الإثنين, أغسطس 25, 2025
الرئيسيةالوطن العربيالسعودية«غوغل» تطرح التطور الأكبر في تاريخ البحث لديها عبر الذكاء الاصطناعي

«غوغل» تطرح التطور الأكبر في تاريخ البحث لديها عبر الذكاء الاصطناعي

تبدأ «غوغل» اليوم بطرح تجربتها الأقوى حتى الآن في البحث، والمعروفة باسم «AI Mode»، لمستخدميها في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وستظهر هذه الميزة تدريجياً باللغة الإنجليزية خلال الأيام المقبلة، على الحواسيب والهواتف، سواء عبر صفحة نتائج البحث أو من خلال تطبيق «غوغل» على أنظمة «أندرويد» (Android) و «آي أو إس» (iOS).

وتصف الشركة هذه الخطوة بأنها التطور الأكبر في تاريخ البحث لديها، حيث يجمع الوضع الجديد بين قدرات متقدمة في الاستنتاج، وإمكانية التعامل مع عدة وسائط، وأدوات للتعمّق أكثر في طرح الأسئلة والوصول إلى روابط أكثر فائدة. وعلى الرغم من أن الإطلاق يبدأ باللغة الإنجليزية، تؤكد «غوغل» أن لغات إضافية ستُتاح قريباً.

يستند «AI Mode» إلى أحدث نموذج لدى «غوغل» (Gemini 2.5) الذي جرى تخصيصه للبحث. هذه التقنية تتيح للمستخدمين طرح أسئلة دقيقة ومركبة، كانت في السابق تتطلب عمليات بحث متكررة ومجزأة.

وتشير بيانات «غوغل» إلى أن المستخدمين الأوائل يميلون إلى كتابة استفسارات أطول بمرتين أو ثلاث مرات من الاستعلامات التقليدية، مما يعكس اعتمادهم على هذا الوضع للمهام الاستكشافية الأكثر تعقيداً.

فمن مقارنة المنتجات، إلى إعداد برنامج رحلة مفصّل، أو حتى فهم إرشادات معقدة، بات بالإمكان إنجاز ذلك من خلال طلب واحد.

على سبيل المثال، يمكن للمستخدم أن يسأل: «أود معرفة المزيد عن عجائب الدنيا السبع الجديدة. ما أهميتها وأين تقع كل واحدة منها؟».

خلف الكواليس، تعتمد «غوغل» تقنية «توسيع الاستعلام»، حيث يُقسَّم السؤال إلى موضوعات فرعية، ويُطلق عدد كبير من عمليات البحث في آن واحد نيابةً عن المستخدم. النتيجة: استكشاف أعمق لمحتوى الويب، يكشف صفحات ومواد أكثر دقة وملاءمة.

قد يهمك أيضًا: «السيادي السعودي» يحقق نمواً بـ19 % في أصوله المُدارة إلى 913 مليار دولار

تعزز الميزة من اكتشاف محتوى الويب عبر ملخصات مدعومة بالذكاء الاصطناعي وروابط مفيدة تدعم الناشرين والمستخدمين معاً (غيتي)

من أبرز خصائص «AI Mode» أنه متعدد الوسائط بطبيعته، فلا يقتصر على النص المكتوب. يمكن للمستخدمين التفاعل عبر الصوت أو الصور، أو حتى باستخدام الكاميرا مباشرة. بلمسة واحدة على أيقونة الميكروفون، يمكن طرح السؤال صوتياً. كما يمكن رفع صورة أو التقاطها فوراً وطلب إجابة. بهذه الطريقة، تصبح عملية البحث أكثر مرونة وانسجاماً مع طبيعة المستخدمين واحتياجاتهم اليومية.

تؤكد «غوغل» أن هدف الوضعية الجديدة ليس حصر المستخدم داخل بيئة مغلقة، بل توسيع نطاق اكتشافه للويب.

وقد أثبتت التجربة السابقة مع ميزة «AI Overviews» التي أُطلقت في المنطقة في مايو (أيار) الماضي، أن الملخصات المدعومة بالذكاء الاصطناعي شجعت المستخدمين على زيارة عدد أكبر من المواقع الإلكترونية. والأهم أن هذه الزيارات كانت ذات جودة أعلى، إذ أظهرت بيانات «غوغل» أن المستخدمين قضوا وقتاً أطول في تصفح الصفحات التي وصلوا إليها عبر هذه الملخصات. وبالمنهجية نفسها، يقدّم «AI Mode» إجابات مختصرة غنية بالمعلومات، لكنها دائماً ترافقها روابط لمصادر ومواقع إلكترونية، مما يعزز من قيمة المحتوى المتاح على الإنترنت ويدعم الناشرين والشركات.

«AI Overviews» ميزة الملخصات المدعومة بالذكاء الاصطناعي تشجع المستخدمين على زيارة عدد أكبر من المواقع الإلكترونية (غوغل)

ورغم الطموح الكبير وراء هذا التطوير، تعترف «غوغل» بوجود حدود للذكاء الاصطناعي. فقد بُني «AI Mode» على أنظمة الترتيب والجودة الأساسية لدى الشركة، مع تقنيات إضافية لتحسين دقة النتائج. فحين يكون الذكاء الاصطناعي واثقاً من إجابته، يقدمها مباشرة. أما في الحالات التي لا تتوفر فيها درجة كافية من اليقين، فستظهر مجموعة من النتائج التقليدية إلى جانب الإجابة الآلية. وكحال أي منتج جديد قائم على الذكاء الاصطناعي، قد لا تكون النتائج مثالية دائماً، لكن «غوغل» تؤكد التزامها بالتحسين المستمر، مع مراعاة عناصر الأمان والموثوقية والشفافية.

يمثل إطلاق «AI Mode» في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا محطة لافتة في استراتيجية «غوغل»، التي تسعى إلى إتاحة تقنياتها الأكثر تطوراً لشرائح أوسع عالمياً، وليس الاقتصار على أسواق غربية فقط. فبالنسبة للمستخدمين، يعدّ هذا التطوير وسيلة أكثر ديناميكية وبديهية للبحث، حيث يمكن لطلب واحد أن يفتح آفاقاً أوسع من الإجابات والروابط. أما بالنسبة للناشرين والأعمال التجارية، فهو يوفّر مساراً جديداً لجذب الجمهور، عبر نتائج أغنى وأكثر ارتباطاً بما يبحث عنه المتصفح.

لا يمثل «AI Mode» مجرد تحديث إضافي، بل هو إعادة تعريف لمفهوم البحث في عصر الذكاء الاصطناعي التوليدي. إنه بحث متعدد الوسائط، قائم على السياق، ومصمم لتوسيع الاكتشاف. ومع بدء الإطلاق التدريجي في المنطقة، والوعود بدعم لغات أخرى قريباً، تضع «غوغل» أساساً لمرحلة جديدة من استكشاف المعلومات، حيث يلتقي ذكاء النماذج التوليدية بانفتاح الويب. وكما تصف الشركة نفسها: «مهمة البحث لا تقتصر على الإجابة عن الأسئلة، بل على مساعدة الناس في الاستكشاف والمقارنة والفهم العميق للعالم من حولهم».

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- اعلان -

الأكثر شهرة

احدث التعليقات