الإثنين, يوليو 21, 2025
spot_img
الرئيسيةالاقتصاد والأعمالسيول تُكثّف مفاوضاتها مع واشنطن لتجنّب الرسوم الجمركية المرتقبة

سيول تُكثّف مفاوضاتها مع واشنطن لتجنّب الرسوم الجمركية المرتقبة

أعلنت كوريا الجنوبية، يوم الثلاثاء، أنها ستكثّف محادثاتها التجارية مع الولايات المتحدة، في محاولة لتفادي الرسوم الجمركية الأميركية الجديدة التي أعلنها الرئيس دونالد ترمب، والتي من المقرر أن تدخل حيّز التنفيذ في الأول من أغسطس (آب). وعدّت سيول أن هذا الموعد يمثّل عملياً تمديداً لفترة السماح، ما يوفّر هامشاً زمنياً إضافياً للتفاوض.

وكان ترمب قد وجّه رسائل إلى كوريا الجنوبية وأكثر من اثني عشر شريكاً تجارياً، أعلن فيها عزمه فرض رسوم جمركية بنسبة 25 في المائة على جميع المنتجات الكورية، مستثنياً السلع المُنتجة داخل الأراضي الأميركية. وقد شكّلت هذه الرسائل اختباراً مبكراً للرئيس الكوري الجنوبي لي جاي ميونغ، الذي تولى منصبه منذ نحو شهر، وسط ضغوط متزايدة لإثبات قدرته على إدارة العلاقات مع واشنطن في ظروف معقدة، وفق «رويترز».

وأفاد مكتب الرئاسة في كوريا الجنوبية بأن وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو أبلغ سيول أن التاريخ الجديد لتطبيق الرسوم، بعد تمديده من 9 يوليو (تموز) إلى 1 أغسطس، يفتح المجال أمام مواصلة الحوار والوصول إلى اتفاق. وأكدت وزارة الصناعة الكورية أن الحكومة ستكثّف المفاوضات خلال هذه الفترة، وأنها تنوي استغلال هذه اللحظة لإصلاح بعض الأنظمة واللوائح المحلية ذات الصلة بالعجز التجاري، وهو أحد أبرز مصادر القلق لدى الإدارة الأميركية.

وقد بلغ الفائض التجاري الكوري الجنوبي مع الولايات المتحدة في عام 2024 نحو 55.6 مليار دولار، بزيادة 25 في المائة عن العام السابق، مدفوعاً بارتفاع صادرات السيارات، حسب بيانات الجمارك الكورية.

وفي رسالته إلى الرئيس الكوري، أشار ترمب إلى أن العلاقة التجارية الثنائية «غير متوازنة»، داعياً إلى فتح الأسواق الكورية المغلقة ومعالجة الحواجز الجمركية وغير الجمركية. وفي حين تمنح اتفاقية التجارة الحرة بين البلدَيْن، المُبرمة عام 2007 والمعدّلة عام 2018، المنتجات الكورية إعفاءات جمركية واسعة، يرى البيت الأبيض أن الإجراءات غير الجمركية لا تزال تعرقل التبادل العادل.

وفي تطور ميداني، التقى كبير المبعوثين التجاريين لكوريا الجنوبية، يو هان كو، وزير التجارة الأميركي هوارد لوتنيك، لمواصلة الحوار حول البنود الخلافية. وأكد يو خلال الاجتماع أن أي اتفاق محتمل يجب أن يتضمّن إعفاءات أو تخفيضات في الرسوم على السيارات والصلب، لافتاً إلى أن هذه الخطوة ضرورية لكي تتمكن كوريا الجنوبية من لعب دور فعّال في دعم التصنيع الأميركي.

نوصي بقراءة: الاتحاد الأوروبي لتخزين المعادن النادرة لمواجهة أي اضطرابات في الإمدادات

من جهته، رأى مسؤول تجاري كوري كبير أن الولايات المتحدة منفتحة على تقديم إعفاءات قطاعية إذا عرضت سيول خطة واضحة لمعالجة العجز التجاري. وعلى الصعيد الداخلي، قال المحلل السياسي، بارك سانغ بيونغ، إن الكوريين الجنوبيين يتوقعون من الرئيس لي أن يتفاوض بثقة وحزم، دون أن يُظهر أي ضعف مقارنة بدول مثل اليابان أو الصين. وعلّق قائلاً: «الرسالة الشعبية واضحة: تفاوض بقوة، ولكن لا تظهر بموقف الطرف الأضعف».

وبينما أسهمت حالة الترقب في تهدئة المخاوف، قالت الخبيرة الاقتصادية كاثلين أوه من «مورغان ستانلي»، إن وضوح نيات ترمب بشأن التعاون الصناعي وتعديل الحواجز غير الجمركية قد يمنح كوريا الجنوبية فرصة واقعية للتوصل إلى اتفاق متوازن.

وانعكس هذا المناخ التفاؤلي مباشرة على الأسواق المالية؛ فقد أغلق مؤشر «كوسبي» القياسي على ارتفاع بنسبة 1.81 في المائة، وهي أقوى مكاسبه اليومية منذ 24 يونيو (حزيران)، معزَّزاً بآمال التوصل إلى اتفاق قبل المهلة النهائية.

ومع ذلك، كانت تحركات الأسهم متباينة؛ إذ انخفضت أسهم «سامسونغ للإلكترونيات» بنسبة 0.5 في المائة بعد توقعات بأرباح ضعيفة في الربع الثاني، بسبب تراجع مبيعات رقائق الذكاء الاصطناعي، في حين ارتفعت أسهم منافستها «إس كيه هاينكس» بنسبة 4.06 في المائة. كما تراجعت أسهم «إل جي إنرجي سوليوشن» بنسبة 2.54 في المائة، متأثرة بالخسائر التي تكبّدتها «تسلا» في الجلسة السابقة. أما أسهم شركتي «هيونداي» و«كيا»، فقد أنهت الجلسة على ارتفاع، مستفيدة من تصريح وزير التجارة حول إعفاءات السيارات المحتملة. في المقابل، تراجعت أسهم «بوسكو» لصناعة الصلب بنسبة 0.8 في المائة.

وسجّل المستثمرون الأجانب صافي مبيعات بقيمة 251.6 مليار وون (نحو 184 مليون دولار)، في حين ارتفع سعر صرف الوون الكوري بنسبة 0.67 في المائة إلى 1367.9 وون للدولار. وفي سوق السندات، انخفض عائد السندات الحكومية لأجل 3 سنوات بمقدار 0.6 نقطة أساس إلى 2.477 في المائة، في حين ارتفع العائد على السندات لأجل 10 سنوات نقطة واحدة إلى 2.850 في المائة.

ومع اقتراب الأول من أغسطس، يبقى الرهان على مدى قدرة سيول وواشنطن على تجنّب تصعيدٍ قد يخلط أوراق الأسواق ويهدد توازن العلاقات التجارية بين البلدين.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

الأكثر شهرة

احدث التعليقات