اكتشف علماء الآثار مستوطنة لم تكن معروفة من قبل، تعيد كتابة تاريخ انتقال بريطانيا من العصر الحديدى إلى العصر الرومانى، ويمتد هذا الموقع الشاسع، الذى اكتشفه فريق أندوفر التابع لعلم آثار كوتسوولد فى فوردينغبريدج، هامبشاير، على مساحة تزيد عن 90 ألف قدم مربع على مصطبة نهرية فوق جدول ألين، وقد كشفت الحفريات حتى الآن عن أكثر من 2000 معلم، بما فى ذلك أسوار وأفران ومسارات و15 بيتا دائريا مميزا، وتظهر الأدلة على الحياة المنزلية والصناعة أن الموقع قد تطور بشكل كبير، حيث تحول من مستوطنة ريفية بسيطة فى أواخر العصر الحديدى إلى مركز صناعى نابض بالحياة فى عهد الرومان.
تمّ هذا الاكتشاف الرائد العام الماضى خلال أعمال حفر على الحافة الغربية لفوردينغبريدج، وهى بلدة فى هامبشاير تشتهر بجسرها التاريخى الذى يعود للعصور الوسطى، يمنح هذا الاكتشاف البلدة الآن شهرة جديدة، متجذّرة فى حقبة تاريخية سابقة، بحسب ما ذكره موقع interesting engineering.
استدعى الفريق قبل مشروع سكنى جديد لشركة CALA Homes، حيث اكتشفوا مستوطنة أقدم بكثير، تقدّم، وفقا لبيان صحفى، رؤى أساسية حول الغزو الرومانى لبريطانيا، خلال مراحلها الأولى فى العصر الحديدى المتأخر، كانت المستوطنة، الواقعة خارج منتزه نيو فورست الوطنى مباشرة، تضمّ منازل دائرية كبيرة يبلغ قطرها حوالى 13 مترا.
كان لمعظم هذه المنازل مداخل تواجه الشرق أو الجنوب الشرقى، وظهرت عليها آثار شرفات، وأشار البيان الصحفى إلى أن الأساسات المتداخلة تظهر أن منازل دائرية جديدة بنيت باستمرار لتحل محل المنازل القديمة، مما يشير إلى استيطان طويل ومتواصل.
نوصي بقراءة: دراسة: ساعة آبل يمكنها اكتشاف الحمل بدقة 92%
تعدّ العديد من أحجار الرحى التى عثر عليها حول المبانى دليلا واضحا على أن السكان كانوا يعالجون حبوبهم بأنفسهم، كان من بين “الاكتشافات المثيرة للاهتمام” حجر مجروش كامل، مصنوع من الحجر الرملى الأخضر، يعود تاريخه إلى مركز إنتاج فى ساسكس، وصرحت هيئة كوتسوولد للآثار فى بيانها: “المجروش الكامل نادر للغاية، حيث لا يوجد سوى حوالى 1% منه بهذه الحالة”، كما يشير اكتشاف دوامات المغزل المصنوعة من الطين المحروق وأثقال النول إلى إنتاج نسيج فى الموقع.
أحدث وصول الرومان تحولا كبيرا فى الموقع خلال الفترة الرومانية الوسطى إلى المتأخرة، وتكشف الخنادق والمسارات المسيجة التى رسمت حديثا عن إعادة تنظيم رومانية كاملة، مما حوّل المستوطنة الريفية إلى قوة صناعية هائلة.
تشمل الأدلة من الاحتلال الرومانى علامات على أعمال معدنية وكميات هائلة من الطين المحروق ونفايات الفخار والصوان المحروق، ويذكر البيان الصحفى أن علماء الآثار يعتقدون أن هذه الاكتشافات تشير إلى تصنيع الخزف فى مكان قريب.
وخلص البيان الصحفى إلى أنه “مع بدء معالجة القطع الأثرية وتحليلها، تقدّم حفريات فوردينغبريدج بالفعل رؤى قيّمة حول كيفية نمو هذه المستوطنة الريفية وتكيّفها ومساهمتها فى الاقتصاد المحلى والإقليمى”.
