الثلاثاء, يوليو 22, 2025
الرئيسيةالاخبار العاجلةزخم مصري لحل أزمة «المثلث الحدودي»

زخم مصري لحل أزمة «المثلث الحدودي»

كان لافتاً استقبال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في اليوم نفسه كلاً من قائد «الجيش الوطني» الليبي خليفة حفتر، ورئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني عبد الفتاح البرهان، في لقاءين منفصلين في مدينة «العلمين الجديدة» على ساحل البحر المتوسط.

وأرجع خبراء هذه التحركات المصرية إلى العمل على الحفاظ على الأمن القومي المصري وتحقيق الاستقرار بكل من السودان وليبيا «خصوصاً في منطقة الحدود المشتركة بين الدول الثلاث»، المعروفة باسم «المثلث الحدودي».

واستهل السيسي لقاءاته، صباح الاثنين، بلقاء قائد الجيش الليبي في مدينة العلمين، حيث عبَّر عن «تقدير مصر للدور الوطني الذي يضطلع به الجيش الوطني الليبي في مكافحة الإرهاب، الذي ساهم في القضاء على التنظيمات الإرهابية في شرق ليبيا»، حسب بيان رئاسي مصري.

ووفق البيان، أكد حفتر على «بالغ تقديره للدور المحوري الذي تلعبه مصر في استعادة الأمن والاستقرار في ليبيا»، مشيداً بالجهود المصرية «في دعم ومساندة الشعب الليبي منذ اندلاع الأزمة، في إطار العلاقات التاريخية التي تجمع الشعبين».

وفي مساء اليوم، استقبل السيسي رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني، وبحث الجانبان تطورات الأوضاع في السودان، وسُبل تعزيز التعاون بين البلدين في مختلف المجالات.

وأفاد المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، محمد الشناوي، بأن اللقاء تناول مستجدات الأوضاع الميدانية في السودان، إلى جانب الجهود الإقليمية والدولية المبذولة لاستعادة السلام والاستقرار.

وأوضح المتحدث في بيان أن السيسي جدد خلال اللقاء «تأكيد موقف مصر الثابت والداعم لوحدة السودان وسيادته وأمنه واستقراره»، معرباً عن استعداد بلاده لبذل كل جهد ممكن في هذا السياق.

وعبّر البرهان، حسب بيان صادر عن مجلس السيادة، عن تقديره لمستوى العلاقات السودانية – المصرية، مؤكداً حرصه على توطيد روابط الأخوّة وتعزيز التعاون المشترك، ومشيداً بمواقف مصر «الداعمة للسودان في المحافل الدولية، وبدورها في تقديم المساعدات الإنسانية للشعب السوداني».

كما أشار البيان السوداني إلى أن اللقاء استعرض الجهود المبذولة لإعادة إعمار السودان، ومجمل تطورات المشهد الداخلي، إلى جانب القضايا الإقليمية ذات الصلة بالأمن المائي والأوضاع في القرن الأفريقي.

قد يهمك أيضًا: خبير فلسطيني: إسرائيل تريد إتمام صفقة المفاوضات تحت ضغط إطلاق النار

الخبير الاستراتيجي المصري، اللواء سمير فرج، قال لـ«الشرق الأوسط» إن لقاءي السيسي مع البرهان وحفتر أساسهما بحث سبل تحقيق الاستقرار والأمن في الدولتين، «لأن ما يحدث فيهما يؤثر بشدة على مصر وأمنها القومي».

وأضاف: «بالطبع من بين الأمور التي تسعى مصر لتحقيق الاستقرار فيها الحدود المشتركة مع السودان وليبيا، أو ما يعرف بمنطقة (المثلث الحدودي)، لأن أي اضطراب في تلك المنطقة بالذات ينعكس بشكل سريع ومباشر على مصر ويهدد أمن حدودها؛ ومن ثم فهي حريصة على تحقيق التفاهم مع كل من السلطات الليبية والسودانية من أجل التعاون والزخم المطلوب في تأمين هذه المنطقة الحيوية».

وشهدت الفترة الماضية تبادل الاتهامات بين القوات المسلحة السودانية والجيش الوطني الليبي بشأن ما يتردد عن دعم قوات حفتر لـ«قوات الدعم السريع» بالسودان في تنفيذ هجمات حدودية، مما أثار مخاوف لدى مصر من تصعيد إقليمي قد يهدد استقرار المنطقة.

محادثات بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وقائد «الجيش الوطني» الليبي خليفة حفتر في العلمين الجديدة صباح الاثنين (الرئاسة المصرية)

وتركزت الاتهامات بين قائد الجيش السوداني وقائد الجيش الوطني الليبي على منطقة «المثلث الحدودي»، وهي منطقة استراتيجية تقع عند تقاطع حدود السودان ومصر وليبيا، وتشمل جبل العوينات.

وفي نظر سلطات الدول الثلاث، تُعد هذه المنطقة حساسة بسبب موقعها الجغرافي، ووجود موارد طبيعية محتملة، إضافة إلى كونها ممراً رئيسياً للتهريب و«الهجرة غير المشروعة»، مما يجعلها نقطة صراع إقليمية.

وكيل المخابرات العامة المصرية السابق، اللواء محمد رشاد، أكد في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن تحركات مصر هدفها دائماً «تحقيق الاستقرار والأمن في المنطقة، خصوصاً لدى دول الجوار التي ينعكس أي اضطراب أمني بها على الأمن القومي المصري». ولفت إلى وجود «زخم مصري واهتمام مستمر لحل أزمة (المثلث الحدودي)».

ونوَّه بحرص مصر على تحقيق التعاون والتفاهم مع ليبيا والسودان، وكذلك على «تحقيق التفاهم بينهما لتسهيل مهمتها في ضبط الحدود وتأمينها، وعلى حل أي خلافات بين الدولتين بشأن منطقة (المثلث الحدودي)».

وكانت القوات المسلحة السودانية بقيادة البرهان قد اتهمت، الشهر الماضي، قوات تابعة لحفتر بالتعاون مع «قوات الدعم السريع» السودانية بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) بالهجوم على مواقع حدودية سودانية في منطقة «المثلث الحدودي».

ووصف الجيش السوداني هذا بأنه «اعتداء سافر» يهدف إلى الاستيلاء على المنطقة. لكن الجيش الوطني الليبي نفى تلك الاتهامات نفياً قاطعاً، مؤكداً الالتزام بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- اعلان -

الأكثر شهرة

احدث التعليقات