الجمعة, أغسطس 29, 2025
الرئيسيةالصحة واللياقة البدنيةدواء يوقف تراكم الدهون ويُعيد الأمل لمرضى الكبد

دواء يوقف تراكم الدهون ويُعيد الأمل لمرضى الكبد

كشف باحثون من كلية الطب بجامعة كاليفورنيا عن دواء تجريبي جديد يُظهر نتائج واعدة في علاج التهاب الكبد الدهني المرتبط بخلل التمثيل الغذائي.

وأوضحوا أن هذا المرض يُعدّ أحد أخطر أشكال مرض الكبد الدهني المرتبط بالسمنة والسكري من النوع الثاني، إذ قد يؤدّي إلى تليف الكبد أو فشله، بل حتى إلى الإصابة بسرطان الكبد. ونُشرت النتائج، الأربعاء، في دورية «لانسيت».

ويصيب التهاب الكبد الدهني، المرتبط بخلل التمثيل الغذائي، عادةً الأشخاص الذين يعانون السمنة أو السكري من النوع الثاني أو اضطرابات أخرى في التمثيل الغذائي. ويتميّز بتراكم الدهون داخل الكبد مصحوباً بالتهاب وتلف في خلاياه، ما قد يؤدّي مع الوقت إلى تليف الكبد أو فشله، وأحياناً إلى سرطان الكبد. وتشير تقديرات في الولايات المتحدة إلى أنّ أكثر من 100 مليون شخص يعانون شكلاً من أشكال الكبد الدهني، في حين قد تصل النسبة إلى واحد من كلّ 4 بالغين حول العالم.

وتكمن خطورة المرض في كونه «صامتاً»، إذ يتطوّر على مدى سنوات طويلة دون عوارض واضحة، مما يجعل اكتشافه غالباً في مراحل متقدّمة، إذ تقلّ فرص العلاج، وتتضاعف الحاجة إلى تدخّلات معقّدة مثل زراعة الكبد.

قد يهمك أيضًا: روبوتات بحجم ذرة غبار قد تعالج التهابات الجيوب الأنفية

ويعمل الدواء الجديد، المُسمّى «آيون 224»، على استهداف إنزيم كبدي يُعرف بـ«دي غات 2»، وهو المسؤول عن إنتاج الدهون في الكبد وتخزينها. وبمجرد تعطيل عمل هذا الإنزيم، يقلّ تراكم الدهون والالتهابات، وهما العاملان الرئيسيان وراء تلف الكبد في حالات التهاب الكبد الدهني المرتبط بخلل التمثيل الغذائي.

وشملت التجربة السريرية 160 مريضاً في الولايات المتحدة يعانون المرض بدرجات متفاوتة من التليف الكبدي المبكر والمتوسط. وحصل المرضى على جرعات مختلفة من الحقن الشهرية للدواء أو دواء وهمي على مدى عام كامل. وأظهرت النتائج أنه عند أعلى جرعة، تحسَّنت صحة الكبد لدى 60 في المائة من المرضى بشكل ملحوظ، مقارنة بمجموعة الدواء الوهمي، دون تسجيل آثار جانبية خطيرة مرتبطة بالعلاج.

وتضمّنت التحسينات انخفاض تراكم الدهون في الكبد، وتراجع مؤشرات الالتهاب داخل أنسجة الكبد، وعلامات إيجابية على تحسن التليف «الندوب».

وأشار الباحثون إلى أنّ الدواء الجديد لا يوقف تراكم الدهون فحسب، بل يقلّل الالتهابات ويحسّن التليف، ما قد يساعد في عكس الأضرار قبل الوصول إلى الفشل الكبدي أو الحاجة إلى زراعة الكبد.

وأضافوا أنه في معظم الحالات كان يُنظَر إلى تخفيف الوزن أو السيطرة على السكري على أنه شرط أساسي لتحسين التهاب الكبد الدهني، لكن هذا الدواء أظهر فاعلية حتى عند المرضى الذين لم يفقدوا وزنهم، ما يفتح الباب أمام علاجٍ أكثر شمولية للذين يواجهون صعوبة في إنقاص الوزن. وإذا نجح في المراحل المقبلة، فقد يقلّل عدد المرضى المحتاجين إلى زراعة الكبد أو رعاية معقّدة، ممّا يخفف الضغط عن أنظمة الرعاية الصحية ويخفض التكاليف.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- اعلان -

الأكثر شهرة

احدث التعليقات