حذّر المرجع الروحي الأبرز لليهود المتشددين في إسرائيل، الخميس، من «الحرب» التي أعلنتها السلطات، ونيتها إشراك أعضاء هذا التيار في الخدمة العسكرية.
كان عنوان صحيفة «ياتيد نئمان» الأرثوذكسية المتشددة، صباح الخميس، «الحرب»، عقب اعتقال منشقَّين عن الحركة. ونقلت الصحيفة عن الحاخام دوف لانداو قوله إن «السلطات (الإسرائيلية) ستواجه نزعة يهودية أرثوذكسية متشددة عالمية موحدة تُناضل لبقائها».
ويشكل هذا الموقف فصلاً جديداً في العلاقات المعقدة والمتوترة في كثير من الأحيان بين السلطات والأوساط الأرثوذكسية المتشددة، بينما تخوض إسرائيل حرباً في قطاع غزة، رداً على الهجوم الدامي الذي شنته «حماس» في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023.
اليهود المتدينون أو «الحريديم» خلال مظاهرة بالقدس يوم 11 أبريل 2024 (رويترز)
يشكل اليهود المتشددون 14 في المائة من سكان إسرائيل، أو نحو 1.3 مليون نسمة، بينهم 66 ألف رجل في سن الخدمة العسكرية يجري إعفاؤهم من التجنيد.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، مطلع يوليو (تموز) الماضي، أنه سيجري إرسال طلبات التجنيد إلى آلاف من اليهود المتشددين الذين كانوا معفيين حتى الآن من الخدمة العسكرية، في قضيةٍ تُعرِّض مستقبل الائتلاف الحكومي الذي يرأسه بنيامين نتنياهو، للخطر.
وانسحب حزبان متطرفان من الحكومة منذ ذلك الحين، لكنهما ينتظران أن تمرر الحكومة قانوناً يجعل الإعفاء دائماً.
وبموجب ترتيب يعود إلى تاريخ إنشاء دولة إسرائيل عام 1948، يحظى الرجال الحريديم (المتدينون) بإعفاء من الخدمة العسكرية، بحكم الأمر الواقع، لعقود شرط أن يكرسوا أنفسهم للدراسة بدوام كامل للنصوص المقدسة اليهودية في المدارس الدينية.
اقرأ ايضا: أستاذ علوم سياسية: إنزال المساعدات فوق غزة تأكيد بأن مصر لا تتخلى عن مسؤوليتها
وطعنت المحكمة العليا في هذا الإعفاء، في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، مما أرغم الحكومات المتعاقبة على وضع ترتيبات تشريعية مؤقتة لإرضاء المتشددين الأرثوذكس القادرين على تشكيل الائتلافات الحكومية وإسقاطها.
لكن المجتمع الإسرائيلي يجد صعوبة متزايدة في قبول هذه الترتيبات، بعد 22 شهراً من الحرب في غزة ضد حركة «حماس». وتستجيب نسبة ضئيلة من اليهود المتشددين تُناهز 2 في المائة، وفقاً للجيش، لدعوات التجنيد.
وفي الأسبوع الماضي، أقال الائتلاف رئيس لجنة الدفاع البرلمانية يولي إدلشتاين، العضو في حزب «الليكود» بزعامة نتنياهو، لمحاولته تمرير قانون يفرض عقوبات على المنشقّين المتشددين.
ومن المقرر تنظيم تظاهرة، الخميس، في القدس، دعت إليها هذه الجماعات المتطرفة.
يقول زعماء «الحريديم» إن إجبار طلبة المعاهد الدينية على الخدمة العسكرية ينذر بتدمير هويتهم (أ.ب)
وتتظاهر مجموعات متشددة أكثر تطرفاً بشكل منتظم ضد الدعوات للالتحاق بالجيش، تحت شعار «أُفضل الموت على التجنيد».
ودعا حاخامات؛ بينهم حاخام كبير سابق لإسرائيل، أتباعهم إلى مغادرة البلاد إذا لم يُمدّد الإعفاء في شكل قانوني.
وإذا قرر شركاء نتنياهو السابقون الانضمام إلى الاحتجاجات، فستواجه السلطات الإسرائيلية جبهة داخلية جديدة في خضم الحرب الدائرة بغزة.