في حدث تاريخي، يدخل ريال مدريد الإسباني موسم 2025-2026 بتشكيلة هي الأصغر سنًا في تاريخ النادي منذ موسم 1998-1999، بمعدل أعمار يبلغ 25.07 عامًا فقط، أي أقل بـ 1.85 سنة من معدل الموسم الماضي، مما يعكس تحولًا جذريًا في عناصر قائمة النادي الملكي، وسياسته واستراتيجيته التي اعتدنا عليها في وجود الرئيس التاريخي للنادي فلورنتينو بيريز.
ريال مدريد لطالما ارتبط في أذهان عشاق الكرة بفريق الجالاكتيكوس أي فريق النجوم، نسبة إلى فترته الذهبية في أوائل الألفية عندما تعاقد بيريز مع أسماء كبرى مثل زيدان، وفيجو، وبيكهام ورونالدو نازاريو.
لكن ما نشهده اليوم هو سياسة عكسية لما اعتاد الميرنجي على فعله، من جلب أبرز نجوم العالم في أوج عطائهم مثل كريستيانو رونالدو وكاكا وجاريث بيل وحتى كيليان مبابي، فاليوم قائمة ريال مدريد تقودها أعمار صغيرة، ومواهب جاءت واعدة، والآن باتت العمود الفقري للفريق ولا يمكن الاستغناء عنها مثل فينيسيوس جونيور وكامافينجا وتشواميني.
كما تعاقد ريال مدريد مع ماستانتونو الذي سيتم 18 عامًا عندما ينضم بشكل رسمي للفريق، ودين هويسن (20 عامًا) خلال فترة الانتقالات الصيفية الجارية، بجانب إندريك (18 عامًا) وأردا جولر( (18 عامًا) في مواسم سابقة.
في المقابل رحل العديد من اللاعبين الذين تخطت أعمارهم 30 عامًا خلال السنوات الأخيرة عن ريال مدريد، مثل لوكا مودريتش (39 عامًا) ولوكاس فاسكيز (34 عامًا) وتوني كروس (34 عامًا) وناتشو فيرنانديز (34 عامًا) وخوسيلو (34 عامًا).
هذه السياسة والاستراتيجية نتج عنها أن أصبح فريق ريال مدريد الحالي هو الأصغر منذ أكثر من ربع قرن، وتحديدًا منذ موسم 1998-1999. ما يفعله ريال مدريد الآن أشبه بالخيال بالنظر لتاريخ النادي الملكي.
شهدت المواسم الأخيرة ارتفاعًا تدريجيًا في معدل الأعمار حتى بلغ الذروة في 2021-2022 (27.68 سنة) و2022-2023 (27.92 سنة)، قبل أن يبدأ في الانخفاض مجددًا بسبب سياسات الفريق خلال آخر موسمين تحديدًا، بالتخلص من اللاعبين كبار السن، والتعاقد مع المواهب الشابة.
نوصي بقراءة: خاص لـ365Scores: موعد إعلان صفقة انتقال سام مرسي إلى الكويت الكويتي وحقيقة مفاوضات الزمالك
أصبح ريال مدريد الآن يمتلك العديد من اللاعبين صغار السن مثل:
بالنظر للأرقام نجد أن خط الهجوم هو الخط الأصغر سنًا في الفريق، وتقوده مواهب مثل البرازيلي إندريك والمهاجم الصاعد من الأكاديمية جونزالو جارسيا، أما خط الوسط فيحتوي على بعض من المواهب الشابة أيضًا مثل التركي أردا جولر، والوافد الجديد الأرجنتيني فرانكو ماستانتونو، وهذه الأسماء مفيدة في المراكز الهجومية، حيث تكون السرعة والديناميكية عاملين مؤثرين أحيانًا في حسم المباريات.
خط الدفاع وحراسة المرمى هما الأكثر خبرة نسبياً، بدون ارتفاع ملحوظ في معدل الأعمار، وهذا يوفر أساساً مستقراً للفريق، وخبرات لمساندة الفريق في اللحظات الصعبة، وعمود فقري صلب، مما يقلل من المخاطر الدفاعية التي قد تنجم عن الاعتماد الكامل على فريق صغير السن قليل الخبرة.
في تصريحات سابقة عام 2017، قال فلورنتينو بيريز رئيس ريال مدريد آنذاك وحاليًا: “المشروع الرياضي يجب أن يُبنى بطريقة مختلفة الآن. لقد كنا دائمًا نركز على النجوم، الإسبان، وخريجي الأكاديمية، لكننا اليوم نُضيف مراقبة دقيقة للمواهب الشابة حول العالم.”
هذا التحول لم يكن وليد ذلك الوقت، بل كان متدرجًا وحدث بشكل جزئي، ففي ظل رئاسة بيريز لنادي ريال مدريد، كان التوجه واضحًا، وهو الامتناع شبه التام عن التعاقد مع لاعبين يتجاوزون 30 عامًا، لكن كانت هناك بعض الاستثناءات مثل التعاقد مع ريكاردو كارفاليو (2010)، ودييجو لوبيز (2013)، وخوسيلو (2023).
الآن يطبق بيريز سياسة أكثر تشددًا فيما يخص أعمار اللاعبين، حيث أصبحت المواهب الشابة جزء رئيسي من صفقات ريال مدريد، حتى وصل معدل أعمار الفريق إلى أقل مستوى له منذ 26 عامًا.
في وقت لا تزال فيه بعض الأندية تطارد الأسماء الكبيرة، اختار ريال مدريد نهجًا أكثر عمقًا واستدامة، وهو الاستثمار في المستقبل، لكن يجب الحذر من الإفراط في المواهب الشابة، لأن فريقًا بحجم ريال مدريد مطالب بالمنافسة على كل الطبولات التي ينافس فيها، ولا مجال للتجربة أو الصبر، وبالتالي يجب الحذر وتطبيق السياسة الجديدة بحذر وإتقان وتوازن يحافظون على قوة الفريق وتواجده في سباق المنافسة على كل البطولات، وفي نفس الوقت تكوين فريق يمتلك العديد من المواهب الشابة، التي تستطيع تحقيق العديد من الإنجازات، ومواصلة تحقيق المجد للفريق الملكي.