في جنازةٍ خيّمت عليها الأحزان وبُثت بشكل مباشر للعالم، لاحظ كثيرون غياب أسطورة الكرة البرتغالية كريستيانو رونالدو نجم نادي النصر السعودي، عن وداع زميله الراحل ديوجو جوتا لاعب ليفربول، وهو الغياب الذي لم يمر مرور الكرام بين النقاد والجماهير.
في حين تعدد القيل والقال، خرجت كاتيا أفيرو شقيقة صاروخ ماديرا، لتكسر الصمت وتضع النقاط على الحروف، حيث أفصحت عن دوافع هذا القرار المؤلم، والذي استند –وفقًا لما قالته– إلى “تجربة شخصية قديمة ما زالت تؤلمهم حتى اليوم”.
على الرغم أن نجومًا آخرين غابوا عن الجنازة –بينهم محمد صلاح، لويس دياز، أليسون بيكر، ودومينيك سوبوسزلاي– إلا أن اسم رونالدو كان الأبرز، ربما لقيمته الرمزية، وربما لما يحمله من ثقلٍ إعلامي لا يفارقه حتى في أكثر اللحظات إنسانية.
ردّت كاتبا على الانتقادات برسالةٍ مؤثرة على مواقع التواصل الاجتماعي، ووفقًا لها، اختار المهاجم البرتغالي عدم حضور الجنازة احترامًا للعائلة المفجوعة، خوفًا من أن يُلقي حضوره بظلاله على المناسبة الجليلة.
نوصي بقراءة: النصر يضع مدرب في البريميرليج ضمن حساباته تحسبًا لفشل مفاوضات جيسوس
كما اضطرت أن تروي مأساة دفن والدهما، حين أحاطت الكاميرات بعائلة كريستيانو رونالدو وأثقلت كاهلهم في لحظةٍ كان من المفترض أن تكون للوداع لا للعرض.
كتبت كاتيا: “عندما توفي والدنا، لم نستطع حتى مغادرة الكنيسة بسبب الكاميرات والمتفرجين، لا أستطيع تخيّل كيف سيكون الأمر الآن مع هذا الكم من الاهتمام حول كريستيانو”.
واختتمت دفاعًا عن الدون: “غيابه لم يكن لامبالاة، بل احترامًا للصمت. لم يرِد أن تُسرق لحظة الحزن الحقيقي من عائلةٍ تمزقها الخسارة، من المخجل أن يهتم الناس بالغياب أكثر من اهتمامهم بالألم”.
موقف رونالدو يُبرز كيف يُمكن تفسير القرارات الشخصية في مواجهة المأساة بطرق مختلفة تمامًا، فبينما يراها البعض علامات لامبالاة، يراها آخرون تعبيرات بديلة عن الحزن والاحترام.
في النهاية، قد يغيب الجسد عن مراسم الدفن، لكن القلب قد يكون هناك.. حاضرًا، يبكي بصمت، ويحمل الذكرى على مدى الحياة.