الأربعاء, يوليو 30, 2025
الرئيسيةالرياضةبن نافل يتصدّر.. قائمة رؤساء الهلال الأكثر تتويجًا بالألقاب

بن نافل يتصدّر.. قائمة رؤساء الهلال الأكثر تتويجًا بالألقاب

على جنبات المحيط الأزرق الذي لا ينام، حيث تتراقص أمواج الشغف وتتعالى هتافات الجماهير، أُسدل الستار على حقبة ذهبية، ستبقى محفورة في ذاكرة نادي الهلال السعودي.

ببيانٍ قوي ووداع مؤثر أعلن فهد بن نافل نهاية مسيرته على رأس قيادة النادي العاصمي، مودعًا عرشًا صُنعت من فوقه 12 بطولة، في إنجاز غير مسبوق يجعله متربعًا على قمة رؤساء الهلال الأكثر تتويجًا.

هي ليست مجرد أرقام، بل فصول من قصة عشق بين رجل وكيان، قصة كتبت حروفها بأحرف من ذهب، ليعلن “الزعيم” بداية فصل جديد، مع استمرار إرث الإنجازات المتجددة.

“لكل رحلة منصّة أخيرة… بقلبٍ يملؤه الامتنان والفخر، كوني فردًا مساهمًا مع زملائي وزميلاتي في مسيرة هذا الكيان العظيم”، بهذه الكلمات أعلن فهد بن نافل تخليه عن كرسي الرئاسة الذي شغله منذ صيف 2019، ليختتم حقبة استمرت ستة أعوام، حوّلت الهلال إلى قوة كروية لا تُقهر محليًا وقاريًا.

تخلل هذه الفترة، التي شهدت تحديات كبرى كجائحة كورونا وما تبعها، إنجازات استثنائية لم تتحقق في أي حقبة رئاسية أخرى، بالنظر إلى سجلات التاريخ، يتجلى حجم الإنجاز الذي حققه فهد بن نافل، فقد تجاوز أرقام عمالقة الرئاسة في تاريخ الهلال

حين تولّى فهد بن نافل رئاسة نادي الهلال، لم يكن كثيرون يتوقعون أن يشهد النادي في عهده أكثر فتراته الذهبية غزارة بالألقاب، لكن ابن نافل حوّل الحلم إلى واقع، وقاد الهلال لتحقيق 14 بطولة، منها ألقاب قارّية ومحلية وسوبر دولية.

منذ توليه رئاسة نادي الهلال في عام 2019، قاد فهد بن نافل الفريق لتحقيق حصاد ذهبي يُعد من الأضخم في تاريخ النادي، حيث حصد الزعيم في عهده 12 بطولة.

فعلى الصعيد القاري، توّج الهلال بلقب دوري أبطال آسيا مرتين خلال ولايته، في عامي 2019 و2021، ليواصل هيمنته التاريخية على البطولة الأهم في القارة.

أما على المستوى المحلي، فقد أحرز الهلال لقب دوري المحترفين السعودي 4 مرات: في مواسم 2019–2020، 2020–2021، 2021–2022، وأخيرًا 2023–2024، إلى جانب تحقيق كأس خادم الحرمين الشريفين مرتين في موسمي 2019–2020 و2023–2024.

كما تُوج الفريق بكأس السوبر السعودي مرتين، في 2021 و2024، وأحرز أيضًا كأس سوبر لوسيل عام 2022، ثم كأس موسم الرياض في عام 2024، وهي بطولة ودية جمعت الهلال مع إنتر ميامي بقيادة ليونيل ميسي.

في فترتين رئاسيتين مميزتين (1983-1987 و1990-1994)، جسّد الأمير عبدالله بن سعد معنى الزعامة الرياضية، فأسس لعصر ذهبي لا يُنسى.

قاد الهلال إلى 10 بطولات، شملت ألقاب الدوري، وكأس الملك، وكأس الاتحاد، والبطولات الخليجية، مؤكدًا أن الاستمرارية والعين الإدارية الثاقبة هما سر النجاح الدائم.

شهدت فترة رئاسة الأمير عبد الله بن سعد قفزة نوعية في تاريخ نادي الهلال، حيث حصد الفريق عددًا من البطولات المحلية والخليجية التي عززت مكانته كأحد كبار القارة.

فعلى صعيد الدوري السعودي، تُوج الهلال بلقب المسابقة 4 مرات خلال تلك الحقبة، في أعوام 1985، 1986، 1988، و1990، ليؤكد هيمنته على الكرة المحلية في فترة الثمانينات وبداية التسعينات.

وفي بطولة كأس الملك، حقق الهلال لقبين غاليين عامي 1984 و1989، بينما نجح في السيطرة على كأس الاتحاد السعودي – المعروفة حاليًا باسم كأس الأمير فيصل بن فهد – بتحقيقه 3 ألقاب أعوام 1987، 1990، و1993.

ولم تتوقف إنجازات الهلال عند البطولات المحلية، بل امتدت لتشمل الساحة الخليجية، حيث توّج الفريق بلقب بطولة الأندية الخليجية عام 1986، ليضع أول أقدامه على طريق المجد الخارجي.

اقرأ ايضا: إنريكي يحدد 7 لاعبين سيغادرون باريس سان جيرمان هذا الصيف

كانت تلك الفترة الذهبية علامة فارقة في تاريخ النادي، أرسى خلالها الأمير عبد الله بن سعد قواعد النجاح والاستمرارية، وأعاد صياغة طموحات الزعيم في المنافسة على كل الجبهات.

رغم قصر مدته (1996 – 2000)، إلا أن الأمير بندر بن محمد أهدى الهلال فترة خصبة بالذهب. خلال 4 سنوات فقط، أحرز الفريق في عهده 9 بطولات، من بينها بطولات آسيوية مرموقة مثل كأس الأندية أبطال الكؤوس ودوري أبطال آسيا، إلى جانب كأس المؤسس التاريخية. لقد أثبت أن الأثر لا يُقاس بالمدة، بل بالمنجز.

خلال نهاية التسعينات وبداية الألفية الجديدة، دخل الهلال مرحلة ذهبية جديدة توّجت فيها خزائنه بعدد من البطولات المحلية والإقليمية والقارية، ليؤكد مكانته كزعيمٍ للبطولات. فقد ظفر الفريق بلقب كأس الأندية الآسيوية أبطال الكؤوس عام 1996، ثم أضاف كأس السوبر الآسيوي في 1997، قبل أن يعانق كأس الأندية الخليجية الأبطال في 1998، ليجمع المجد من أطرافه على مستوى القارتين.

محليًا، واصل الهلال سطوته بتحقيق كأس دوري خادم الحرمين الشريفين عام 1998، وكأس الأمير فيصل بن فهد في 1999، ثم كتب صفحة خالدة في تاريخه بحصده كأس المؤسس عام 2000، تلك البطولة الاستثنائية التي أُقيمت لمرة واحدة فقط تخليدًا لذكرى الملك عبد العزيز – طيب الله ثراه.

كما توج الفريق بـكأس الصداقة الدولية 1998، وواصل التألق في عام 2000 بتحقيق ثلاثية ذهبية شملت دوري أبطال آسيا وكأس ولي العهد، إلى جانب كأس المؤسس، في واحدة من أزهى فترات الهلال الكروية على الإطلاق.

مثّلت فترة الأمير عبدالرحمن بن مساعد نموذجًا للاستقرار الفني والإداري، (يونيو 2008 – فبراير 2015) قاد الهلال خلال سبع سنوات مليئة بالتوازن والنجاح، تُوّج خلالها بـ7 بطولات، منها لقبان للدوري السعودي وخمسة كؤوس لولي العهد، مما جعل النادي حاضرًا بثبات في كل موسم على منصات التتويج.

خلال فترة رئاسة الأمير عبد الرحمن بن مساعد لنادي الهلال، عاش الفريق واحدة من أكثر الفترات استقرارًا على الصعيد المحلي، حيث تُوّج بلقب الدوري السعودي مرتين متتاليتين في موسمي 2009-2010 و2010-2011، محافظًا على هيبته وسط كبار الدوري.

كما فرض الزعيم سيطرته المطلقة على بطولة كأس ولي العهد، بعدما ظفر باللقب خمس مرات متتالية أعوام 2009، 2010، 2011، 2012، و2013، في إنجاز يُعد من العلامات الفارقة في تاريخ النادي خلال الألفية الجديدة.

تولّى الأمير سعود بن تركي رئاسة الهلال في فترة وجيزة، لكنها كانت كفيلة بنقش اسمه في سجل العظماء. خلال عشرين شهرًا فقط، قاد الفريق لتحقيق 6 بطولات، من بينها 5 بطولات خارجية، إلى جانب التأهل لمونديال الأندية عام 2000 بعد حصد لقب دوري أبطال آسيا، قبل أن يُلغى الحدث. وقد تم تكريم الهلال لاحقًا بلقب أفضل فريق آسيوي لعام 2000.

بصمة الأمير محمد بن فيصل لا يمكن تجاهلها (2004 – 2006 و2018 – 2019)، رغم أن فترتيه لم تكونا طويلتين، إلا أن الهلال تحت قيادته تُوّج بـ6 بطولات، أبرزها دوري خادم الحرمين الشريفين وكؤوس ولي العهد، مما يعكس حيوية المرحلة وثراءها بالمنجزات.

خلال فترتي رئاسته لنادي الهلال (2004-2006 و2018-2019)، نجح الأمير محمد بن فيصل في ترك بصمة واضحة عبر تحقيق 6 بطولات رسمية، ساهمت في تعزيز مكانته في ذاكرة الجماهير الزرقاء. ففي ولايته الأولى، توّج الهلال بلقب كأس الأمير فيصل بن فهد بعد التفوق على الاتفاق، كما ظفر بلقب كأس ولي العهد على حساب القادسية، قبل أن يُتوَّج بلقب دوري كأس خادم الحرمين الشريفين إثر فوز كبير على الشباب. كما أعاد الفريق لمنصات التتويج مجددًا من بوابة كأس الأمير فيصل بن فهد على حساب الأهلي، وواصل الهيمنة على بطولة كأس ولي العهد بفوزين آخرين على الأهلي والاتفاق في نسختين لاحقتين، ليختتم مسيرته بعدد مهم من البطولات خلال فترة قصيرة نسبيًا.

ثلاث سنوات فقط (2015 – 2018) كانت كافية ليحصد الأمير نواف بن سعد 5 بطولات مع الهلال. تميّزت فترته بالعمل المنظّم والنتائج المستقرة، من بينها لقبي دوري متتاليين وكأس الملك، مثبتًا أن الهلال لا يعرف التراجع مهما تغيّرت القيادات.

خلال فترة رئاسته لنادي الهلال بين عامي 2015 و2018، نجح الأمير نواف بن سعد في قيادة الفريق لتحقيق 5 بطولات رسمية، عززت من استمرارية الزعيم في حصد الألقاب، وأكدت أن الهلال نادٍ لا يتوقف عن التتويج مهما تغيّرت القيادات. بدأت الإنجازات بلقب كأس السوبر السعودي 2015، تلاه التتويج بـكأس ولي العهد 2016، قبل أن يظفر الفريق بـكأس خادم الحرمين الشريفين 2017، ويُتوج بعدها بلقبي الدوري السعودي للمحترفين في موسمي 2016-2017 و2017-2018، ليكتب الأمير نواف بن سعد اسمه في سجل الرؤساء الذين حافظوا على هيبة الهلال المحلية.

هذه الأرقام ليست مجرد إحصائيات، بل هي شهادة على أن النادي الهلالي يتمتع بتراث عريق من القيادات التي سعت دائمًا نحو التميز، وأن فهد بن نافل قد أضاف فصلاً جديدًا من الإنجازات التي ستُدرس في تاريخ كرة القدم السعودية.

الجدير بالذكر، أنه في ختام بيان بن نافل أكد على النهج المؤسسي للهلال، بقوله: “ليأتي الوقت الذي أسلّم راية قيادة النادي كما كان، أو أفضل ممّا كان -بإذن الله-، مثلما تسلّمتها، وتسلّمها أسلافي، وهذا هو نهج الهلال”. هذه الكلمات تعكس وعيًا عميقًا بأن الأفراد زائلون ويبقى الكيان.

وقد أعلن بن نافل دعمه المطلق للمرشح القادم لرئاسة شركة نادي الهلال “وفق ما ترتئيه مؤسسة أعضاء نادي الهلال، والجمعية العامة لشركة النادي”، مفضلًا بذلك عدم الترشح في الدورة الانتخابية الجديدة، وإتاحة الفرصة لطاقات جديدة تكمل المسيرة. هو قرار يعكس قمة الروح الرياضية والإيثار، ويدلل على أن مصلحة الكيان هي العليا دائمًا.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- اعلان -

الأكثر شهرة

احدث التعليقات