الثلاثاء, أغسطس 26, 2025
الرئيسيةالثقافة والتاريخشاشة الناقد: رحلتان في تاريخ برتغالي وحاضر كندي

شاشة الناقد: رحلتان في تاريخ برتغالي وحاضر كندي

ماغيلَن ★★★ إخراج: لاف دياز

الفلبين، إسبانيا | تاريخي

عروض 2025: مهرجان «ميونيخ»

ما يجعل أفلام المخرج أندريه تاركوفسكي التأمّلية، مثل «أندريه روبلوف» و«المقتفي» و«المرآة»، رائعة وبديعة، هو أنّ هذا الروسي لا يكتفي بالتأمُّل البطيء للحياة المعروضة، بل يعتمد على ممثّليه في ترجمة هذا التأمُّل إلى إحساس بالإنسانية، فلا يشعر المُشاهد بالملل أو يتوقّف عن استقبال رسائل الفيلم. المخرج الفلبيني لاف دياز من بين السينمائيين الذين يثابرون على تقديم أفلام تأمّلية، وفيلمه الجديد «ماغيلَن» هو أحدثها.

رغم جمالياته وأهمية ما يطرحه، تبقى الشخصيات بعيدة، والممثلون منزوين في العتمة وبعيداً عن الكاميرا، إذ تصعب قراءة تعابير وجوههم. في أفلامه، الكاميرا غير معنية بالتقاط ردود أفعالهم، ولا يطلب المخرج منهم أكثر من الحركة التي يصوّرها من ذلك البعد.

مع ذلك، يُعد «ماغيلَن» أسهل أفلام دياز بالمقارنة مع أعماله السابقة، ومنها «تهويدة للأسف»، و«من حيث ما قبل»، و«كسرة»؛ وهو أيضاً أقصرها زمنياً. فبدلاً من تمضية أكثر من 4 أو 5 ساعات في متاهات التحديق، يروي المخرج حكايته في 160 دقيقة. إضافة إلى ذلك، يُعدّ من أجمل أفلامه على هيئة مَشاهد منفصلة تصميماً وتنفيذاً.

يحكي الفيلم عن الرحالة «فرناندو ماغيلَن» (يؤدّيه عن بُعد الممثل المكسيكي غايل غارسيا برنال)، البحّار والمستكشف البرتغالي الذي اكتشف جُزراً وأراضيَ استوائية في العقدين الأولين من القرن السادس عشر. تنطلق الأحداث من عام 1511 وتنتهي في عام 1521، أيّ السنوات العشر الأخيرة من حياته، التي نقضي معظمها على سفينته، في رحلة للوصول إلى الساحل الآسيوي عبر مسار مختلف. على ظهر السفينة، نتابع قبطاناً قاسياً في المعاملة، يُعاقب بحّارته بالموت حين يفقد ثقته بهم.

ورغم أنّ الفيلم يسرد أغلب تفاصيل الرحلة قبيل الوصول إلى مقاطعة سيبو الفلبينية، فإنّ ما يحدث لاحقاً في تلك المنطقة الاستوائية هو الأكثر أهمية: مع وصول «ماغيلَن» ورجاله المسلحين، يدعو السكان لاعتناق المسيحية وينجح في ذلك، باستثناء قبيلة تُواجه قوته العسكرية الصغيرة وتقتله مع معظم جنوده.

هذا فيلم عن الحقبة الاستعمارية التي دمجت الحملة العسكرية بالدعوة الدينية؛ غاية مزدوجة، أحد وجهيها الدعوة للإيمان، والآخر الاحتلال. لكن دياز لا يتوقف عند رسم خطوط نقدية واضحة، بل يحتفظ بمسافة من الأحداث. في يد مخرج آخر، كان يمكن أن تبرز روح المغامرة إلى جانب الرسالة، لكن دياز غير معنيّ بالمعارك بقدر اهتمامه بالقفز إلى نتائجها. فيلمه جميل بصرياً ومهم في اختيار موضوعه، ومثير للإعجاب بمناظره أكثر من أسلوب معالجته.

قد يهمك أيضًا: طالب الرفاعي يستحضر روائياً سيرة الفنان عوض دوخي

رجل متخيَّل★★ إخراج: بريان كاسيدي وميلاني شاتزكي

كندا | تسجيلي

عروض 2025: تظاهرة

«أسبوع النقاد» (مونتريال)

يبدأ الفيلم بصوت أبواق حافلات ضخمة تشقّ طريقها بمحاذاة رصيف وسط شارع مزدحم. على إحدى النواصي يقف رجل في الستينات اسمه «لويد»، حاملاً ما يأمل أن يبيعه.

«رجل متخيَّل» (مونك برودكشنز)

صوت الأبواق مقصود لإحداث صدمة في تكوين المشهد وتقديم «لويد». لاحقاً، نراه بلا ضجيج وهو يحاول بيع آلة كهربائية لصنع القهوة مقابل 5 دولارات، متوجّهاً إلى السيارات الواقفة عند إشارة السير. نُتابعه في مَشاهد مُشابهة، لكن معظم الفيلم يتمثّل في مقابلة طويلة معه، وهو رجل بلا مأوى، ليس متسوّلاً ولا مُستعطياً بالمعنى التقليدي، بل شخصية لفتت انتباه المخرجَيْن اللذين قرّرا تقديمها في فيلم، انطلاقاً من قناعتهما بأنها تستحق ذلك.

الموضوع الوحيد الذي يشدّ الانتباه هو حديث «لويد» عن اختفاء والديه في طفولته، ومحاولته تجميع شتات ذكرياته عنهما، مؤكداً أنه لم يكن سعيداً بهما. ينتاب المشاهد شعور بأنه ربما كان سبباً في موتهما، لكن الفيلم لا يملك ما يثبت ذلك أو حتى يناقشه بعمق، مكتفياً بتلك العبارات المُبعثرة.

★ ضعيف | ★★: وسط| ★★★: جيد | ★★★★ جيد جداً | ★★★★★: ممتاز

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- اعلان -

الأكثر شهرة

احدث التعليقات