في مشهد غير معتاد على إنتر ميلان، وربما يكون اعتياديًا على توتنهام، يدخل النيرازوري وسبيرز الموسم الجديد 2025-2026 بقيادة جديدة وأسلوب مختلف.
وبينما كان ينتظر البعض من توتنهام أن يبني على ما فعله بوستيكوجلو في الموسم الماضي، رغم انهياره محليًا، فإنه فاز ببطولة الدوري الأوروبي، جاء رحيل الأسترالي مفاجئًا نوعًا ما.
انضم توماس فرانك لتوتنهام، ليحل محل بوستيكوجلو، مثلما فعل كريستيان كييفو في إنتر ميلان ليخلف سيموني إنزاجي، الذي بنى إنتر مرعبًا خلال السنوات الماضية في إيطاليا.
على الضفة الأخرى من القارة، عاش توتنهام تحولًا هجوميًا لافتًا تحت قيادة أنجي بوستيكوجلو، الذي فرض أسلوب “Angeball” القائم على الاستحواذ السريع والضغط العالي، ليحقق الفريق ثاني أعلى معدل استحواذ وأهداف في الدوري الإنجليزي موسم 2023-2024.
في نهائي الدوري الأوروبي، فقد استحوذ على الكرة بنسبة 27.7%، وهو أقل معدل استحواذ حققه توتنهام في المباريات التي فاز بها تحت قيادة بوستيكوجلو طوال تدريب الأسترالي للفريق اللندني.
وفي الشوط الثاني ضد مانشستر يونايتد، كان لتوتنهام لمسة واحدة فقط داخل منطقة جزاء المنافس، ولم يسدد أي كرة على المرمى أو خارجه، وكانت نسبة استحواذه على الكرة 19.8% فقط.
وعلى غير عادته، ضحى بوستيكوجلو بلاعب هجومي من أجل لاعب دفاعي عندما استبدل جونسون بالمدافع كيفن دانسو، وظل يلعب خلف الكرة ويتركها لمانشستر يونايتد.
لم يكن توتنهام فريقًا يفتح خطوطه، مما يؤكد أن بوستيكوجلو تخلى عن طريقته “Angeball” التي اشتهر بها منذ أن كان في سيلتك الأسكتلندي.
ورغم تخليه عن أفكاره، والفوز بالدوري الأوروبي، فقد خسر وظيفته، في حين وفى بوعوده عندما أكد من قبل أنه سيفوز بالألقاب في الموسم الثاني، وهو ما حدث مع فريق لم يعرف الألقاب منذ 2008.
سيبدأ توماس فرانك مهمته رسميًا بمواجهة باريس سان جيرمان غدًا في نهائي السوبر الأوروبي، ليبقى الدنماركي أمام حدث لم يحلم به، وهو أن يحقق لقبًا في أول مباراة له مع سبيرز.
حدث تاريخي في انتظار الدنماركي، ولكن من أجل أن يحققه، عليه أن يكون متمكنًا من أدواته، في ظل تغيير كبير في صفوف الفريق ورحيل قائده سون هيونج مين.
طريقة اللعب مختلفة بين فرانك وبوستيكوجلو، خاصة فيما يخص الظهيرين، فقد كان بيدرو بورو لديه واجبات بالانضمام للعمق مثل أودوجي على الجانب الآخر مع أنجي.
فرانك يعتمد على المردود الهجومي للاعبي الوسط مع استغلال المساحات التي يتركها الجناحان والمهاجم خلف المدافعين، وهو ما جعله يتعاقد مع محمد قدوس.
حسب صحيفة “إندبندنت” البريطانية، فإن محمد قدوس في الموسم الماضي قد احتل المركز الثاني في الدوري الإنجليزي الممتاز في عدد المراوغات الناجحة (92)، ليمنح الفريق المباشرة المطلوبة التي كانت مفقودة مع أنجي.
وللمقارنة، كان أفضل مراوغي توتنهام الموسم الماضي هما ديان كولوسيفسكي وسبنس بـ38 مراوغة لكل منهما.
نوصي بقراءة: من هو النادي الأكثر تتويجا بالبطولات في العالم؟
قد يكون محمد قدوس هو بريان مبيومو الجديد لمدرب برينتفورد السابق، حيث كان يستخدم الدنماركي مهاجمه الكاميروني بنفس الطريقة، كلاعب يتميز باللعب بقدمه اليسرى، وقد سجل بها 17 هدفًا من أصل 20 في البريميرليج.
التعاقد أيضًا مع جواو بالينيا يعطي الفريق قدرة على الخروج بالكرة بطريقة أفضل، مع تنوع أدوار اللاعب البرتغالي، رغم عدم نجاحه مع بايرن ميونخ.
بالنسبة للمدرب الدنماركي، فهو يمتلك الإمكانيات اللازمة لتطبيق أسلوبه، ولكن كيف سيكون على مدار الموسم المقبل، هذا ما سيكشفه الوقت فقط.
كان رحيل سيموني إنزاجي عن إنتر ميلان مفاجئًا أيضًا، حيث كان المدرب الإيطالي ينافس على الثلاثية في الموسم الماضي، وخسر نهائي دوري أبطال أوروبا بشكل كارثي 5-0 في مباراة لم يحضر فيها هو أو فريقه إلى أليانز أرينا.
في حقيقة الأمر، أن سيموني إنزاجي طبق طريقة لعب مع إنتر ميلان لم تشهدها إيطاليا منذ زمن طويل، لأنها على الورق 3-5-2، لكنك ترى عددًا كبيرًا من الأهداف وكأنها طريقة هجومية.
إنتر ميلان مع إنزاجي كان لديه لا مركزية ممتازة، بوجود باستوني أحيانًا كلاعب وسط وتحول دارميان أو بافارد لقلب الدفاع.
تشالهان أوجلو أحيانًا يعود للخلف لبناء الهجمة، وترى أحد المدافعين دي فراي أو أتشيربي وكذلك باستوني يستلم الكرة في مناطق الخصم.
ثنائية لاوتارو مارتينيز كانت طُعمًا أحيانًا بالنسبة للمدافعين من أجل ترك المساحات لانطلاقات مخيتاريان وباريلا.
على مستوى الكرات الثابتة، كان إنتر ميلان من أبرز الأندية في أوروبا تنفيذًا للكرات الثابتة، وتمكن من لدغ برشلونة مرتين في دوري أبطال أوروبا وكذلك بايرن ميونخ.
وعلى مدار السنوات الماضية، أسس سيموني إنزاجي إنتر استثنائيًا، وفريقًا تحول لأحد القوى الأوروبية الكبرى، رغم البناء على ما تركه أنطونيو كونتي.
كريستيان كييفو مع بارما في الموسم الماضي، وخلال 13 مباراة فقط، كانت طريقته 4-3-3، ولكن عندما وصل إلى إنتر قرر اللعب بـ3 مدافعين.
لم يكن هناك الوقت لتطبيق كييفو لفلسفته، ولكن بعد الخروج من كأس العالم للأندية، من المفترض أن الروماني يبدأ في وضع أسلوب لعب خاص به.
بالنظر للاعبين المتواجدين حاليًا في إنتر ميلان، فإن المدرب الروماني سيحاول الاستمرار على طريقة لعب 3-5-2، وهو ما حدث في المباريات الودية التي خاضها الفريق.
هذا الأمر سيتطلب تكيّف لويس هنريكي المنضم من مارسيليا للعب كجناح في طريقة 3 مدافعين، بينما كان يلعب مع دي زيربي كجناح هجومي.
إنتر ميلان لم يتغير كثيرًا على مستوى الأسماء، ولا يبدو أن كييفو سيجازف في البداية بطريقة لعب مختلفة عن التي كان يلعب بها الفريق مع إنزاجي.
قد يتم تغيير الأمر مع مرور الوقت، ولكن أفكار إنزاجي تختلف عن كييفو، وهو ما يجعلنا ننتظر رؤية فلسفة الروماني، الذي لم تكن له تجارب كبيرة قبل النيرازوري.