عندما تسمع اسم “جونزالو جارسيا“، يتبادر إلى ذهنك أشهر من حمله أو ما يُشبهه، وهو الأسطورة راؤول جونزاليس، قائد ريال مدريد الأسبق.
الآن ظهر جونزالو وليس جونزاليس، جونزالو جارسيا، الذي أعاد للأذهان ما كان يقدمه راؤول، بعد أداء استثنائي خلال بطولة كأس العالم للأندية 2025.
جونزالو جارسيا شارك في 4 مباريات وساهم في 4 أهداف بنسبة 100%، بعدما حصل على الفرصة في ظل إصابة مبابي قبل مواجهة الهلال، واستغلها الاستغلال الأمثل.
قاد جونزالو جارسيا فريقه ريال مدريد للفوز على يوفنتوس، والتأهل إلى ربع نهائي كأس العالم للأندية 2025، بعدما سجل هدفًا بالرأس في شباك دي جريجوريو.
وفي ظل الحديث عن التشابه بين جونزالو جارسيا وراؤول جونزاليس، يُعيد الإسباني الشاب للأذهان رائعة بلانكو في مباراة الكلاسيكو ضد برشلونة عام 2006.
في 22 أكتوبر 2006، في الجولة السابعة من الدوري الإسباني، وعندما أطلق ألفونسو بيريز بورول صافرة بداية الكلاسيكو، بعد 3 دقائق فقط، أرسل سيرجيو راموس عرضية رائعة وجدت رأس راؤول.
راؤول بلانكو جونزاليس، هدف أول، والضحية فيكتور فالديز وفريقه برشلونة، تحت أنظار ميسي ورونالدينيو، قبل أن ينتهي الكلاسيكو 2-0 لصالح النادي الملكي بعد هدف رود فان نيستلروي في الشوط الثاني.
ربما هدف جونزالو جارسيا أمس في مرمى يوفنتوس يُشبه كثيرًا الهدف الذي سجله راؤول في شباك فيكتور فالديز منذ 19 عامًا، عندما كان يبلغ جونزالو حينها من العمر عامين فقط.
عرضية من ترينت ألكسندر أرنولد، وارتقاء رائع وتوجيه مُحكم، نتيجته هدف أول يقود ريال مدريد لدور ربع النهائي من كأس العالم للأندية 2025.
بعد مباراة ريال مدريد ويوفنتوس، رد جونزالو على سؤال حول تشبيهه بـ راؤول جونزاليس، وقال: “إنه إطراء كبير أن أقارن به، لقد كان مدربي لمدة عامين، وتعلمت منه الكثير”.
راؤول جونزاليس كان مدرب فريق ريال مدريد كاستيا “الشباب” لمدة عامين مع جونزالو، وبالفعل تمكن جونزالو من التألق تحت قيادة المدرب الإسباني.
ورغم أرقامه الممتازة مع فريق الكاستيا، وتصعيده للفريق الأول، وكان مؤثرًا بهدفه في ليجانيس ببطولة كأس ملك إسبانيا الموسم الماضي، إلا أن كارلو أنشيلوتي استبعده ولم يعتمد عليه.
اللاعب الإسباني الشاب كان يشعر بالإحباط، وهذا ما ظهر في تصريحاته لـ365scores عندما قال: “تطورنا من مستوى أقل إلى مستوى أعلى مع تشابي ألونسو”.
وقد يكون المقصود هنا أن المستوى الذي كان عليه الفريق مع أنشيلوتي، كان له تأثير سلبي على اللاعب الإسباني الشاب، الذي لم يحصل على الفرصة الكاملة مع المدرب الإيطالي.
بدايات راؤول جونزاليس كانت في عام 1994، عندما تم تصعيده مع المدرب خورخي فالدانو، وكان يتواجد في الفريق إيفان زامورانو، وإيميليو بوتراجينيو.
لكن مع الوقت، بدأ راؤول يفرض نفسه، وهدفه في الكلاسيكو ضد برشلونة في سبتمبر 1995، كان شهادة ميلاد حقيقية له مع النادي الملكي، عندما انتهت المباراة 1-1.
شارك راؤول في دوري الأبطال بعمر 18 عامًا كأصغر لاعب في ذلك الوقت يشارك في مباراة ببطولة دوري أبطال أوروبا، قبل أن يحقق اللقب في 20 مايو 1998 أمام يوفنتوس في النهائي.
في عامي 2000 و2002، فاز ريال مدريد بدوري أبطال أوروبا، وسجل راؤول بلانكو هدفًا في ليفركوزن ثم فالنسيا، على الترتيب.
استمر الأسطورة راؤول مع ريال مدريد رغم فشل الجالاكتيكوس الأول، وسلّم المهمة للجالاكتيكوس الثاني، وترك الرقم 7 لـ كريستيانو رونالدو، ورحل بعد موسم مع البرتغالي، وانضم إلى شالكة.
تصفح أيضًا: ملخص وأهداف مباراة تشيلسي ضد بنفيكا في كأس العالم للأندية
صنع راؤول الحدث في شالكة، ولكن بعد فترة مع النادي الألماني ثم السد القطري، اعتزل كرة القدم في عام 2015.
راؤول بدايته لم تكن اضطرارية، لكن التشابه بينه وبين جارسيا، أنه فرض نفسه بفضل مهاراته وإمكاناته الرائعة، رغم صغر سنه.
منذ رحيل راؤول في 2009، لم يتواجد مهاجم إسباني مؤثر مع النادي الملكي، فقد استمر كريم بنزيما وتناوب مع هيجواين في وقت من الأوقات، وكان كريستيانو رونالدو، بعدما تحول لمهاجم رأس حربة، يتألق في منطقة جزاء خصوم النادي الملكي.
ظهر العديد من اللاعبين الإسبان الشباب، ولم ينجح أي منهم، حتى ألفارو موراتا، الذي لم يتمكن من الإقناع في النادي الملكي.
بعد رحيل راؤول في 2009، تم تصعيد رودريجو مورينو، ولكنه لم يتمكن من الحصول على الفرصة، ورحل إلى بنفيكا في 2010.
في 2011، تم تصعيد ألفارو موراتا، لكنه لم يحصل على الفرصة الكاملة في ريال مدريد، رحل وتألق مع يوفنتوس، ثم أعاده النادي الملكي ببند إعادة الشراء، لكنه لم يتمكن من الحصول على الفرصة في ظل وجود رونالدو وبنزيما، وظلت مسيرته بين العديد من الأندية الأوروبية الأخرى.
الإسباني الآخر هو خوسيلو لويس ماتو، الذي تم تصعيده في 2012، ولكنه لم يحصل على الفرصة، ورحل إلى هوفنهايم الألماني، ثم خاض رحلة طويلة مع العديد من الأندية، ليعود في 2023 لـ ريال مدريد، ويلعب موسمًا واحدًا، حصل خلاله على لقبي الدوري ودوري الأبطال، وكانت أبرز لقطاته الثنائية الحاسمة ضد بايرن ميونخ في نصف نهائي الأبطال بملعب سانتياجو بيرنابيو.
خيسي رودريجيز، تم تصعيده مع أنشيلوتي في 2013، وكان يتوقع له الكثير بأن يكون راؤول الجديد، ولكنه لم ينجح في النادي الملكي بسبب الإصابات، قبل أن يرحل إلى باريس سان جيرمان في صفقة بلغت 25 مليون يورو.
راؤول دي توماس، اللاعب الذي يتألق في صفوف رايو فاليكانو، كان من ناشئي ريال مدريد، لكنه لم يحصل على الفرصة الكاملة، ورحل في 2018.
في 2016، تم تصعيد بورخا مايورال، ولكنه رحل إلى فولفسبورج، وظل يخرج إلى أندية أخرى في إعارات، حتى عام 2022، حيث لعب لـ ليفانتي، وروما، وخيتافي، قبل أن يقوم الأخير بشرائه من ريال مدريد مقابل 10 ملايين يورو.
في 2019، تم تصعيد لاعب يُدعى كريستو، توقع له البعض النجاح في الفريق الأول، ولكنه لم يحصل على الفرصة رغم تألقه مع فريق الكاستيا، ورحل إلى أودينيزي ثم عدد من الأندية الأخرى، وحاليًا يتواجد في السد القطري.
أخيرًا، ظهر جونزالو، الرجل الذي يأمل النادي الملكي أن يكون حقًا خليفة راؤول، الذي بحث عنه الميرينجي كثيرًا منذ ما يقرب من 15 عامًا ولم يجده.
بعيدًا عن أن جونزالو جارسيا تدرب تحت قيادة راؤول في فريق الشباب، وتعلم منه الكثير، ويعتبره أحد اللاعبين المُلهِمين بالنسبة له، فهو يُشبه بلانكو بشكل كبير.
راؤول جونزاليس لم يكن مهاجمًا صريحًا في كثير من الأحيان، رغم أنه من الهدافين التاريخيين للدوري الإسباني، ودوري أبطال أوروبا، وكذلك منتخب إسبانيا، لكن راؤول ليس مهاجمًا صريحًا.
راؤول بلانكو كان يلعب مهاجمًا ثانيًا، وأحيانًا جناحًا أيمن في طرق لعب مختلفة، قبل أن تتطور في العصر الحالي، ولكن الأدوار كانت تشبه ما يقوم به جونزالو حاليًا.
مع تشابي ألونسو، وجدنا جونزالو يخرج من مركزه ليترك المساحة لـ فينيسيوس جونيور من أجل الدخول إلى عمق الملعب، لذلك حركية الإسباني الشاب تُشبه مدربه السابق، مثلما كان يفعل، رغم تعاقب المهاجمين الكبار عليه مثل أوين، ورونالدو، وفان نيستلروي، ومورينتيس، إلا أنه كان أساسيًا مع الجميع.
بالإضافة إلى ذلك، المرونة التي يمتلكها جونزالو جارسيا، سواء على مستوى التمركز خارج منطقة الجزاء، وإيجاد المساحات واستغلالها، أو اللعب بالرأس كما شاهدنا في مواجهة يوفنتوس.
وحتى بالنظر للشكل، وهو أمر طريف للغاية، فهُناك تشابه بين جونزالو جارسيا وراؤول جونزاليس.
كل هذه الأمور لا تجعلنا نطلق حكمًا نهائيًا، لكن بالتأكيد ما يُقدمه جونزالو جارسيا، والبداية المثالية مع ريال مدريد، تجعلنا حقًا ننتظر راؤول جديدًا في سانتياجو بيرنابيو، بعدما فشل كل الإسبان الذين أعقبوا بلانكو في أن يستغلوا الفرص، ومنهم من لم يحصل عليها من الأساس.
