر ملوثة، وأكدت مديرية صحة الحسكة أن المركز الطبي استقبل حتى مطلع شهر يونيو (حزيران) الحالي، 1599 حالة، غالبيتهم يعانون من حالات التهاب أمعاء وإسهالات وقيء.

وذكرت المتحدثة باسم اللجنة الدولية أنه خلال عام 2024، استفاد أكثر من 14 مليون شخص من العمليات التي نفذتها اللجنة في البنية التحتية للمياه والإسكان والكهرباء في عموم البلاد، بينما حصل 180 ألف شخص على المياه المنقولة في الحسكة خلال عام 2024. وختمت بدير حديثها لتقول: «تبذل اللجنة الدولية هذه الجهود يوماً بعد يوم، للتخفيف قليلاً من عناء الأسر في الحصول على المياه النظيفة، أينما كانوا».

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

الأكثر شهرة

احدث التعليقات