حذر آلان تايلور، عضو لجنة السياسة النقدية في بنك إنجلترا، من أن «الهبوط التدريجي» للاقتصاد البريطاني – الذي لطالما اعتُبر السيناريو المأمول للخروج من أزمة التضخم – بات مهدداً على نحو متزايد، مشيراً إلى أن التباطؤ الاقتصادي وازدياد الاضطرابات التجارية يفرضان مراجعة أكثر حذراً لمسار أسعار الفائدة خلال الفترة المقبلة.
وفي كلمة ألقاها خلال قمة البنك المركزي الأوروبي في سينترا، قال تايلور: «كنت أعتقد سابقاً أن المملكة المتحدة ستشهد هبوطاً تدريجياً مع بعض المخاطر الصاعدة للتضخم المرتبطة بعام 2025. أما الآن، فأرى أن هذا السيناريو أصبح عرضة للخطر، والاحتمالات تميل أكثر إلى سيناريو هبوطي خلال 2026، مدفوعاً بتراجع الطلب واضطرابات التجارة العالمية»، وفق «رويترز».
ويُقصد بالهبوط التدريجي «Soft Landing» أن يستمر الاقتصاد في تحقيق نمو وتوظيف دون الوقوع في ركود، رغم التشديد النقدي السابق.
ومنذ انضمامه إلى لجنة السياسة النقدية في سبتمبر (أيلول) الماضي، صوّت تايلور لصالح خفض أسعار الفائدة في خمسة من أصل سبعة اجتماعات، كان أبرزها دعمه في مايو (أيار) الماضي لخفض كبير بمقدار نصف نقطة مئوية، تلاه خفض بمقدار ربع نقطة في يونيو (حزيران).
قد يهمك أيضًا: شراكة سعودية – كورية لتعزيز الابتكار في مشروع «المربع الجديد» بالرياض
وفي تصريحات أدلى بها لقناة «بلومبرغ»، أكد تايلور أنه لا يرى بالضرورة حاجة إلى تخفيضات أكبر، لكنه عبّر عن قلقه إزاء وتيرة الاجتماعات النقدية، معتبراً أن عقد ثمانية اجتماعات فقط سنوياً يقيّد قدرة اللجنة على التفاعل السريع مع البيانات الاقتصادية، ويعيق تسريع وتيرة التيسير النقدي إذا اقتضت الحاجة.
وأشار تايلور في خطابه إلى أنه، وبعد مراجعة دقيقة للتطورات الأخيرة، بات يرى الحاجة إلى خمسة تخفيضات في أسعار الفائدة خلال 2025 بدلاً من أربعة، وهو ما يتجاوز وتيرة التخفيضات الفصلية التي تترجمها تسعيرات الأسواق حالياً.
وتُظهر الرسوم البيانية المصاحبة لخطابه أن أسعار الفائدة قد تنخفض إلى نحو 2.25 في المائة في النصف الثاني من 2026 إذا ما تحقق سيناريو الركود الذي يتوقعه.
وكان بنك إنجلترا قد أبقى على أسعار الفائدة دون تغيير عند 4.25 في المائة في اجتماعه الأخير، بينما تتوقع الأسواق خفضين إضافيين بمقدار ربع نقطة مئوية هذا العام، ما سيهبط بتكاليف الاقتراض إلى 3.75 في المائة بحلول نهاية 2025.