تحل اليوم الذكرى الـ26 على انضمام تيري هنري إلى أرسنال، في الصفقة التي يُمكن أن ينقسم فيها تاريخ الجانرز الحديث، ما بين قبل تيري وما بعده.
هنري انضم إلى أرسنال للعب تحت قيادة أرسين فينجر، وإنقاذه من جحيم يوفنتوس، ليتألق الغزال الأسمر مع مرور الوقت ويكون أسطورة وهداف الجانرز التاريخي.
8 سنوات قضاها هنري مع أرسنال صنع فيها المجد، ولكن لم يكن ليحدث ذلك، لولا كارلو أنشيلوتي، وتمرد تيري، ومشاكل يوفنتوس.
في يناير 1999، كان يوفنتوس يحتاج لتعويض أليساندرو ديل بييرو بعد إصابة قوية تعرض لها اللاعب الإيطالي، وسط نتائج كارثية في الدوري.
الإيجابية الوحيدة كانت حصول زيدان على الكرة الذهبية كأفضل لاعب في العالم، ولكن مشاكل البيانكونيري مع مارتشيلو ليبي ازدادت، وفي ديسمبر 1998، انتشرت تقارير صحفية أن مارتشيلو وافق على تدريب إنتر ميلان، مع شجاره الذي اعترف به ديدييه ديشامب في غرف خلع الملابس.
في يناير انضم تيري هنري، ولكنه لم يُكمل شهرًا مع مارتشيلو ليبي، ليدربه كارلو أنشيلوتي، الذي تولى قيادة فريق يفتقد لنجم هجومه ديل بييرو، ومدربه يُهاجَم من الجماهير.
كانت جماهير يوفنتوس قد علقت لافتة في مقر تدريبات الفريق ردًا على تعيين كارلو لخلافة ليبي: “الخنزير لا يستطيع أن يدرب”، في إشارة لخلفية أنشيلوتي الزراعية.
صفقة هنري من يوفنتوس أسالت الكثير من الحبر، لأسباب مختلفة عن فشل المهاجم الفرنسي بعد تألقه مع موناكو قبل الذهاب إلى السيدة العجوز.
مع فريق به ثنائي فرنسي “ديشامب وزيدان”، كان ينتظر هنري أن يحصل على يد العون، ولكنه وجد نفسه يشارك بديلًا للاعب الأرجنتيني الذي انضم معه في نفس الميركاتو، خوان إيسنايدير.
اللاعب الفرنسي عانى مع أنشيلوتي، وشارك في مركز الجناح الأيسر، مما أفقده جزءًا كبيرًا من قوته التي يمتلكها داخل منطقة الجزاء، فكان دائمًا التغيير الأول للمدرب الإيطالي.
رغم ذلك، حاول هنري التأقلم، وسجل ثنائية في مواجهة لاتسيو، ومع مرور الوقت كان يرى بأنه سيعتاد على اللعب في ذلك المركز، بعد نصائح ديشامب وزيدان له، خاصة وأنه كان صغيرًا في السن.
الأمر لم يتوقف هُنا، فقد طالبه كارلو أنشيلوتي بواجبات دفاعية، مع تحويل أنطونيو كونتي لجناح أيمن دفاعي أيضًا، لكن تيري حينها لم يتقبل الأمر.
تصفح أيضًا: القنوات الناقلة لمباراة باريس سان جيرمان ضد إنتر ميامي في كأس العالم للأندية 2025
مع نهاية الموسم، كان يوفنتوس يرغب في تدعيم هجومه بالتعاقد مع مهاجم أودينيزي ماوريسيو أموروزو، وتحدث لوتشيانو مودجي مع هنري ووكيله بأنه سيكون ضمن الصفقة ليذهب إلى ملعب فيريولي.
هنري رفض ذلك، وأخبر إدارة يوفنتوس بأنه لن ينتقل إلى أودينيزي، خاصة وأن كارلو أنشيلوتي في ذلك الوقت كان يرغب في إعارة اللاعب وليس بيعه.
تمرد هنري أوقف الصفقة، ولم يرحل إلى أودينيزي، في ظل المشاكل الإدارية، وطلب الرحيل نهائيًا في حال وصول أي عرض، وهو ما حدث بالفعل.
صرّح هنري بعد ذلك: “شعرت وكأنني فقدت الشغف في ممارسة كرة القدم، وكنت أنتظر يوم رحيلي من الدوري الإيطالي”.
أنشيلوتي في تصريحات سابقة من وقت قريب، أكد بأنه نادم لعدم استغلال موهبة تيري هنري، ولم يكن يعلم أنه مهاجم وليس جناحًا.
اللاعب الفرنسي انضم إلى أرسنال مقابل 16 مليون يورو، واستفاد يوفنتوس من البيع، ولكن المستفيد الأكبر كان الجانرز.
فينجر استطاع أن يقنع إدارة أرسنال بإنفاق ذلك المبلغ الذي كان كبيرًا وقتها، لثقته في تيري هنري، خاصة وأنه كان السبب في ظهوره الأول مع موناكو عندما كان أرسين مديرًا فنيًا لفريق الإمارة.
انضمام تيري هنري إلى أرسنال كان اختبارًا جديدًا للفرنسي الشاب، إما أن ينجح، أو يعود من جديد إلى وطنه، خاصة وأنه ينافس لاعبين مثل دينيس بيركامب ونوانكو كانو.
صرّح هنري بعد ذلك بأنه كان يشعر بصعوبة تسجيل الأهداف في البداية، وكان يفكر في الذهاب إلى فينجر، وأن يطلب منه اللعب كجناح، لكنه تذكر ما حدث في يوفنتوس، وقرر أن يقاتل حتى لا يفشل مثلما فشل في إيطاليا.
مع مرور الوقت حصل هنري على الفرصة، وبدأ في كتابة التاريخ بأحرف من ذهب، ليجد نفسه في الدوري الإنجليزي الممتاز، لأن إيطاليا ليست مناسبة لإمكاناته.
هذا ما أكده كريستيانو داميانو، مدرب هنري في شباب موناكو، الذي قال: “تيري يحصل على مساحة قد تصل إلى 30 مترًا للتحرك بالكرة، وهذا لم يحدث في إيطاليا، لذلك الدوري الإنجليزي هو الأنسب لإمكاناته”.
في النهاية، تمكن تيري هنري من صناعة المجد مع فينجر، الرجل الذي كان يثق في إمكاناته وأعطاه الثقة كاملة، وتحلى بالصبر حتى ينتج الغزال الأسمر، على عكس ما حدث في يوفنتوس، فلم يكن هناك وقت لمارتشيلو ليبي بعد أن تمت إقالته عقب وصول تيري، وأخطأ أنشيلوتي مثلما اعترف، لأنه لم يُدرك إمكانات الهداف التاريخي للجانرز.