بينما ترتفع الأصوات، ويحتدم السابق، يُقبل المزاد الدولي لمزارع إنتاج الصقور 2025 على ختام فعالياته مسجّلاً أرقاماً قياسية جديدة، جعلت النسخة الحالية منه تتقدم على النسخ السابقة على صعيد الأرقام.
على الساعة السابعة مساء كل يوم من فعاليات المزاد الذي يُقام في ملهم، شمال العاصمة السعودية الرياض، يضبط المهتمّون بالمزاد أوقاتهم، ويزداد توافد الزوّار والمهتمين والراغبين بالاستثمار في واحدٍ من القطاعات التي تشهد نموّاً في البلاد، وتظهر على معاصم أيديهم «الإسوارات القماشية» ذات اللون الأخضر وألوان أخرى، قبل أن تعتلي الصقور أيادي العارضين فوق المنصة الأشهر في عالم مزادات الصقور.
المهتمون بالمزاد يتوافدون إليه قبل بدايته كل يوم عند السابعة مساءً (الشرق الأوسط)
وسجِّل المزاد وفقاً لما كشفه لـ«الشرق الأوسط» وليد الطويل، المتحدث الرسمي لنادي الصقور، «مبيعات تجاوزت النسخة الماضية بأكثر من 20 في المائة، ومشاركة 62 مزرعة إنتاج من 22 دولة، منها 16 مزرعة محلية، مقابل 13 في العام الماضي، إلى جانب مشاركة ما يقارب 1000 صقر في المزاد».
الطويل أكد أن المزاد هذا العام شهد تطوّرات نوعية، أبرزها الإعلان اليومي عن المبيعات لأول مرة تعزيزاً للشفافية، وزيادة عدد المزارع المشاركة، مع تسجيل دول جديدة حضورها، ما جعل المزاد وجهة رئيسية لكبرى مزارع الإنتاج العالمية.
وبينما لا توجد تفاصيل حتى اللحظة حول عدد الزوّار، الذي رصدت «الشرق الأوسط» كثافته، قال الطويل، إن المزاد حظي هذا العام بإقبال لافت من الهواة والصقارين والزوار من داخل المملكة ودول الخليج، إلى جانب زوار من مختلف أنحاء العالم، الذين جذبتهم الفعالية كوجهة سياحية يتعرفون من خلالها على الصقر وأساليب العناية به، الأمر الذي يعكس مكانة المزاد كمنصة عالمية.
المزاد هذا العام شهد تطوّرات نوعية أبرزها الإعلان اليومي عن المبيعات لأول مرة تعزيزاً للشفافية (واس)
ومن المثير للاهتمام أنه لا فئة أو سلالة معيّنة من الصقور هيمنت على المزاد أو على معظم عمليات البيع والشراء، الأمر الذي أشار إليه الطويل، لافتاً إلى أن كل نوع له جمهوره الخاص، وزاد أن «المزاد هذا العام عرض مختلف السلالات، ليتيح لكل هاوٍ أو صقار اختيار ما يفضّله وفق اهتماماته واحتياجاته».
قد يهمك أيضًا: قطاع الطاقة السعودي يثبت مرونته رغم التحديات العالمية
وكان لافتاً للزائر والمتابع، الحضور الكبير، خصوصاً من خارج السعودية، سواء المشاركون أو الزوّار والمهتمون، فضلاً عن زيارات متعدّدة لعدد من السفراء ورؤساء البعثات الدبلوماسية الأجنبية لدى السعودية.
وعرّج الطويل بالتأكيد على أن «المشاركات الدولية كانت بارزة، إذ مثّلت 62 مزرعة من 22 دولة، بينها 16 مزرعة محلية، وهو ما يؤكد تزايد الاهتمام الخارجي بالمزاد عاماً بعد آخر، ويعكس مكانة المملكة كوجهة عالمية للصقارين ومنتجي الصقور».
مشاركة 62 مزرعة إنتاج من 22 دولة في مزاد الصقور الدولي (واس)
شافي الهاجري (43 عاماً) جاء خصّيصاً من دولة قطر لحضور المزاد، مكرّراً زيارته السنوية لهذه الفعالية، وأن للسعودية قصب الريادة في تعزيز هذا القطاع، خصوصاً وهو يرى العديد من هواة ومحبي «الصقارة» من مختلف دول العالم، يصلون معه في مطار الملك خالد الدولي بمدينة الرياض، قاصدين المزاد الذي يقام على بعد أكثر من 70 كيلومتراً تقريباً خارجها.
عبد الإله بن مشعل (37 عاماً) وهو هاوٍ للصقور، وأحد المستثمرين فيها، نقل لـ«الشرق الأوسط» إعجابه بما رآه في النسخة الحالية للمزاد: «هذا العام يمكنك مشاهدة الفرق عن النسخ السابقة، مع أنك تستطيع ملاحظة أن الأمر يأتي في إطار التطوير، فما رأيناه العام الماضي كان رائعاً، وهذا العام جاء أروع من ذلك».
ويدعم ابن مشعل حديثه بالتركيز على جانب تعدّد السلالات وازدياد المنافسة خلال المزاد، ما ساهم في ارتفاع إجمالي المبيعات، ومنح للصقور ما تستحقّه.
أسرة أجنبية لدى حضورها مزاد الصقور الدولي (الشرق الأوسط)
أما فايز الحارثي (33 عاماً) فاعتبر أن حضور 16 مزرعة محلّية بعدد أكبر من حضورها العام الماضي بواقع 13 مزرعة، ساهم في التعريف بهذه المزارع ورفع مستوى حضورها، والتأكيد على أن الإنتاج المحلي يمكنه المنافسة والتأثير في مجال الصقور محلّيّاً ودوليّاً، خصوصاً في هذا المزاد الذي يعدّ وجهة دولية.
كثير من هواة الصقور، والمستثمرين فيها، باتوا ينظرون إلى المزاد باعتباره وجهةً موثوقةً تجمع نخبة الصقور في مزادات تنافسية مباشرة وسريعة، بحضور الصقارين والمنتجين وعشاق الصقور من داخل السعودية وخارجها، ويتعزّز ذلك مع نقل فعالياته عبر القنوات التلفزيونية والبث المباشر على منصات التواصل الاجتماعي.