MY MOM JAYNE★★★
إخراج: ماريشكا هارغيتي
الولايات المتحدة | تسجيلي/سيرة حياة
عروض 2025: منصّة HBO
تتقاطع مهنة جين مانسفيلد ومسيرة مارلين مونرو في أكثر من نقطة، لعل أبرزها أنهما كانتا أسيرتين للنمط الذي فُرض عليهما. فلم يُتح لهما – إلا نادراً – أن يُعتمَد على موهبتهما التمثيلية الكامنة، أو أن تتحررا من الصندوق الضيق الذي حُصرتا فيه بوصفهما ممثلتين شقراوين تُقدَّمان في صورة الإغراء والإثارة.
حسب فيلم ابنة مانسفيلد، ماريشكا هارغيتي «أمّي جَين»، شعرت مانسفيلد بحزن شديد عندما سمعت بوفاة مونرو في عام 1962. كانت تحترمها، والأرجح أن منبع الاحترام كان إدراك جَين (التي ماتت بحادث سيارة سنة 1967 عن 34 سنة) أن مارلين تعرّضت للمعاملة الهوليوودية والإعلامية نفسها التي مرّت هي بها. كل ما كان مطلوباً منهما هو إبراز مفاتنهما وتمثيل الدور نفسه – إلى حد بعيد – في أفلام صُنعت لإثارة مخيّلات الرجال.
فيلم هارغيتي (61 سنة) التسجيلي صادق في بحث الابنة عن أمها التي لم تعرفها. كانت في الثالثة من عمرها عندما وقعت الحادثة: سيارة فيها 4 أشخاص و3 أطفال (أصغرهم ماريشكا) اصطدمت بمؤخرة «تراكتور». الأطفال نجوا، لكنهم حملوا من حينها مشاعر مختلفة ممزوجة بألم عميق.
هناك مقطع من هذا الفيلم تقابل فيه المخرجة شقيقيها، وأحدهما بدأ المقابلة طالباً التوقف لمنع نفسه من البكاء. ماريشكا نفسها تؤدي غرضين معاً في هذا الفيلم: الأول صِدق البحث عن أسرار حياة والدتها، والثاني الإفضاء بمشاعرها حيال أم لم تتح لها معرفتها.
إلى جانب ذلك، هناك الرغبة في معرفة السبب الذي من أجله لم تنجح محاولات الأم في خوض أدوار جادّة. في مشهد من الفيلم تشكو من أن المقابلات الصحافية كانت تسألها دوماً عن مقاييس صدرها ووسطها: «أريد أن يتوقف الإعلام عن (تداول) هذه الصورة وأن يُتاح لي إبراز قدرتي العقلية».
هناك كثير مما يكشفه هذا الفيلم المتمتّع بحقيقة أن الراوي هنا هي ابنة الممثلة الراحلة. لكن الاكتشافات التي يوفّرها الفيلم لا تخص حياة الأم وحدها، بل حياة ابنتها كما تفصح نهاية الفيلم.
هذا فيلم مثير عن نجمة راحلة (منسية اليوم)، وصحافة صفراء تعيش على الفضائح لتلبية رغبة جمهور منساق. وهو أيضاً عن عاصمة السينما التي تسمح للبعض بتحقيق الحلم الأميركي إنما فوق بساط يمكن سحبه إذا ما حاول الحالم التمرد على النمط والتنميط.
تصفح أيضًا: طلال حيدر… شاعر النقاء الرعوي والاستعارات المدهشة
أسلوب سرد المخرجة لفيلمها كلاسيكي وبسيط وجيد، ينتقل بين الخاص والعام، وبين الزمن الحاضر والماضي بيسر.
2 NOBODY ★★
إخراج: تيمو جاهنتو
الولايات المتحدة | أكشن
عروض 2025: تجارية
يسير «لا أحد 2» على الدرب نفسه الذي رصفه الفيلم السابق. هو فكرة أكثر منه حكاية عن ذلك الرجل المتزوّج الذي لديه عائلة سعيدة، لكن عندما تُتاح له الفرصة غير المتوقعة للذود عنها أو عن نفسه سينقلب إلى محترف قتال لا يُجارى.
«لا أحد 2» (يونيڤرسال)
في السنوات التي تبعت ظهور ستيفن سيغال في بطولة (Under Siege «تحت الحصار»، 1992)، تكاثرت هذه الأفلام التي تحمل هذه الثيمة: الرجل العادي الذي يخفي أنه غير عادي بالمرة. اسأل جيسون ستاثام عنها، فهو يؤديها بمعدل فيلم كل سنة حالياً.
الحكاية في «لا أحد 2» تختلف بعض الشيء، لأن هاتش (بوب أودنكيرك) يقرّر أن عليه تمضية عطلة مع عائلته. الجميع في سعادة، لولا أن بعض الأشرار يعترضونه وعائلته، فينالون بسبب ذلك عقاباً موجعاً. وهناك متاعب أخرى لاحقة، لأن هناك من سيرسل إليه بعض العتاة لقتله. وهناك كذلك شريف بلدة فاسد (كولين هانكس) ورئيسة عصابة (شارون ستون) يريدونه لأسباب غير مفاجئة.
يبدأ الفيلم مثيراً إلى حدٍ كافٍ وواعداً بأن يوفّر جديداً على تلك الثيمة، لكن هذا الأمل يتلاشى بعد فترة وجيزة، ليبقى القتال وفك الرقاب وكسر العظام هو السائد.
★ ضعيف | ★★: وسط| ★★★: جيد | ★★★★ جيد جداً | ★★★★★: ممتاز