الإثنين, أغسطس 11, 2025
الرئيسيةالرياضةبعد تويتة صلاح.. من هو سليمان العبيد بيليه فلسطين؟

بعد تويتة صلاح.. من هو سليمان العبيد بيليه فلسطين؟

“هل تستطيع أن تُخبرنا كيف مات وأين ولماذا؟”، هكذا قال الملك المصري محمد صلاح أسطورة نادي ليفربول الإنجليزي، تعقيبًا على نشر حساب “يويفا” خبر استشهاد البطل سليمان العبيد ليُلاحق بقية شعبُه في فلسطين، الذي يعاني من جريمة حرب متكاملة الأركان تهدف لإبادة تامة أمام أعيُن العالم… بلا حِراك.

في مشهد يعلّمه جيدًا محمد صلاح، واعتاده العالم منذ ما يقارب العامين؛ يُقتل يوميًا ما لا يقل عن مائة شخصًا غالبيتهم من النساء والأطفال في مدينة غزة والمناطق المحيطة بها، في حرب غاشمة يشنّها الكيان الصهيوني على شعب فلسطين المحتلة، لكن بين هؤلاء الأشخاص البريئة قُتل سليمان العبيد، اللاعب الذي اُنثرت دماء على ملاعب كرة القدم.

كان يقف كما الجميع؛ ينتظر “لقمة العيش” -حرفيًا-، والتي لا يجدها أيّ من أبناء الشعب الفلسطيني لمدة أسابيع، فيبقوا بلا أكل، أو شرب، أو ملبس، أو مسكن، أو مآوى.. فقط وطن يتمسكون بأرضه لا يقبلون أن يُباع أو يُسرق أو يُنتزع منهم، غير قابل للمساس، حتى وإن انتهى الأمر بالقتل المتعدد الطرق الشنيعة.

وقف سليمان؛ في طابور قد يتخطى حاجز عشرات الآلاف، وربما المئات حتى الملايين.. في انتظار أن يحصل على ملعقة أرز، أو كيسًا من الطحين، أو حتى رشفةً من الماء، بسبب حرب التجويع التي يمارسها كيان الاحتلال على الفلسطينيين، والحصار الذي أسدله على كل من بقى حيًا حتى الآن في غزة، فإما إن لم يقتله الرصاص أو القنابل، فيقتله الجوع.

اللاعب الملقب بـ”بيليه فلسطين”، قُتل يوم الأربعاء الماضي، برصاص الاحتلال، بينما كان يقف بين حشود تنتظر المساعدات الإنسانية جنوب قطاع غزة، لاعبٌ كان شغله الشاغل تسجيل الأهداف، أنهى رحلته بعيدًا عن المستطيل الأخضر ضحية أزمةٍ أكبر من قدرة أي رياضي على مراوغتها.

وُلد العبيد عام 1984 في غزة، وسط بيئة لا تمنح المواهب رفاهية الاستقرار؛ بدأ مشواره مع نادي خدمات الشاطئ، حيث لفت الأنظار بمهاراته الهجومية، لينتقل بعدها إلى مركز شباب الأمعري في الضفة الغربية، وقاد الفريق للفوز بلقب الدوري الفلسطيني موسم 2010-2011.

رغم صعوبات التنقل بفعل قيود الاحتلال، بقي اسم العبيد حاضرًا في المنتخب الفلسطيني، ممثلًا بلاده في 24 مباراة دولية، في ستة مواسم متتالية، وبرز كأحد أفضل الهدافين في تاريخ الدوري، متوَّجًا بلقب الهداف في موسمين متتاليين، لعب لغزة الرياضي، قبل أن يعود إلى ناديه الأم خدمات الشاطئ حتى اعتزاله في 2023.

تصفح أيضًا: إنريكي: باريس سان جيرمان يعيش موسم استثنائي.. وديمبيلي يستحق الفوز بكل شيء.

لكن وراء هذه الأرقام، كانت هناك قصة لاعبٍ لم يترك الحرب توقف أحلامه، حتى يومه الأخير.

لُقب العبيد بـ”بيليه فلسطين”، بسبب مهاراته المميزة، وأدائه الفريد في الملعب، والتي جعلت أبناء شعبه يرون فيه “الحلم” الذي يُعيد لهم البسمة في وسط ظروف المعيشة الغير آدمية، لذلك تم تشبيه سليمان بأسطورة كرة القدم البرازيلي، آملًا في أن يكون بطلًا على المستطيل الأخضر، كما هم أبطالًا على ساحة الحرب.

الجدير بالذكر أن منذ بدء الحرب، خسر الوسط الرياضي الفلسطيني 662 شخصًا، بينهم 321 من لاعبي ومدربي كرة القدم، الملاعب باتت جزءًا من مشهد الدمار، والرياضة صارت ترفًا مؤجلًا في ظل الحصار.

العبيد قُتل عن عمر 41 عامًا، تاركًا خلفه خمسة أطفال، وذكرى لاعبٍ لم يساوم على حلمه، حتى وهو يعرف أن الملاعب في غزة قد تتحول إلى أنقاض، تمامًا كما البيوت، الأشجار، وكل شئ.

نشر الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، بيانًا رسميًا أفاد فيه إن سليمان العبيد فارق الحياة على أثر “استهداف قوات الاحتلال لمنتظري المساعدات الإنسانية في جنوب قطاع غزة”، كذلك كتب حساب الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا): “وداعًا سليمان العبيد، “بيليه فلسطين”، موهبةٌ أعادت الأملَ إلى قلوبِ أطفالٍ لا يُحصى، حتى في أحلكِ الأوقات”.

على هامش ذلك؛ لم يجد الأسطورة المصري، محمد صلاح، ردًا أقوى من سؤال وجهه للعالم أجمع، عن سر وفاة العبيد، كيف قتل؟ بسبب الغارات الصهيونية، وأين؟ في غزة المنكوبة، ولماذا؟ لأنه أراد أن يحصل على الطعام.. فقط، الإجابات سهلة، وواضحة للجميع، حتى أنها موجودة بالأدلة والصور ومقاطع الفيديو، لكن هل يرد على تلك الأسئلة أي شخص؟

سؤالٌ قصير تركه محمد صلاح، لكنه يحمل كل الحزن والغضب الذي يختصر نهاية لاعبٍ عاش ليركض خلف الكرة، ورحل واقفًا في طابور انتظار رغيف الخبز!

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- اعلان -

الأكثر شهرة

احدث التعليقات