في تحدٍ واضح للمستوى السياسي، أكد رئيس أركان جيش كيان الاحتلال الإسرائيلي، إيال زامير، الخميس، أن المؤسسة العسكرية ستواصل التعبير عن موقفها المهني “دون خوف”، والذي يعارض توسيع نطاق الحرب في قطاع غزة، وذلك قبل ساعات من الجلسة المرتقبة للمجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينيت).
ونقلت صحيفة “هآرتس” العبرية عن زامير قوله خلال تقييم للوضع قدمه لمنتدى هيئة الأركان العامة: “نحن لا نتعامل مع نظريات، بل مع قضايا تتعلق بالحياة والموت، وسنواصل التصرف بمسؤولية ونزاهة، ولا نضع أمام أعيننا سوى مصلحة الدولة وأمنها”.
وتأتي تصريحات زامير في ذروة توتر شديد بين قيادة جيش الاحتلال وحكومة نتنياهو، حيث أوضح رئيس الأركان للوزراء أن أي توسيع للحرب سيعرض حياة المحتجزين الذين ما زالوا على قيد الحياة لخطر مباشر.
وحذر زامير من أن شن عملية عسكرية واسعة قد يدفع المسلحين الذين يحتجزونهم إلى التخلي عنهم أو إهمال جثامين القتلى منهم خوفاً من المواجهة، وهو ما قد يؤدي إلى فقدان أثر بعض المحتجزين إلى الأبد.
تصفح أيضًا: كيف خططت حماس لاختراق “وحدة 8200” الأخطر في جيش الاحتلال عبر شركة تنظيف؟
وإلى جانب الخطر على حياة المحتجزين، طرحت قيادة الجيش ثمنًا باهظًا آخر لتوسيع القتال، يتمثل في:
إرهاق القوات: استنزاف كبير أصاب الجنود النظاميين وجنود الاحتياط بعد أشهر طويلة من القتال.
استنزاف المعدات العسكرية: تآكل كبير في الآليات والمعدات.
أزمة في منظومة الاحتياط: حيث سيتطلب احتلال كامل للقطاع استدعاء أعداد كبيرة من جنود الاحتياط لأيام خدمة إضافية، رغم أن نسب استجابتهم للدعوات الأخيرة كانت هي الأدنى منذ 7 أكتوبر.
وكان زامير قد قدم قبل يومين لرئيس حكومة كيان الاحتلال بنيامين نتنياهو خططاً لتوسيع تدريجي للعمليات، مؤكداً مجدداً أن “احتلال القطاع سيعرض حياة المحتجزين للخطر بشكل كبير”. ورغم ذلك، جاء في بيان صادر عن مكتب نتنياهو أن “الجيش مستعد لتنفيذ أي قرار يتخذه الكابينيت”، في إشارة إلى تجاهل محتمل لتحذيرات وتقديرات المؤسسة العسكرية.
