الجمعة, يوليو 18, 2025
spot_img
الرئيسيةالرياضةريال مدريد ويوفنتوس – تاريخ من الاحترام والندم والتشكيك

ريال مدريد ويوفنتوس – تاريخ من الاحترام والندم والتشكيك

مواجهة كلاسيكية ستجمع بين ريال مدريد ويوفنتوس في كأس العالم للأندية 2025، ولأول مرة في بطولة غير دوري أبطال أوروبا، التي شهدت تاريخًا كبيرًا بين عملاقي إسبانيا وإيطاليا.

تأهل ريال مدريد في صدارة مجموعته الثامنة ليصطدم بـ يوفنتوس، صاحب المركز الثاني في المجموعة السابعة، في مباراة من كلاسيكيات كرة القدم، بتاريخ حافل.

تاريخ المواجهات بين الفريقين يميل لـ ريال مدريد، ولكن بفارق ضئيل، حيث حقق النادي الملكي الفوز في 11 مباراة، وانتصر يوفنتوس 8 مرات، وتعادلا في مباراتين.

جميع المباريات الماضية التي جمعت بينهما كانت في بطولة دوري أبطال أوروبا، ولكل مباراة قصة درامية ومواقف لا تُنسى، منذ عام 1962 وحتى 2018.

أول مباراتين بين الفريقين كانتا في 1962، بدور الثمانية، وحينها فاز ريال مدريد 1-0 في إيطاليا، وخسر على ملعبه في إسبانيا من يوفنتوس بنفس النتيجة، ليُحسم التأهل من ملعب “بارك دي برانس” في المباراة الفاصلة في باريس، ويفوز الملكي 3-1.

مرت مباريات عديدة، حتى جاءت المواجهة الأبرز حينذاك، في نهائي دوري أبطال أوروبا 1998.

في نهائي 1998، وصل يوفنتوس إلى النهائي الثالث على التوالي في دوري أبطال أوروبا، بعدما حقق لقب 1996 ضد أياكس، وخسر نهائي 1997 أمام بوروسيا دورتموند، فكانت مباراة أمستردام أرينا “يوهان كرويف أرينا حاليًا” فرصة لاستعادة اللقب.

دخل يوفنتوس بقائمة مدججة بالنجوم: ديل بييرو وإنزاجي في الهجوم، خلفهم زين الدين زيدان، ديشامب، وإيدجار ديفيدز في الوسط، مونتيرو في الدفاع، وكونتي وتاكيناردي على مقاعد البدلاء.

ظهر يوفنتوس بوجه باهت في تلك المباراة، ولكن ما أثار الجدل هو الهدف الذي فاز به ريال مدريد، عن طريق برادراج مياتوفيتش، في الدقيقة 67 بعد تسديدة روبرتو كارلوس.

في ذلك الوقت، لم يكن هناك تصوير من الزوايا الخلفية والجانبية للمرمى، وبالتالي، فإن النظر إلى الزوايا المتاحة يُظهر أن مياتوفيتش كان في موقف تسلل أثناء تسديد كارلوس الكرة.

بالإضافة إلى ذلك، فإن بيسوتو الذي من المفترض أن يكون آخر لاعب في الملعب قبل عرضية بانوتشي التي ذهبت إلى كارلوس، كان متأخرًا أثناء وضع مياتوفيتش الكرة في المرمى.

حكم المباراة الألماني هيلموت كروج احتسب الكرة هدفًا، واحتفل مياتوفيتش، وعاد ريال مدريد من جديد إلى منصات التتويج، ولكن حتى الآن لا يزال هناك الكثير من الجدل حول ذلك الهدف.

مياتوفيتش نفسه علّق قبل 3 سنوات على الهدف: “أجبت أكثر من مليار مرة، لم يكن هناك تسلل في هدفي أمام يوفنتوس، وهذا رأيي، ومن يقول عكس ذلك يحقد على ريال مدريد”.

في الحقيقة، أنت لا تقرأ عنوانًا خاطئًا، والنهائي بالفعل كان بين يوفنتوس وميلان في أولد ترافورد، والخسارة كانت بركلات الترجيح، ولكن الخسارة الحقيقية كانت في ملعب ديلي ألبي.

ريال مدريد فاز على يوفنتوس في ملعب سانتياجو برنابيو 2-1، وكان يكفيه التعادل بأي نتيجة من أجل التأهل إلى النهائي الثاني على التوالي.

في مباراة الإياب، ظهر يوفنتوس مرعبًا للنادي الملكي، وتقدم في الشوط الأول بهدفي تريزيجيه وديل بييرو، قبل أن يحسم بافل نيدفيد كل شيء في الدقيقة 73.

نيدفيد، الذي كان أفضل لاعب في العالم في ذلك الوقت، حصل على بطاقة صفراء في الدقيقة 82 بعد تدخل على ميشيل سالجادو في وسط الملعب، وبالتالي غاب عن النهائي ضد ميلان لتراكم البطاقات، رغم أن الكرة كانت في مكان آمن ولا تستحق ذلك التدخل من التشيكي.

خسر يوفنتوس نيدفيد في النهائي، ولم ينجح فريق المدرب ليبي في الفوز على الروسونيري، ليخسر البيانكونيري نهائيًا جديدًا في دوري أبطال أوروبا.

في موسم 2007-2008، عاد يوفنتوس للدرجة الأولى بعدما قضى موسمًا في الدرجة الثانية، تنفيذًا لعقوبة الاتحاد الإيطالي بعد قضية “الكالشيو بولي”.

احتل يوفنتوس المركز الثالث بالدوري الإيطالي ذلك الموسم، ليتأهل إلى دوري أبطال أوروبا، وتضعه القرعة في مجموعة ريال مدريد.

تحت قيادة كلاوديو رانييري، واجه يوفنتوس الملكي وفاز 2-1، عن طريق أماوري وديل بييرو، مع تسجيل فان نيستلروي هدف ريال مدريد.

في لقاء سانتياجو برنابيو، كان الأمر مختلفًا، فاز يوفنتوس بثنائية نظيفة.

الهدف الأول قرر فيه ديل بييرو التسديد بالقدم اليسرى على يمين إيكر كاسياس في الدقيقة 17.

وفي الدقيقة 67، مخالفة ليوفنتوس، يقف عليها أليكس، وتعليق الشوالي كأنه يعلم ما سيحدث: “كاسياس خائف، كاسياس يرتجف، يشعر بأن الخطر قادم”.

وبالفعل، من 30 مترًا، يسدد ديل بييرو على يمين إيكر، الذي استمتع بمشاهدة الكرة تمر إلى شباكه، مثلما استمتع العالم أجمع بصاروخية أليكس.

نوصي بقراءة: جميع اللاعبين المهددين بالغياب عن ربع نهائي كأس العالم للأندية 2025

في الدقيقة 90، خرج ديل بييرو من الملعب، ولكن ما حدث حينها كان استثنائيًا، فقد وقف ملعب سانتياجو برنابيو بالكامل يصفق للملك، رغم خسارة فريقهم، ورغم ما قدمه ديل بييرو، إلا أن جمهور ريال مدريد كان يُقدر جيدًا أسطورة إيطاليا، وملك يوفنتوس أليساندرو ديل بييرو.

كان كريستيانو رونالدو كالكابوس للعديد من حراس المرمى، ولم يكن قد واجه جيانلويجي بوفون سوى مرة واحدة فقط مع المنتخب البرتغالي ضد إيطاليا في 2004، حيث لم تجمع أي مباراة بين ريال مدريد ويوفنتوس منذ انضمام الدون حتى تلك اللحظة.

تأتي مواجهة دور المجموعات في 2013، ويفوز ريال مدريد 2-1 في سانتياجو برنابيو، ليسجل رونالدو لأول مرة في شباك جيجي، ثنائية للنادي الملكي.

مباراة الإياب انتهت 2-2 بين الفريقين في ملعب يوفنتوس أرينا “أليانز حاليًا”، وكانت سببًا في عدم تأهل البيانكونيري، بعد الخسارة من جالطة سراي في الجولة الأخيرة. وفي تلك النسخة، توّج ريال مدريد بالبطولة على حساب أتلتيكو مدريد.

في صيف 2014، ترك ريال مدريد ألفارو موراتا إلى يوفنتوس، ليتحوّل اللاعب الشاب لأحد أفضل اللاعبين في موسم البيانكونيري.

تأتي مباريات نصف النهائي، برشلونة يلاقي بايرن ميونخ، وريال مدريد ضد يوفنتوس. حينذاك، ظهرت العديد من المنشورات الساخرة من يوفنتوس، خاصة وأنه كان يلعب أول نهائي له منذ 11 عامًا، بالإضافة إلى قوة الثلاثي الآخر.

ريال مدريد ويوفنتوس، وفي مباراة الذهاب بإيطاليا فاز 2-1، في مباراة لا تُنسى لستيفانو ستورارو، الذي أنقذ هدفًا محققًا من أمام خاميس رودريجيز على خط المرمى.

موراتا سجل ذهابًا، وتأتي مباراة الإياب على ملعب سانتياجو برنابيو، حيث يعرف ألفارو كل مكان في الملعب. أشار لزملائه إلى معالم سانتياجو، وأشار بنفسه إلى يوفنتوس لعبور النهائي.

تقدم كريستيانو رونالدو في مباراة الإياب من ركلة جزاء حصل عليها خاميس رودريجيز، وفي الشوط الثاني، تسديدة من موراتا، يرفض الاحتفال بعدها، ويوفنتوس يصل إلى النهائي، لتتم إقالة أنشيلوتي بعد ذلك.

دخل ريال مدريد نهائي دوري أبطال أوروبا 2017، وهو بطل 2014 و2016، ويُريد أن يثأر من يوفنتوس الذي منعه من لقب 2015 وذهب للغريم برشلونة.

كان يوفنتوس الأفضل دفاعيًا في البطولة، حيث لم تستقبل شباك بوفون أي هدف خلال الأدوار الإقصائية، حتى مباراة نصف النهائي ضد موناكو.

الهدف الذي استقبله بوفون في نصف النهائي، كان بسبب تغيير طريقة اللعب، حيث اعتمد يوفنتوس على رسم 4-2-3-1 الذي منح الفريق توازنًا، لكن أليجري قرر تغييره في الإياب، ثم في النهائي أمام ريال مدريد.

ورغم ذلك، قدم يوفنتوس شوطًا أول رائعًا في نهائي كارديف، وانتهت المباراة بهدف لكل فريق.

ما حدث في غرف خلع الملابس، جعل يوفنتوس يدخل الشوط الثاني فريقًا يفتقد لكل شيء، لا يستطيع التمرير حتى.

تشاجر ليوناردو بونوتشي مع باولو ديبالا بسبب عدم عودته للدفاع، ليتدخل داني ألفيس ويرد على بونوتشي مشيرًا إلى حذائه، الذي لعب به نهائي برلين 2015.

صحيفة “لا ستامبا” حينذاك أكدت الواقعة، وأضافت أن أليجري لم يستطع السيطرة على غرفة الملابس، التي شهدت هجومًا من بونوتشي على صديقه بارزالي، بسبب عدم قدرته على الدفاع ضد مارسيلو.

دخل يوفنتوس الشوط الثاني مستسلمًا، وتلقى 3 أهداف بسهولة، ليفوز ريال مدريد 4-1، ويتوّج باللقب للمرة الثانية على التوالي، ليكون نهائي ريال مدريد ويوفنتوس الثاني يُحسم لصالح الملكي.

في 2018، جمعت مواجهة بين ريال مدريد ويوفنتوس في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا، فاز ريال مدريد 3-0 في الذهاب، ولكن النتيجة لم تكن الأهم.

في الدقيقة 64، سجل كريستيانو رونالدو الهدف الثاني لـ ريال مدريد، وهو أحد أجمل الأهداف في تاريخ دوري الأبطال، بخلفية مزدوجة بارتفاع تجاوز مترين، في مرمى جيانلويجي بوفون.

الهدف نال استحسان بوفون الذي أشار لـ رونالدو بالإشادة، وصفق له جمهور يوفنتوس وقوفًا، قبل أن يعتذر لهم النجم البرتغالي، ثم ينضم لفريقهم بعد عام.

في لقاء الإياب، حقق يوفنتوس ريمونتادا خيالية، من الدقيقة 2 حتى الدقيقة 61، بأداء استثنائي، ولكن في الدقيقة 97، تبخّر الحلم.

ركلة جزاء احتسبها الحكم مايكل أوليفر لصالح لوكاس فاسكيز بعد تدخل بن عطية، لم يصدق أحد قرار الحكم، ليعترض بوفون بشدة، فيُشهر له البطاقة الحمراء.

خرج بوفون مطرودًا، ودخل تشيزني، ولكن رونالدو سدد ركلة الجزاء في زاوية قاتلة، ليحتفل فريقه بالتأهل.

بوفون صرّح لاحقًا بأنه نادم على طريقة اعتراضه، رغم أنه لم يُهِن الحكم، لكنه لا يريد أن يراه الأطفال يعترض بتلك الطريقة.

ويبقى ما بين ريال مدريد ويوفنتوس أكثر من مجرد مباريات وأرقام، إنه تاريخ من الذكريات والأجواء المختلفة، لحظات صنعت أساطير، ومشاهد لا تموت في ذاكرة واحدة من أفضل مباريات كرة القدم الأوروبية الكلاسيكية.

يتجدد الموعد بين ريال مدريد ويوفنتوس في بطولة مختلفة “كأس العالم للأندية 2025“خارج أسوار دوري الأبطال، لكن بنبض تلك الكلاسيكيات التي لا تعترف بالزمن ولا بالبطولات.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

الأكثر شهرة

احدث التعليقات