الخميس, أغسطس 14, 2025
الرئيسيةالاقتصاد والأعمالعدم اليقين يحاصر نشاط المصانع في آسيا

عدم اليقين يحاصر نشاط المصانع في آسيا

أظهرت مسوحات القطاع الخاص، يوم الجمعة، تدهور نشاط المصانع في آسيا، في يوليو (تموز)، حيث أثَّر ضعف الطلب العالمي واستمرار حالة عدم اليقين بشأن الرسوم الجمركية الأميركية على معنويات الشركات، مما ألقى بظلاله على توقعات التعافي الهش في المنطقة.

وأُجريت المسوحات قبل إبرام اليابان وكوريا الجنوبية اتفاقيات تجارية مع واشنطن، مما يُعطي بعض الأمل في أن انحسار حالة عدم اليقين قد يدعم نشاط التصنيع في الأشهر المقبلة، وفقاً لبعض المحللين. وأظهرت مسوحات يوليو انكماش نشاط المصانع في اليابان وكوريا الجنوبية، وهما قوتان تصديريتان كبيرتان، مما يُبرز التحدي الذي تواجهه آسيا في ظل تهديد سياسات الرئيس الأميركي دونالد ترمب لنظام التجارة الحرة العالمي الذي اعتمدت عليه المنطقة للنمو.

كما تدهور نشاط المصانع في الصين في يوليو، حيث دفع تراجع نمو الأعمال الشركات المصنعة إلى تقليص إنتاجها، مما يُنذر بالسوء لاقتصاد المنطقة. وانخفض مؤشر مديري المشتريات التصنيعي العام الصيني التابع لشركة «ستاندرد آند بورز غلوبال» إلى 49.5 نقطة في يوليو من 50.4 في يونيو (حزيران)، مُخالفاً توقعات المحللين البالغة 50.4 نقطة في استطلاع أجرته «رويترز»، مُنخفضاً إلى ما دون مستوى 50 نقطة الذي يفصل النمو عن الانكماش.

تأتي هذه القراءة بعد يوم من استطلاع رسمي أظهر انكماش نشاط التصنيع في الصين للشهر الرابع على التوالي في يوليو، مما يُشير إلى أن طفرة الصادرات التي سبقت زيادة الرسوم الجمركية الأميركية قد بدأت في التلاشي، بينما ظل الطلب المحلي بطيئاً.

وقال زيتشون هوانغ، الخبير الاقتصادي في «كابيتال إيكونوميكس»، إن المسح «يُقدم دليلاً إضافياً على أن الاقتصاد الصيني فقد بعض الزخم، الشهر الماضي، ويعود ذلك إلى حد كبير إلى الضعف المحلي». كما انخفض مؤشر مديري المشتريات الصناعي التابع لشركة «ستاندرد آند بورز غلوبال» في اليابان إلى 48.9 نقطة في يوليو، من 50.1 نقطة في يونيو، في إشارة إلى أن الرسوم الجمركية الأميركية أضرت برابع أكبر اقتصاد في العالم.

وجُمعت معظم بيانات المسح قبل الإعلان عن اتفاقية التجارة بين اليابان والولايات المتحدة الشهر الماضي، التي تُخفض الرسوم الجمركية المفروضة على اليابان إلى 15 في المائة من 25 في المائة التي كانت معلنة سابقاً.

اقرأ ايضا: رغم دعم بايدن وحماية ترمب… المصنّعون الأميركيون عالقون في الركود

ومع دخول اتفاقية التجارة مع واشنطن حيز التنفيذ، قالت أنابيل فيديس، المديرة المساعدة للاقتصاد في شركة «ستاندرد آند بورز غلوبال ماركت إنتليجنس»، التي تُجري المسح: «من المهم معرفة ما إذا كان هذا سيُترجم إلى ثقة أكبر للعملاء وتحسن في المبيعات في الأشهر المقبلة».

كما شهدت كوريا الجنوبية انكماشاً في نشاط المصانع، في يوليو، للشهر السادس على التوالي، حيث انخفض مؤشر مديري المشتريات العالمي التابع لشركة «ستاندرد آند بورز» إلى 48.0 نقطة في يوليو، من 48.7 نقطة في يونيو.

وقال أسامة بهاتي، الخبير الاقتصادي في «ستاندرد آند بورز غلوبال ماركت إنتليجنس»: «انخفضت أحجام الإنتاج والطلبات الجديدة بمعدل أسرع من شهر يونيو، مع وجود أدلة غير مؤكدة تشير إلى أن ضعف الاقتصاد المحلي قد تفاقم بسبب آثار سياسة التعريفات الجمركية الأميركية».

وأُجري الاستطلاع في الفترة من 10 إلى 23 يوليو، قبل أن تتوصل كوريا الجنوبية يوم الأربعاء إلى اتفاق تجاري مع الولايات المتحدة يقضي بخفض التعريفات الجمركية إلى 15 في المائة من 25 في المائة التي كانت معلنة سابقاً.

وكانت الهند استثناءً، حيث شهدت نمو نشاط التصنيع بأسرع وتيرة في 16 شهراً في يوليو بفضل الطلب القوي، وفقاً لمؤشر مديري المشتريات. لكن ثقة الشركات الهندية تراجعت إلى أدنى مستوى لها في ثلاث سنوات، وسط ضغوط تنافسية ومخاوف من التضخُّم، مع عدم إحراز تقدُّم في إبرام اتفاقية تجارية مع الولايات المتحدة، مما زاد من قتامة الوضع.

كما أظهرت مؤشرات مديري المشتريات أن نشاط المصانع في يوليو توسع في الفلبين وفيتنام، لكنه انكمش في تايوان وإندونيسيا وماليزيا.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- اعلان -

الأكثر شهرة

احدث التعليقات