الثلاثاء, يوليو 22, 2025
الرئيسيةالوطن العربيفلسطين"الموت البطيء".. حرب التجويع تفتك بغزة في ظل حصار مطبق وعجز دولي

“الموت البطيء”.. حرب التجويع تفتك بغزة في ظل حصار مطبق وعجز دولي

تتفاقم الكارثة الإنسانية في قطاع غزة بشكل متسارع، لتتحول من أزمة غذائية حادة إلى مجاعة فعلية وممنهجة، تحصد أرواح العشرات، خاصة من الأطفال، في ظل حصار شبه كامل يفرضه كيان الاحتلال على كافة المعابر، وعجز دولي فاضح عن فرض إدخال المساعدات اللازمة لإنقاذ حياة أكثر من مليوني إنسان.

لم يعد الموت في غزة يقتصر على القصف والغارات، بل أصبح الجوع والمرض سبباً رئيسياً للوفاة. فخلال الأيام القليلة الماضية، وثقت المصادر الطبية في مستشفى شهداء الأقصى ومستشفيات أخرى، استشهاد الطفلة رزان أبو زاهر (4 أعوام) والعديد من الأطفال والمسنين، نتيجة مضاعفات سوء التغذية الحاد والجفاف.

وأكدت وزارة الصحة في غزة أن “عشرات الأطفال يموتون بصمت” في حضانات المستشفيات أو في خيام النزوح، بعيداً عن الكاميرات، بسبب انعدام حليب الأطفال والأدوية والمكملات الغذائية.

لم تعد هذه التقارير مجرد شهادات، بل أصبحت حقيقة موثقة من قبل أكبر المنظمات الدولية:

تصنيف المجاعة (IPC): تؤكد أحدث تقارير التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي أن شمال قطاع غزة يعيش بالفعل في المرحلة الخامسة (IPC Phase 5)، وهي مرحلة “الكارثة/المجاعة”، وأن باقي مناطق القطاع معرضة لخطر الانزلاق إلى نفس المرحلة في أي لحظة.

منظمة الصحة العالمية (WHO): تحذر المنظمة من أن واحداً من كل ثلاثة أطفال في شمال غزة يعاني من سوء التغذية الحاد، وتصف الوضع الصحي بأنه “كارثي”، مع انهيار المنظومة الصحية وانتشار الأوبئة والأمراض المعدية بسبب تلوث المياه وانعدام النظافة.

تصفح أيضًا: دوي صافرات إنذار في غلاف غزة وإعلام عبري يتحدث عن اعتراض صاروخ أُطلقت من القطاع

برنامج الغذاء العالمي (WFP): يؤكد البرنامج أن 9 من كل 10 فلسطينيين في غزة يعانون من مستويات طارئة من انعدام الأمن الغذائي، وأن المساعدات التي تدخل لا تكفي “حتى لمنع تفاقم المجاعة”.

إغلاق المعابر: السلاح الرئيسي في حرب التجويعتجمع كافة التقارير الدولية على أن هذه المجاعة هي “من صنع الإنسان”، وسببها المباشر هو سيطرة جيش الاحتلال على المعابر وإغلاقها.

معبر رفح: مغلق تماماً منذ سيطرة جيش الاحتلال عليه، مما أوقف خروج آلاف الجرحى والمرضى ودخول المساعدات الحيوية.

معبر كرم أبو سالم : يعمل بشكل متقطع وبقدرة استيعابية ضئيلة جداً، حيث لا يتجاوز عدد الشاحنات التي تدخل يومياً العشرات، مقارنة بـ 500 شاحنة كانت تدخل قبل الحرب. وتفرض قوات الاحتلال قيوداً مشددة على أنواع البضائع المسموح بدخولها.

في ظل هذا الواقع المأساوي، تتواصل المناشدات اليائسة من كافة الجهات الفلسطينية والدولية. وقد أصدرت الفصائل الفلسطينية والمكتب الإعلامي الحكومي في غزة بيانات متتالية، حمّلت فيها كيان الاحتلال والإدارة الأمريكية المسؤولية الكاملة عن “جريمة الإبادة الجماعية بالتجويع”، واستنكرت “الصمت الدولي المريب”.

ورغم الدعوات المتكررة من الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، ورؤساء المنظمات الإنسانية لفتح المعابر فوراً ودون عوائق، إلا أن هذه الدعوات لم تُترجم إلى ضغط دولي حقيقي وفعال يجبر كيان الاحتلال على إنهاء حصاره.

في خلاصة المشهد، يواجه الفلسطينيون في غزة موتاً بطيئاً ومؤكداً، ليس فقط تحت القصف، بل بسبب الجوع والعطش والمرض، في جريمة مستمرة تبث فصولها على الهواء مباشرة أمام عالم يبدو أنه اكتفى بدور المتفرج.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -

الأكثر شهرة

احدث التعليقات