وجه رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس المطران عطا الله حنا من كنيسة القيامة في القدس نداءً عاجلاً إلى العالمين الإسلامي والمسيحي، وإلى جميع الأحرار في كل مكان، طالبًا منهم التحرك الفوري لإنقاذ حياة أكثر من مليوني فلسطيني في قطاع غزة الذين يعانون من نقص حاد في الغذاء والدواء.
وفي حديثه، عبّر المطران حنا عن حزنه العميق بسبب الوضع الكارثي في غزة، قائلاً: “أهل غزة اليوم ليسوا بحاجة إلى خطابات وشجب، بل إلى الطعام والدواء والشراب. هم يموتون جوعًا، ونحن بحاجة إلى العمل على توفير المواد الغذائية لهم بدلًا من مجرد البيانات التي لا تسمن ولا تغني من جوع”.
وأكد المطران في ندائه أنه لا مجال للانتظار بعد الآن، مشيرًا إلى أن الحرب المستمرة في غزة تسببت في معاناة مروعة للمدنيين، لاسيما الأطفال والشيوخ الذين يعانون من الجوع ولا يستطيعون حتى الحصول على الماء أو الخبز.
وأضاف: “نحن الآن أمام مأساة إنسانية تتطلب أفعالًا، لا مجرد أقوال. نحن نواجه مجاعة حقيقية في غزة، وأي تأخير في التحرك قد يؤدي إلى وفاة المئات وربما الآلاف في الأيام المقبلة”.
كما طالب المطران حنا المجتمع العربي بكافة مكوناته، سواء كانت إسلامية أو مسيحية، بتكثيف الجهود وتقديم المساعدات العاجلة لأهل غزة، مؤكدًا أن الأمة العربية قادرة على توفير الإغاثة اللازمة.
وتوجه برسالة خاصة للمجتمع الدولي، قائلاً: “تصوروا مليوني إنسان مهددون بالموت جوعًا في غزة بينما يعيش البعض في الرفاهية والترف. نحن بحاجة إلى وقف هذه الحرب الهمجية التي أوصلت غزة إلى هذا الوضع الكارثي”.
تصفح أيضًا: مصادر فلسطينية: شهداء وجرحى في قصف مدرسة تؤوي نازحين في جباليا شمالي القطاع
وأكد المطران حنا أن رسالته هذه ليست مجرد نداء، بل هي دعوة ملحة للعمل الفوري من أجل إنقاذ أرواح الأبرياء في غزة. “يجب أن تتحول هذه النداءات إلى خطوات عملية، وأن يكون هناك تحرك حقيقي على الأرض لتقديم الدعم العاجل”، قال المطران.
ودعا المطران حنا إلى وقف الحرب فورًا، ووصف معاناة غزة بأنها لا يمكن تصورها بالكلمات، مؤكدًا أن العالم يجب أن يتحمل مسؤولياته الإنسانية تجاه هذه الأزمة.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، الأحد عن تسجيل 18 حالة وفاة خلال 24 ساعة ماضية، بسبب المجاعة التي يعاني منها قطاع غزة نتيجة حصار الاحتلال الإسرائيلي المستمر.
كما أشارت الوزارة إلى أن 76 طفلًا و10 بالغين قد توفوا جراء الجوع وسوء التغذية في القطاع.
واعتبرت وزارة الصحة أن ما يحدث هو “مجزرة صامتة” يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين الفلسطينيين في غزة، محملةً المجتمع الدولي المسؤولية عن الوضع الكارثي الذي يعانيه السكان.
كما طالبت الوزارة بفتح المعابر فورًا لإدخال الغذاء والدواء إلى القطاع، مؤكدة أن الظروف الإنسانية في غزة وصلت إلى مستويات غير مسبوقة من المعاناة بسبب الحصار والحرب المستمرة.
