أفاد تقرير للأمم المتحدة بأن إنتاج القمح في سوريا سينخفض إلى نحو 1.2 مليون طن فقط هذا العام، أي أقل بنسبة 40% من العام الماضي، في حين يبلغ الاستهلاك السنوي للبلاد 4 ملايين طن، ما يترك فجوة قدرها 2.73 مليون طن تكفي لإطعام 16 مليون شخص لعام كامل.
من جهته حذّر برنامج الأغذية العالمي من أنّ نحو 3 ملايين سوري معرّضون للجوع الشديد، فيما يعاني أكثر من نصف السكان حالياً من انعدام الأمن الغذائي.
وأوضح ممثّل منظمة الأغذية والزراعة في سوريا، توني إيتل، أنّ “نصف السكان مهدّدون بالمعاناة من الجفاف خاصة عندما يتعلّق الأمر بتوفّر الخبز وهو الغذاء الأكثر أهمية خلال الأزمة”.
وبحسب وكالة “رويترز” فإنّ الحكومة السورية لم تتمكّن حتى الآن من إبرام صفقات استيراد كبرى، إذ لم يتمّ الشراء من المزارعين المحليين سوى 373,500 طن هذا الموسم، وهو نصف الكمية المجمعة العام الماضي.
تصفح أيضًا: توماس براك: لا خطة بديلة عن الحكومة السورية .. و”إسرائيل” تعرقل استقرار المنطقة
كما أضاف تقرير الوكالة أنّ دمشق تحتاج إلى استيراد 2.55 مليون طن إضافي، لكنها لم تعلن سوى عن صفقات صغيرة عبر مستوردين محليين لا تتجاوز 200 ألف طن.
وحتى الآن، لم تتلقَّ سوريا سوى مساعدات طارئة محدودة: 220 ألف طن من القمح من العراق و500 طن من الدقيق من أوكرانيا، في حين تباطأت بالمقابل عمليات استيراد القمح بسبب صعوبات مالية وتأخيرات في السداد رغم رفع العقوبات، وفقاً لـ”رويترز”.
في السياق أشارت أرقام منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة “الفاو” إلى أنّ 40% فقط من الأراضي الزراعية زُرعت هذا الموسم، وقد تعرّض جزء كبير منها للتدمير، خصوصاً في مناطق الإنتاج الرئيسية مثل الحسكة وحلب وحمص.
بدورها، قدّرت وزارة الزراعة الأميركية أنّ سوريا ستحتاج إلى استيراد كمية قياسية تبلغ 2.15 مليون طن من القمح في موسم 2025/2026، بزيادة 53% عن العام الماضي.
ورغم ذلك، لم تُعلن الهيئة العامّة لشراء الحبوب عن استراتيجية واضحة لتغطية العجز، بحسب “رويترز”.