الأربعاء, يوليو 30, 2025
الرئيسيةالاخبار العاجلةدمشق و«قسد» أمام عقبتي «الدمج» و«اللامركزية»

دمشق و«قسد» أمام عقبتي «الدمج» و«اللامركزية»

لا تزال قضيتا «الدمج» و«اللامركزية» تشكلان عقبة رئيسية أمام الاتفاق بين دمشق و«قوات سوريا الديموقراطية» (قسد)، وفق ما أكدته مصادر متابعة في دمشق، رأت أنه من اللافت ترحيب قائد «قسد» مظلوم عبدي بدور سعودي في التفاوض مع دمشق انطلاقاً من قدرة المملكة ودورها المقبول من قبل جميع أطراف الداخل السوري، بالتزامن مع ما يقال إنه قلق كردي موازٍ من الدور التركي.

بعد أيام من إرجاء عقد اجتماع بين الحكومة السورية و«قسد» في باريس وما أحاط ذلك من تصريحات متضاربة من شرق وشمال شرقي سوريا، أطل مظلوم عبدي، الثلاثاء، في تصريحات لقناة «العربية»، قال فيها إن «السعودية يمكنها لعب دور إيجابي إن دخلت كوسيط في تفاوضنا مع دمشق».

واعتبر عبدي أحداث السويداء إشارة إلى أهمية «التفاوض والوصول لاتفاق»، مشيراً إلى أن جولة المفاوضات المقبلة في باريس ستبحث آلية الاندماج في الجيش السوري.

وقال عبدي أيضاً إن «قسد» متفقة مع دمشق على «وحدة سوريا بجيش واحد وعلم واحد»، وإنها ستكون جزءاً من وزارة الدفاع السورية، إلا أنه أشار إلى وجود قلق لدى الأكراد من «الاندماج بالجيش السوري من دون ضمانات دستورية».

وحول تطبيق اتفاق 10 مارس (آذار)، قال إن قواته ستعمل على تطبيق جميع بنود الاتفاقية قبل نهاية العام الحالي إلا أن تنفيذ الاتفاق يسير ببطء لأسباب «تتعلق بالجانبين، لا بجانب واحد».

وفي تصريح لافت، قال المبعوث الأميركي الخاص توم برّاك على صفتحه على «إكس» متوجهاً إلى عبدي «قيادتكم وجهود قوات سوريا الديمقراطية الدؤوبة، إلى جانب التزام الحكومة السورية بقيادة الرئيس الشرع بالتشاركية، تُعدّ محوريةً لاستقرار سوريا: «جيش واحد، حكومة واحدة، دولة واحدة». نُقدّر عالياً الحوار البنّاء لتعزيز التكامل والوحدة. ونتطلع إلى استمرار المحادثات من أجل مستقبل آمن!».

ويشكل مسار التفاوض بين الشرع وعبدي «بوصلة لبناء مسار سياسي يساهم في بناء الدولة السورية وطبيعتها وشكل الحكم فيها من جديد إلا أنه من الواضح أن هذا المسار يعاني من مشكلات وعقبات، بحسب رأي الباحث في الشؤون التركية والكردية، خورشيد دلي، الذي قال لـ«الشرق الأوسط» إن «أولى هذه المشكلات اختلاف رؤى الطرفين».

وأوضح دلي أنه «مقابل تمسك السلطة الجديدة بنظام مركزي تطالب (قسد) ومكونات سورية أخرى بنظام حكم لا مركزي، تعتقد هذه المكونات أنه الأنسب للشراكة السياسية عبر عملية دستورية تحفظ حقوق الجميع».

أما ثاني العقبات، وفق دلي، فيتعلق بمفهوم «الدمج الذي نص عليه اتفاق الشرع – عبدي، إذ ترى دمشق أن (قسد) وجميع مؤسسات الإدارة الذاتية في شمال شرقي سوريا يجب أن تنضم إليها بشكل فرادي، فيما يرى الطرف الآخر أن الدمج يعني الحفاظ على هذه المؤسسات مع إعادة هيكلتها عبر آلية مع دمشق، انطلاقاً من أن مثل هذا النموذج يحفظ حقوق الكرد وباقي المكونات في الدولة السورية الجديدة».

تصفح أيضًا: الجيش الأردنى يحبط محاولة طائرة مسيرة اجتياز الحدود

اجتماع عبدي مع قادة عسكريين لبحث تطبيق الاتفاق مع الرئيس السوري في مارس الماضي (الشرق الأوسط)

ولعل من العقبات التي قد تعترض الحوار بين دمشق و«قسد» أيضاً، الدور التركي الذي يشكل عاملاً ضاغطاً على دمشق بشأن التمسك برؤيتها. وفي الوقت نفسه، يشكل عامل قلق لدى «قسد» التي ترى في الحوار مع دمشق شأناً داخلياً سورياً.

وبحسب الباحث دلي، «كان لافتاً ترحيب مظلوم عبدي بدور سعودي في هذا التفاوض انطلاقاً من قدرة السعودية ودورها المقبول من قبل جميع أطراف الداخل السوري».

وتتوجه الأنظار إلى باريس التي ستستضيف اجتماعات بين الجانبين في الأيام المقبلة. وبحسب خورشيد دلي: «يبدو أن المسعى الفرنسي المدعوم من الدول الغربية يراهن على تدوير زوايا الخلافات بين الطرفين».

وفي ظل التأكيد على تمسك كل من «قسد» ودمشق بالحوار لحلّ الخلافات سيكون الطرفان بصدد تقديم تنازلات من أجل التوصل إلى اتفاق نهائي. وقال دلي إنه ربما «على السلطة السورية بعد أحداث الساحل وكنيسة مار إلياس والسويداء مراجعة جديدة لمقاربتها للداخل السوري، بموازاة اهتمامها بالانفتاح على الخارج».

وأشارت تقارير إعلامية إلى تحضير فرنسا لعقد جلسات تفاوض بين «قسد» والحكومة السورية، تضم مسؤولين بارزين من الطرفين، خلال الأسابيع المقبلة.

مقاتلون من عشائر البدو في السويداء (أ.ف.ب)

وكانت مصادر في العشائر السورية قالت لـ«الشرق الأوسط» إن الاجتماع الذي كان مقرراً الأسبوع الماضي عقب الاجتماع الثلاثي الفرنسي الأميركي السوري قد «ألغي»، فيما قالت مصادر كردية إن الاجتماع تأجل، متوقعة عقده، لكن ليس على مستوى القيادات.

وسبق أن حذرت عشائر عربية من حالة استعصاء سياسي في مناطق شمال وشمال شرقي سوريا. وقال الشيخ حمود الفرج، عضو مجلس العشائر السورية، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، إنه «ما لم يتم التوصل إلى حل سياسي، فستتجه الأمور إلى التصادم».

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- اعلان -

الأكثر شهرة

احدث التعليقات