الإثنين, يوليو 21, 2025
spot_img
الرئيسيةالثقافة والتاريخشاشة الناقد: فيلمان من مهرجانين

شاشة الناقد: فيلمان من مهرجانين

THE NEW YEAR THAT NEVER CAME

★★★

* إخراج: بوغدان موريسانو

*‫ رومانيا | دراما سياسية عن الحقبة الشيوعية

* عروض 2025: مهرجان «سياتل» (الولايات المتحدة)

في 25 ديسمبر (كانون الأول) سنة 1989، نُفِّذ حكم الإعدام في رئيس جمهورية رومانيا نيكولاي تشاوشيسكو، وبذلك لم تنتهِ فترة حكمه فقط، بل انتهت أيضاً الحقبة الشيوعية في البلاد.

«العام الجديد الذي لم يأتِ»، إبحار في الأيام القليلة التي سبقت نهاية تشاوشيسكو، تعكس وضع الثورة المضادة في فترة مشحونة، وسعي الاستخبارات العسكرية والأمنية لإحباطها.

بطلة الفيلم اسمها فلورينا (تؤدي دورها جيداً نيكوليتا هانسو)، وهي ممثلة مسرحية اضطرت إلى المشاركة في سهرة تلفزيونية صُوّرت بمناسبة العيد المقبل بسبب موقفها من النظام. قبل أيام قليلة من موعد البث، اكتشف منتجو البرنامج أن الممثلة غير مرغوب فيها لأسباب سياسية، مما استدعى البحث عن بديل سريع.

في الوقت نفسه، يُجري الأمن تحقيقاً في نشاط مجموعة من الطلاب قدّموا عرضاً مسرحياً ساخراً. ويهتمّ المحققون بمعرفة ما الذي يُحضّره هؤلاء الطلاب، فيزرعون جاسوساً بينهم.

ينتقل الفيلم بين هذه الشخصيات بسلاسة، لكن تأمين إيقاع جيّد ليس من نقاط قوة المخرج. ففي ساعتين و45 دقيقة من العرض، نجد مشاهد كان يمكن إيجازها، وأخرى يمكن حذفها من دون أن يُضعِف ذلك الفيلم، لا من حيث السياق ولا من حيث الرسالة.

يعتمد المخرج أسلوباً واقعياً في المعالجة، وفي الأداء التمثيلي، وفي التصوير الذي يُذكّر هذا الناقد بأسلوب الأفلام الرومانية والبولندية وغيرها من سينما شرق أوروبا، التي شاهدها قبل التغييرات السياسية الكبرى وبعدها، حيث تتشكّل المشاهد بأقل قدر ممكن من عناصر الترفيه أو البذخ.

اقرأ ايضا: السينما الفلسطينية الجديدة تخترق جدران الصمت

DEATH DOES NOT EXIST

★★

* إخراج: فيليكس دوفور-لابريير

*‫ كندا/ فرنسا | رسوم تطمح لطرح سياسي.

* عروض 2025: مهرجان أنِسي (فرنسا).

العلاقة ضعيفة بين عنوان الفيلم، «لا وجود للموت»، وبين الحكاية التي يسردها. ربما لو عمدنا إلى مدّ خيط بين ما يحدث أمامنا وبين بعض الأبعاد المفترضة، نستطيع أن نستخلص أن المعنى وجداني، ولو أن الفيلم لا يتعاطى الأفكار ولا الوجدانيات، بل يسرد حكاية حول رغبة خلية إرهابية يسارية أجنبية في تغيير العالم للتخلص من اليمين والأثرياء، وتحقيق عدالة لا وجود لها (في الواقع) إلا في التمنيات.

«لا وجود للموت» (إمبوسكاد فيلمز)

لا يتعاطى الفيلم مع التمنيات. يُمهّد حكايته بمشهد هجوم تقوم به تلك العصبة من الشبّان والشابات على قصر تحميه عناصر أمنية خاصّة، وكيف تقرر امرأة في هذه المجموعة أن تترك العمل الإرهابي بسبب ضحاياه. من بدايته، يتحوّل الفيلم إلى منشور لموضوع ماثل في البال لم يُترجم صحيحاً على الورق أو على الشاشة.

رسوم هذا الفيلم تتحرك بلا سلاسة أو ليونة. الألوان باهتة هنا، ومفتقرة إلى التنوع هناك. استخدام «كلوز أبس» للوجوه لا جدوى منه في غالب الأحيان، إذ يبدو اعتراضاً على السياق ولا يستدعي تمييز المتحدّث.

أكثر من ذلك، لم أرَ داعياً لتلوين الوجوه بألوان الطبيعة (تصبح خضراء إذا ما كانت بالقرب من الشجر مثلاً).

يعاني الفيلم كذلك من إبهام في دوافعه. حتى لو اعتبرناه فيلماً ذا رسالة ثورية، فإنه يصعب التوقف عند رأي واضح في ذهن مخرجه أو رغبة محدّدة لديه، ما لم تُذكر دوافع معيّنة تُترجم فنياً. يحاول الفيلم استخدام الحوار كوسيلة مباشرة للتعريف. وكذلك، فإن من يُفترض أن يكونوا أعداء يظهرون بهذه الصفة فقط، من دون مبررات واضحة، سوى أنهم أثرياء.

★ ضعيف | ★★: وسط| ★★★: جيد | ★★★★ جيد جداً | ★★★★★: ممتاز

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

الأكثر شهرة

احدث التعليقات