ما بين أفراح التأهل وحرقة الفقد؛ نجح فريق ريال مدريد الإسباني بالعبور إلى دور نصف نهائي كأس العالم للأندية 2025، بعد فوز مثير على بوروسيا دورتموند بثلاثة أهداف مقابل هدفين.
المواجهة احتضنتها أرضية ملعب “ميتلايف” بمدينة نيويورك، لكن الهدف الأهم جاء من القلب لا من القدم، حين أهدى كيليان مبابي هدفه لروح ديوجو جوتا نجم نادي ليفربول الراحل.
نجح الميرنجي في السيطرة على مجريات اللقاء بقوة منذ البداية لصالحه، وسط تألق لافت بهدفين من جونزالو جارسيا، وفران جارسيا، لكن النهاية حملت دراما لم يكن يتوقعها أحد.
في الدقيقة 92، أشعل ماكسيميليان بيير اللقاء بهدف أول لفريق بوروسيا دورتموند، قبل أن يرد مبابي سريعًا بعد دقيقتين بهدف النادي الملكي الثالث.
هدف لم يحتفل به، بل اكتفى برفع يديه مشكّلًا رقم “20” في الهواء، تكريمًا لقميص جوتا الذي كان يحمل هذا الرقم مع ليفربول، ولقي حتفه قبل أيام في حادث سيارة مروع رفقة أخيه أندريه سيلفا، في إسبانيا.
بشكل عام؛ لم تجمع كيليان مبابي وجوتا صداقة شخصية، ولم يربط بينهما منتخب أو حتى أي فريق، لكن الإنسانية قادرة على اختراق كل الحدود حتى تسكُن في قلوب مرتديها.
قد يهمك أيضًا: ثورة مرتقبة في الهلال- 4 أجانب على أعتاب الرحيل
المأساة التي حدثت، جعلت لاعب باريس سان جيرمان السابق يتأثر بشدة برحيل نجم الريدز، في وقت فيه العالم الكروي كله لا يزال تحت وقع الصدمة.
لقطة كيليان وهو ينظر إلى السماء بصمت، رافعًا يديه دون ابتسامة، كان أبلغ من ألف تصريح، خاصةً وأن صباح السبت شهد مراسم تأبين اللاعب الراحل وشقيقه في البرتغال، لكن العديد من اللاعبين تغيبوا عن الحضور بسبب ارتباطهم بالمونديال.
تصرف كيليان هو رسالة ضمنية بأن كرة القدم، رغم صخبها، تعرف كيف تصمت أمام الموت.
في الثواني الأخيرة، حصل دورتموند على ركلة جزاء، ترجمها سيرهو جيراسي لهدف ثانٍ، لتنتهي المباراة بنتيجة 3-2 لصالح الميرنجي الذي تأهل لنصف النهائي.
بينما يواصل اللوس بلانكوس رحلته في البطولة، كانت روح جوتا تحلّق بعيدًا، لكنها حضرت في قلب أحد أفضل لاعبي العالم.
قد تُنسى تفاصيل المباراة، وقد تتبدّل أسماء المسجلين، لكن ما فعله مبابي سيبقى في الذاكرة؛ لأن بعض الأهداف لا تُحتسب في اللوحة.. بل في القلوب.
