في اليوم الـ 655 من حرب الإبادة المستمرة على قطاع غزة، تواصل قوات كيان الاحتلال استهداف المدنيين المجوّعين والنازحين، مما أسفر عن استشهاد 78 فلسطينياً على الأقل منذ فجر اليوم الثلاثاء، سواء بنيران القصف المباشر أو نتيجة لمضاعفات المجاعة التي تفتك بالقطاع.
أفادت مصادر في مستشفيات غزة بأن 63 فلسطينياً استشهدوا في غارات وقصف مدفعي لجيش الاحتلال منذ فجر اليوم، من بينهم 26 شهيداً سقطوا في مجزرة استهدفت تجمعاً للمواطنين كانوا ينتظرون الحصول على المساعدات.
وبالتوازي مع القتل بالقصف، يستمر الموت جوعاً. حيث أعلنت وزارة الصحة في غزة عن تسجيل 15 حالة وفاة جديدة بسبب المجاعة خلال الـ 24 ساعة الماضية، بينهم 4 أطفال، مما يرفع العدد الإجمالي لضحايا سوء التغذية والجوع إلى 101 شهيد، بينهم 80 طفلاً.
وتأتي هذه الأرقام المروعة وسط شهادات مؤلمة من الداخل، حيث نقلت طبيبة أجنبية من مستشفى ناصر شهادتها بأنها لم ترَ قط مثل هذا الوضع الغذائي السيئ، مؤكدة أن حتى موظفي المستشفى لا يجدون ما يأكلونه لفترات طويلة.
اقرأ ايضا: الاحتلال يُصدر قرارا بحظر ارتداء اللثام في الضفة الغربية
وفي إحاطة أمام مجلس الأمن، وصف الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الوضع في غزة بكلمات قاسية، قائلاً: “نشهد رعباً في غزة والمجاعة تطرق كل الأبواب بالقطاع. ما نراه هو رعب بمستويات من الموت والدمار لا مثيل لها”.
وفي موقف أوروبي متقدم، حمّل وزير الخارجية الإسباني، خوسيه مانويل ألباريس، كيان الاحتلال المسؤولية الكاملة عن الكارثة الإ-نسانية. وقال في مقابلة مع قناة الجزيرة: “كيان الاحتلال هو من يحول دون دخول المساعدات إلى غزة وهذا أمر مخز”.
واعتبر ألباريس أن العمليات العسكرية لكيان الاحتلال “لا معنى لها ولا هدف لها سوى تهجير المدنيين”. وكشف أن بلاده اتخذت إجراءات ملموسة رداً على ذلك، قائلاً: “فرضنا حظراً للسلاح على كيان الاحتلال ولا نسمح للسفن المتجهة إليه بالرسو في موانئنا”.
ودعا الوزير الإسباني إلى وقف فوري للحرب، مؤكداً أن هذا هو “الوقت المناسب لتطبيق حل الدولتين”.