نفّذ الجيش اللبناني، صباح الأربعاء، عملية أمنية دقيقة في حي الشراونة غرب مدينة بعلبك بشرق لبنان، أسفرت عن مقتل المطلوب الأخطر في ملفات المخدرات والسلاح، علي منذر زعيتر، المعروف بلقب «أبو سلّة»، وذلك باستهدافه جواً عبر مسيرة تابعة للجيش.
العملية التي شارك فيها سلاح الجو والطائرات المسيّرة وطالت حد أبرز معاقل الفلتان الأمني في البقاع جاءت بمثابة أول اختبار ميداني للقرار السياسي الذي أعلنه مجلس الوزراء، وسط تحديات أمنية بالغة التعقيد في مناطق تخضع لسطوة مسلحة وعشائرية مزمنة.
واستهدفت مسيّرة تابعة للجيش اللبناني المطلوب زعيتر وقتلته خلال اشتباك دار في حي الشراونة، حسبما أفادت وسائل إعلام محلية، ومصادر محلية في البقاع. وليست هذه المرة الأولى التي يستخدم فيها الجيش المسيّرات ضد المطلوبين في البقاع. ففي 24 يوليو (تموز) الماضي، تم رصد سيارة رباعية الدفع تقل مطلوبين، أطلقت المسيّرة قذيفة لتحييدها، ما أدى إلى شلّ حركتها وتوقيف من بداخلها. وتردّدت معلومات حينها أن «أبو سلّة» كان أحد راكبيها، لكنه نجا من الاستهداف.
تصفح أيضًا: السودان: مواطنون يأكلون أعلاف الحيوانات للبقاء على قيد الحياة في الفاشر
العملية الأمنية الحسّاسة شاركت فيها وحدات برية من الجيش مدعومة بغارات دقيقة من طائرات مسيّرة. وأفادت مصادر لـ«الشرق الأوسط» بأن العملية استندت إلى معلومات استخبارية، ورصد ميداني استمر لأيام، بهدف تصفية أو توقيف رؤوس الشبكات الناشطة في تصنيع وتجارة المخدرات. وشهدت الشراونة اشتباكات مسلّحة عنيفة بين الجيش ومجموعات مسلّحة محلية، ما أدى إلى مقتل زعيتر، ومرافق له.
ويُعد «أبو سلّة» أحد أخطر المطلوبين للقضاء، وهو متورط في مئات الملفات أبرزها تصنيع الكبتاغون، وإطلاق النار على الجيش، والاتجار الواسع بالمخدرات، كما يُتهم زعيتر بإطلاق النار على دورية للجيش عام 2022، ما أدى إلى مقتل الرقيب زين شمص.
وعُرف بلقبه نسبةً إلى أسلوبه في توزيع المخدرات عبر «سلّة» كان يُلقيها من شرفة منزله في حي زعيتر في الفنار في المتن شرق بيروت، قبل أن يتحصن في الشراونة، المنطقة التي يُعدّ اختراقها أمنياً من المهمات المعقدة.