ذكرت وكالة “رويترز”، في تقرير، أنّ البحرية الأميركية “تُنشئ أسطولاً من الطائرات المسيرة لمواجهة الصين”، لكنّها أشارت إلى أنّ “الأمور لا تسير على ما يُرام”.
فخلال اختبار بحري أميركي قبالة ساحل كاليفورنيا الشهر الماضي، صُمم لعرض أفضل زوارق “البنتاغون” ذاتية القيادة، تعطلت إحدى الزوارق بشكل غير متوقع.
وبينما سارع المسؤولون لإصلاح خلل برمجي، اصطدم زورق آخر مسير بالجانب الأيمن للزورق المتوقف، وقفز فوق سطحه، ثم سقط عائداً إلى الماء – وهي حادثة وثّقتها مقاطع فيديو حصلت عليها “رويترز”.
هذه الحادثة التي لم يُبلّغ عنها سابقاً، والتي شملت سفينتين بناهما منافستا التكنولوجيا الدفاعية الأميركيتان، “سارونيك”، و”بلاك سي تكنولوجيز”، تُعدّ واحدة من سلسلة انتكاسات حديثة في مساعي “البنتاغون” لبناء أسطول من السفن ذاتية القيادة، وفقاً لعشرات الأشخاص المطلعين على البرنامج.
فقبل أسابيع، وخلال اختبار منفصل للبحرية، سقط قبطان قارب دعم في الماء بعد أن تسارعت سفينة أخرى ذاتية القيادة من طراز “بلاك سي” كانت تسحبها فجأة، ممّا أدى إلى انقلاب قارب الدعم، وفقاً لأربعة أشخاص مطلعين على الأمر.
وقد جرى إنقاذ القبطان، في حين رفض تقديم الرعاية الطبية له، بحسب “رويترز”.
اقرأ ايضا: روسيا تستعيد 84 جندياً من أوكرانيا بوساطة إماراتية
ووفقاً لشخص مطلع بشكل مباشر على الأمر، فقد نتجت الحادثتان عن مزيج من أعطال البرامج والأخطاء البشرية، بما في ذلك أعطال في الاتصال بين الأنظمة الموجودة على متن السفينة وبرامج التشغيل الذاتي الخارجية.
وفي السياق، أوضحت “رويترز” أنّ الولايات المتحدة “تهدف إلى بناء أسطول بحري ذاتي التحكم يمكنه التحرك في أسراب وبدون قيادة بشرية، وهي مهمة أكثر طموحاً بتكلفة أعلى؛ تصل إلى بضعة ملايين من الدولارات للقارب السريع”.
لكن “إخفاقات الاختبارات الأخيرة، تُبرز التحديات التي تواجه جهود البحرية لنشر هذه التقنيات الناشئة”، بحسب برايان كلارك، خبير الحرب ذاتية التشغيل في معهد “هدسون”، الذي أشار إلى أنّ البحرية إلى “ستحتاج إلى تكييف تكتيكاتها مع فهمها بشكل أفضل لما يمكن للأنظمة فعله وما لا يمكنها فعله”.
غير أنّ مشاكل البحرية تتجاوز تشغيل القوارب، فقد “تأثرت وحدة اقتناء الطائرات البحرية ذاتية التشغيل التابعة لها أيضاً بإقالة قائدها الأعلى”، كما أعرب مسؤول كبير في “البنتاغون” عن مخاوفه بشأن البرنامج في اجتماع صريح مع قادة البحرية الشهر الماضي، وفقاً لـ”رويترز”.
ومنذ الحادثة الأخيرة، أوقفت وحدة الابتكار الدفاعي التابعة للبنتاغون (DIU)، التي حصلت على التكنولوجيا اللازمة للاختبارات، إلى أجل غير مسمى، عقداً، بقيمة تقترب من 20 مليون دولار، مع شركة L3Harris” (LHX.N)”، إحدى الشركات التي توفر برامج ذاتية التشغيل تُستخدم للتحكم في بعض السفن، وفقاً لشخصين مطلعين على الأمر.
يأتي ذلك في وقتٍ أدرك القادة العسكريون الأميركيون التأثير الهائل للطائرات البحرية بدون طيار في حرب أوكرانيا، وقد أكدوا مراراً وتكراراً حاجتهم إلى أسراب ذاتية التحكم من الطائرات الجوية والبحرية بدون طيار لعرقلة أي تقدم محتمل للصين عبر مضيق تايوان، في حين بدأت تايوان نفسها في اقتناء طائراتها البحرية بدون طيار.